الأبيات 92
قــف بــالإخلاصِ علـى قـدمِ لرضــا قــدوسِ مــن قـدَمِ
واحــذَر شـيطانكَ والأهـوا وجمـوحَ النفـسِ إلى التُهَمِ
واخلَـع هـذياناً مـع كـبر وقبيــحِ خصــال المنتثـمِ
واهجـر أوهـاداً والسـفها كـي لا يسـبوكَ إلـى اللمَمِ
واتـرُك تدنيسـَكَ مـن طمـعٍ بـالحلم تجمّـل فـي الأضـم
واجلــس بمجــالسِ معرفـةٍ بيــن الأخيــارِ بلا ســأمِ
فــالجمعُ لـه منـحٌ تـترى والشــَر جــرى للمُنفصــِمِ
واجنَـح للعلـمِ مـعَ العملِ فحليـفُ العلـمِ حمى الشمَمِ
والجـانبَ ليّـن صـل رحمـا أفـشِ التسـليمَ الليـلَ قم
ودعِ الأغيـــارَ بــأجمعهم بــاللَه دوامــاً فاعتصـم
طهّـر بيـت العرفـان تجِـد فتحــاً وشــهوداً للحكــمِ
بوجــودكَ دومــاً تبصــرةٌ والأعمـى هنـا في تلكَ عمى
لا تمـدُد عينـكَ نحـو هـوىً واصحب من في الخيرات كمى
بقنوعِــكَ تســمو لا تحـرِص إلّا فــي العشـرةِ والفهـم
واتـرُك مـا لا يعنيـك أخي وابـذُل مجهـودكَ مـن كـرَم
اتحــافُ النــاس يُقَرِّبهُـم فأمِــل بالمـالِ وبـالكلمِ
فيفعـلِ الخيـر تُـرى حـرّاً دنيــاكَ وأخـرى فـي عِظَـمِ
لا تنظــرُ يومــاً للعُظمـا وانظُـر مـن دونـك تغتنـم
دنيــاك زيادتهــا نقــص وجــدانُ حظوظــكَ ذو عـدَمِ
بأصــولكَ لا تفخــر فبِمـا تأتيــكَ ســحاقةُ بــالهمِ
فـدعِ الأجـدادَ انظُـر أدبَك فبــهِ يجـري قـدرُ القيـمِ
وازهَـد في الناس وصحبتهم فتلــونهم أفنــى عمشــى
فلكُــم يــأتونَ لحـاجتهم ولكــم يقلونــكَ إن تشـِم
واخــتر نسـيان إسـاءَتهم واجعـل معروفـك في الطسَم
واقبـل عـذراً لمن اعتذرا لـو كـان لصـدق لـم يحُـمِ
لا تُــؤذِ فتُــؤذ معابقــةً فبمـا عـاملتَ أخـي استلمِ
فـي عـون أخيـك فكن شهماً تلـقَ المعـوانَ ولـم تضـَمِ
وأنِــل ميســورك للسـائلِ بالبشـر ولـو إحسـان فـمِ
والمنكـرَ دعـهُ اعمل عرفاً وظنونـــك حســّن لا تلُــم
لا تضــجر يومـا مـن عسـرٍ فبـه سـهمُ اليُسـرَين رُمـى
والـوجهُ فصـنه بمـا أمكن والعــرضَ احفَـظ لا تختصـم
وكـل التـدبيرَ لـه واصبر فالصــبرُ مزيــجٌ للــدقم
وللنقمـةُ إن جـاءَت يومـاً لا تحصــر أوقــاتَ النعَـم
ولقصــدكَ أوقــاتٌ فـارفق فعـديمُ النضـجِ أخو السقمِ
نـادى في الكرب إذا دهمَك أو خــانَ النـاسُ بمكرِهـم
إشــتدّى أزمــةُ تنفرِجــي فحــدوثُك نــدى بالعــدَمِ
والسـر فصـُن تفضـى قصـدَك لا تشــكُ أمــوركَ تنهــزِمِ
إيّــاكَ هجومـاً بـل شـاوِر فطِنـا وصـروفاً فـي الأُمَـمِ
فـي نفسـك والآيـات انظُـر تلــقَ العرفــان وتسـتقم
بقضـاءِ اللَـهِ فكُـن راضـي فـي المـرِّ كـذاكَ وحلـوهم
واسكُن في القبضِ ترى بسطا وابعُد في البسطِ عن الحرم
لمَسـيرِ العمـرِ أعـد نظرَك تقلــــو أملاً بغرورهـــم
ميــزانُ المــرءِ غريزَتـهُ وطريـقُ الرُشـدِ كما العلمِ
فـانهَض أوقاتـكَ بـالتقوى واجبُـر مـا فاتـكَ بالندَمِ
فصــفاءُ الـوقتِ شـبيبَتُنا ويُزاحمُهــا ضــعفُ الهـرَمِ
وصـــلاحُ المــرءِ تيقظُــه وشــقاوةُ هــذا إن ينَــمِ
وفســادُكَ قلــبي أحرَمنـي طعـمَ الإيمـان فـأنتَ عمـى
غضـــبِ الجبّــار تجنّبــهُ ورضــاهُ دوامــاً فـالتزمِ
