زخر البحر بالجيوش الضخام
الأبيات 31
زخـر البحـر بـالجيوش الضخام آلـه الفتـك في القرى والأنام
فلنـــدعه وللـــدماء هــدير ولنعـرج علـى البحار الطوامي
فبهـــا للـــورى ثلاث طبــاق تتبـــارى بخفـــة وانســجام
مـن نتاج الفكر الذي حير الن نـــاس بإتقــانه وبالإحكــام
فعلـى السـطح منـه تبـدو قلاع ســـائرات بســـرعة ونظـــام
هـي في السلم كالمهى تخلب ال لُـب ومثـل الليوث يوم الصدام
تقـذف المـوت كالبراكين ناراً يخلط البحر في الهوا بالقتام
هـزأت بـالرعود قصـفاً وومضـا فـــي دوي يشـــيب رأس الغلام
أتراهـا الجبـال عـافت ثواها سـابحات إلـى العبـاب الطامي
واســتحالت إلـى حديـد ونـار بعـد أن كـن مـن حصـى ورغـام
تتنــزى علـى البحـار وتنقـض ضُ سـراعاً ولا انقضـاض السـهام
وهي في البحر تشعل البر ناراً تجعـــل الشــامخات كالآكــام
هــزت النـاس كالأراجيـح هـزاً كــم فتــاة رعبـاً قضـت وغلام
خلـت الـدور والشـوارع منهـم يممـوا القفـر رهبـة في زحام
وبجــوف البحـار تجـري سـفين مـا جرى الحوت تحت جنح الظلام
هـي فـي القعـر مثـل جـن سُلَي مـان أداة الـدمار والانتقـام
تتبــدى آنـاً وحينـاً تتـوارى مثقلات البطــــون بالألغـــام
تنسـف السـابحات فـي لجـج ال بحــر كنسـف الزلـزال للآطـام
حلقـت فـي السـماء منها نسور يمتطـون الحديـد فـوق الغمام
هـي شـبه الحمام في الجو لكن أيـن مـن صـوتها هديل الحمام
تحمـل المـوت في حشاها زواماً ثـم تنقـض كـالجروم الروامـي
رب إن الإنســان قـد هتـك الأر ضَ وأنكـى بها الجروح الدوامي
مـج شـرب الدماء حتى المنايا وهـو مـازال كارعـاً وهو ظامي
رب رحمـاك عاجـل الظلم بالعد ل مجيـب الـدعاء غـوث الأنـام
إيـه عصـر للرقـي ماذا جنينا فيـــك غيــر الشــقاء والآلام
فنسـاء تجـوس فـي غمـرة الحر بِ بجنـب الرجـال وسـط الضرام
أبـدلت بـالحرير صـوفاً وخاضت لحجـــج المعمــان بالأقــدام
إنمـا الحـرب فـي زمـان دعوه عصـــر نــور ورحمــة وســلام
أوقـدتها يـد الطغـاة اعتداء لـم يبالوا بما أتوا من أثام
أمعنوا في الديار سلباً ونهباً فـي انتهـاك البلدان والأقدام
قـل لهـم لا أقيـل منهـم عثار ســوف تجنــوا مغبـة الإجـرام
عبد الله الزايد
21 قصيدة
1 ديوان

عبد الله بن علي بن جبر الزائد.

شاعر بحريني.

ولد بمدينة المحرق، وتوفي في المنامة.

درس في كتاب الشيخ عيسى بن راشد بالمحرق، ثم في المدرسة الأهلية.

اتصل بمنتدى الشيخ الشاعر إبراهيم بن محمد الخليفة وأصبح من رواده الشباب، واتصل بعالم اللغة الشيخ محمد صالح اليوسف فأخذ عنه مزيداً من اللغة العريية، ثم عمل بتجارة اللؤلؤ والأصداف مع والده.

أحد مؤسسي النادي الأدبي بالمحرق، وأمين سر الحركة الوطنية.

سافر إلى الهند وبغداد وبيروت وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، وكتب فيها بعض المذكرات.

كتب في العديد من الصحف العربية، وأسس مطبعة البحرين سنة 1932، وداراً للمسرح والسينما سنة 1936، كما أسس جريدة البحرين عام 1939.

1945م-
1365هـ-