حجت لمنعرج الحي المصاليت
الأبيات 45
حجــت لمنعــرج الحــي المصـاليت تــؤم واسـط حيـث الفضـل والصـيت
وحيــث مرقــد غــوث ضـاء فرقـده وخطــه فــي صـحاف القـدس مثبـوت
هـو الرفـاعي سـلطان الرجـال ومن بــه يثبــت عنــد الخطـب مبغـوت
ذو همـة فلقـت هـام الكـروب وكـم نجابهــا مـن عقـال الهـم مكبـوت
مسـتودع المـدد الغيـبي سـيف حمى براحــة الهاشــمي الطهـر مصـلوت
ينقــض اشــهب جــو حــال معمعـة بهــا الصــقور سـواء والفـواخيت
ويرعــد الافـق رعبـا صـوت صـولته فـي الطارقـاب وصـوت القوم مخفوت
جـأت لنـا عنـه آيـات الهدى حكما تنظــم الــدر فيهــا واليـواقيت
لكــل قطــب قضـى وقـت ينـوب بـه وتحــت نوبــة عليــاه المـواقيت
قـد عاهـد اللـه لا يبغـي به بدلا يـا نعـم ذاك وحبـل الغيـر مبثوت
مطهـر النفـس مـن حب السوى وعلى طــور الملائك منــه قــام ناسـوت
كـم راعـه خـوف بـاريه فقيـل قضى نحبــا واحيـاه مـن مـولاه تثـبيت
وكـم دجـا الليـل والركبان هاجعة لــه الـى القصـد ارعـاد وتصـويت
قــد زاحمــت قبــة الافلاك همتــه فاقصــرتها وحـار الجـدي والحـوت
رد الجمــوع علــى الاعقـاب لاحظـه والنقــع يلفـح والضـرغام مبهـوت
واخمـد النـار جهـرا صـوت نـادبه فنــاطق اللهــب المكثــار سـكيت
وكـم دعـي والصـقال الـبيض عارية فــرد منهــا كليـل الحـد اصـليت
يهـتز منـدوب ذاك العـزم مـن يده بصــائل فيـه عقـد الكـرب مفلـوت
غـوث بـه الله احى الدين فهو بمح ي الـدين فـي القوم معروف ومنعوت
وان مـد يـد الطهـر الكريـم لـه ضـجت بـه المـدن علمـا والامـاريت
مطعطــم بعلــوم القـدس قـام بـه بيـت بسـينا فهـوم الغيـب منحـوت
مــن الزيــانب يـدلي للفـواطم ح تــى صـا شـيخا لـه منهـن تنـبيت
بـات الالـوف بـبيت المجد منه وما لـه سـوى الـبيض مـن اطمـاره بيت
هـذي المعـالي فهب ان الزمان على صـرف وعنهـا الـى مـا رام ملفـوت
مـا كـل مـن صادم الهيجا ابو حسن او كــل مــن حــدر الاقلام يـاقوت
محجـــب همـــه بـــالله اشــغله اذا تشـــاغل لاه همـــه القـــوت
ورد عــن هــذه الــدنيا شـكيمته لانهـــا لبنــي الاغــراض طــاغوت
تـاتي بسـحر يميـل النـاظرين لها ينحــط هــاروت عـن هـذا ومـاروت
فكفهــا عنــه توحيــدا لخالقهـا فـازداد فقهـا ومـا للغيـر لاهـوت
ومـاس بالسـعد من بعد الشقاء ربه اخـو انقطـاع وقـد ضـاقت بـه هيت
كــم صـد عفريـت نفـس عـن تهجمـه وفـي النفـوس كمـا تـدري عفـاريت
وكـم اغـاث بجمـع الحـال حال فتى عــراه مــن نــوب الايـام تشـتيت
وكــم بــه عــز منصـورا اخوضـعة مســـفه وجهــه بــالخزي منكــوت
وكـم بنفحتـه فـي السـالكين ثـوى بــالقلب والنطـق عرفـان وتشـميت
وكــم بجـذبته نـال العنايـة مـن رب البريــة بعــد القطـع ممقـوت
فـي العـالمين انجلت شمسا مناقبه فـالحوت يعرفهـا فـي الافق والحوت
انــا وردنـاه عـذبا طيبـا ولنـا بــه الكفايــة ان ضـن الهراميـت
وحصــن همتــه العليــا وقايتنـا ان مــس ن نــازلات الـدهر تعنيـت
لنــا عليــه حقـوق الانثمـا ولـه كتـاب عهـد علينـا العمـر موقـوت
يــا صـاحبي اسـعفاني اننـي دنـف بحبـــه قبــل ان كلفــت نــوجيت
وقــد فنيـت بـه عنـي ورحـت علـى طــوري ولـو نـالني لـوم وتبكيـت
ما ذا يقول العذول الخبل في ولهي بـــه ومحــروم حــب الآل مســفوت
وان حــب ابــي العبــاس معتقـدي عليـه صـافيت فـي الـدنيا وصوفيت
والظـن تنعشـني روحـي ينعشـي لـو علـى اسـمه الطيـب المبرور نوديت
ســقى ثــراه مـن الوسـمي اعطـره وعمــه مســك روح القــدس مفتـوت
أبو الهدى الصيادي
788 قصيدة
1 ديوان

محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى.

أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها، ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.

كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.

وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.

له: (ضوء الشمس في قوله صلى اللّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس - ط)، و(فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب - ط)، و(الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف - ط)، و(تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط)، و(السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب - ط)، و(ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد - ط)، و(الفجر المنير - ط) من كلام الرفاعي.

1909م-
1328هـ-