الـدنيا غـرورَه فاحـذرها وفناهـا يكفـي فـي القَزَمِ
والأخــرى جنــانٌ للعامِـل ونعيــمٌ يبقــى فاســتَقمِ
فمــتى تأتيــكَ عنــايتُه ومـتى يحميـكَ مـن الصـمَمِ
فرُكونُــكَ للتقــوى غضــَبٌ ورُكونـــكَ أدهــى للأمَــمِ
ورجوعُــك للمــولى أولـى وليــاذُكَ أحــرى ببـابهم
ومــتى يـا قلـبُ تصـالحهُ تلقــى إســعاداً كالـديم
فــانظُر للقـومِ وسـيرتهِم ومحاســنِهم أعلـى الشـيَمِ
صـــامَت للَــه جــوارِحهُم والويـلُ لنـا إن لـم نصُمِ
عــدِمَت بــالقرب نفوسـهُم يــا فرحتنــا إن تنعـدمِ
هــامَت لرضــاه لطـائفهُم يـا حسـرَتنا إن لـم نهِـم
غفرانــكَ ربّــي فامنَحنـا مقـدارَ معـاصٍ فـي القِسـَم
فجلالـــكَ ربّــي أخجلنــي بــل كيـف أجـى للمنتقِـم
لا علــمٌ عنــدي ولا عمــلٌ حـتى أرجـوهُ فـي مزدحمـي
فعليــكَ إلهــي معتمِــدي فعــوائدُكم أقــوى أطمـى
إفضــالكَ ربّــي أطمَعنــي وتلاشـي ذنـوبي فـي الكَرَمِ
فبِـآيِ العفـو فـؤادي فرح وبــآي عقــاب فــي ألَـمِ
مـا أخـوفني مـا أطمَعَنـي فــي مــوجِ نجـاحٍ مُلتَطِـم
فبِقُــدرَتِكم إرحَــم عجـزي إذ ألقـى ذللاً فـي الرِمـمِ
إذ لـولا العفـوُ يُبـادرُني مـا زلـتُ غريقاً في الشَجَم
إن كـان عـذابي لعـدلكمو فضـلُ المنجـى للعـدلِ نمى
أحبَبـتَ الصـفحَ مـن الناس والـربُّ الأولـى بذي الشيم
والرحمـةُ قـد سـبَقت غضباً ومَــدحتَ القــومَ بعَفـوهم
أفمـن يـا ربِّ لنـا غيـرُك والكـــل صــنائعُ ربّهــم
فقصـــَدتُ اللَـــه بلا زاد أيُضــامُ الخــالي بحيِّهـم
زادي ثقــتي فــي رأفَتـهِ بعيــد جــاءوا فـي جهَـم
ألطُـف يـا ربِّ بنـا أخـرى لطفـاً بحنيـنٍ فـي الظلـمِ
أفنُحرَمُــه عنــد الحاجـةِ واللطـفُ أتـى عنـدَ العدَمِ
حاشـا يـا ربِّ بـل السابِق عنــوانُ الآتــي مـن قسـَم
لا حيلــةَ لــي إن آخـذَني لا حجّــة لــي مهمـا يلـمِ
مـا أفخرنـا لـو سـامحنا فيعــودُ الكســر بمُلتسـم
فبِلطــفٍ منــك فعاملنــا لــتزولَ مشــقّاتُ القُحَــمِ
ومــنَ البــاغينَ فسـلِّمنا واســجُنهم رب فـي بغيهـمِ
وادفـع عنـي مـن يظلمنـي واغلُلـه دوامـاً فـي الدَم
يـــا ربِّ بحقِّــكَ بجلنــا وانشـُلنا بفضـلك مـن غمم
واصـفرف عنـي شـرّ المحـن وأزِل مـا حـلّ مـنَ الجشـَمِ
يــا رب فضــاقَت فرِّجنــا فالشــدّةُ أفضــَت للفَقَــم
صــارَ النُشـابي محمـدُ ذا عبــدٌ لرَحيــمٍ فــي قنـمِ
فــأرومُ نوالــكَ يُصـلِحُني فــأقومُ بهــدى المعتصـِم
وكــذا إخـواني وأحبـابي وجميـعُ الخلـقِ مـع الوزَم
محّـــض قلــبي لشــُهودكم فـإذا أنعمـتَ فيـا نعمـي
ثبِّـت إيمـاني مـدى أحيـا بصــراطكَ ثبِّـت لـي قـدمي
وصـــلاةُ اللَــهِ وتســليمٌ لشـفيع العـربِ مـع العجمِ
والآلِ وصـــَحبٍ والتـــابع مـا دامَ مريـدُ فـي الرَخَمِ
أو قــالَ مجِـد فـي طلبـه قــف بــالإخلاص علـى قـدَم

محمد بن عبد الرحيم النشابي الحسني الشافعي الشاذلي الأحمدي الطنتدائي.

شاعر متصوف، له مجموع مشتمل على مدام الاستبشار.

وهو أحد شيوخ الطريقة الشاذلية.

قصائد أخرى لمحمد بن عبد الرحيم الطنتدائي