الأبيات 70
قُـم قاصـداً وصـلَ الإلـهِ الموجـدِ بتَشــــَرُّعٍ وتحقُّــــقٍ وترشــــُّدِ
وبهمــةٍ فــي عزلـةٍ ثـم السـهر صــمت وجــوعٍ ثــم صـُحبةِ أفيَـد
وتكــــرُّمٍ وتحلُّــــمٍ وتنــــدُّمٍ وتــــذلُّلٍ وتحمُّــــل وتزهُّــــد
وتحــــذّر وتــــوَقّر وتبصــــر وتفكــر فــي صــنعِ رب المفـرَد
نـارَ اختيـارك مع نعيمِك فاطرَحَن والبـس رداء المحـو تبـق موحدي
واخلـع نعـال الغيـر يا حي تدُس بســط التـدلى والتجلـى الأوحـد
واخلـص لهـم رقـا تفـوز بعتقهم واحـرم بجمـع الجمـع واسع وزوّد
عمــر فــؤادك والجـوارح كلّهـا بالــذكر والتـذكار ربّـك تشـهَدِ
فالغُربــةُ الشـوهاءُ صـارت حيّـةً بــاللَه يــاذا الانفصـامُ تبـدّد
يـا نفـس هيمـي وافعلي لقيامَتي واللَــهِ فـالتَقوى لبـاسُ الأسـعد
يـا نفـسُ تـوبي وارجعـي وتأدّبي وتـــذلّلي وتجمّلـــي وتـــودّدي
يـا نفـسُ يكفي ما جرى أم تستحي أم آن أن يُمحــى كتــابُ تقيـدي
يـا نفـسُ كفـي واسـمعي لنَصيحتي فلقــد تمــوتي تسـئلي وتُهَـدّدي
مـاذا تجيـبي إن سُئِلت عن الوفا واحسـرَتي إن لـم تكـن لـي منجد
هــل منقـذٌ مـن كربَـتي إلّا قـوي حـــيٌّ كريـــمٌ بـــرُّهُ بتجَـــدُّد
حاشــا لعَفـوك أن يكـون مقيّـداً بـل حلـمُ ربّـي واسـعٌ لـم ينفَـذ
يــا رحمـةَ الرحمـن عمّـي زلّـتي وتعلّقـــي بإســـاءَتي وتأبــدي
لمحمــد عبــد الرحيــم وحزبـه والســالكين طريقــه والمقتـدي
وفقهمــو للخيــر نــور قلبَهـم ألبِسـهمو ثـوبَ القبـول السرمدي
واحفظهمـو مـن كيـد نفس والهوى واقهَـر لهـم جمعَ العداة فيهتدي
وأنلـن في الدارين مشهدك العلى وأحسـن لنـا العقـبى بجاه محمد
بالأنبيــا والمرســلين وصـحبهِم والتــابعين وكــلّ شــيخ ســيّد
وبســرِّ ســادات تنــافسَ فخرُهـم لمّـا انتَمـوا للشـاذليِّ المسـعَد
لا ســـيّما أســـتاذُنا وملاذُنــا وضـياؤُنا القاوُقجي صافي المورَد
للشـــاذليّةِ ذاك أعظــم قُــدوةٍ عنــه مبــايعتي ونعـمَ المرشـدِ
حـــبرٌ نســيبٌ حــافظٌ متواضــعٌ وخِصـــالهُ قــد غــرّدَت بتفَــرُّدِ
أكـرِم بـه فبـهِ المعـارفُ أشرقَت وأبـو المحاسـن فضـلهُ لـم يُجحَد
وبِشـَيخهِ كنـزِ الحقيقـةِ والتُقـى علـمِ الهـدى القُطـب البهيِّ محمد
غـوثِ اللهيـفِ إذا الخلاصُ تعـذّرا شــمسَ الضــُحى للواصـلينَ ممهـد
حـدّث عـن الشـهم العريـض نوالُه نطقَــت مفــاخرهُ تبــاهِ العبّـد
بالمرتضـى أعنـي محمـداً العلـى علمـــاً وفعلاً للشــهودِ فــأفردِ
وكـذاكَ عبـد الحـق حقّـق منيـتي وبســرّ ســعد اللَـه ربـي أسـعِد
وبســَيّدي عبــد الشـكور فرَقّنـي وبحــقّ مسـعود الإمـام المهتـدي
هـذا عـن المرسي أبي العبّاس من حـاز الشـريعَة والحقيقـةَ أحمـد
يـا ابـنَ أنصـار النـبيّ وعـدّتي فـي قهـر مـن يبغـي وكـل الحسّد
إنــي رجوتُـكَ والسـماح رفيقكـم منكـم يسـيلُ الخيـرُ فوقَ المُبعَد
وبسـرِّ ختـمِ الأوليـاء أبى الحسن ذا الشـاذليّ أخـو الوفـا للقُصّد
فــردَوسُ جنّــاتِ المعـارف خاضـِعٌ كــلُّ الرجــال لقَـدرهِ المُتَفَـرِّدِ
فاســلُك لِحَـقٍّ مـن رفيـع طريقـهِ فــإذا ظفــرت فـأنت ريّ الـوُرّد
هـو روحُ أرواح اللطـائف شمسـُها هـو مجمَـعُ البَحرين باهي المشَهد
وبِســَيّدي عبـد السـلام المفتخَـر يُنمــى لمَشــيش كريــم المحتـدِ
وبعابـدِ الرحمـنِ ذا العطارُ وال زيّــاتُ عطــر ثــم نـوّر ملحـدي
وبحــقّ عبـد اللَـه بـدرِ تنـاثِر وبسـرِّ قـدوتِهم أبـي بكـرِ الندى
شــبليُّهُم هــذا كــذاك بشــَيخهِ وهــو الجنَيـدُ إمـام كـل مسـيّد
وبجَعفـرِ الحـدّاد واضـطخري أبـي عمــرو فعمّــر للفُــؤاد لليَــد
بشــَقيقٍ البلخـي وإبراهيـمَ مـن زهـد الـدنا ذاك ابن أدهمَ أمجد
بـالراعِ موسى ذا ابنُ يزيدَ الذي بــأويسٍ القرنـى سـما بالسـودَدِ
هــوَ سـيّدُ للتـابعينَ وقـد أخَـذ عـن نُخبتَيـن مـن الصـحابِ الزهَد
وهمــا علــيٌّ مـع عُمـر وكلاهُمـا عـن خيـرِ خلـق اللَـه طرّاً فاشهد
وبِبَطــشِ جبريــلَ الأميـن لـوحيهِ ميكــالَ واسـرافيلَ لـوح السـيّد
هـذا عـن القلـمِ العظيـم كتابهُ عـن حضـرةِ الـرب العليم المسعد
هــذي رجــالٌ أهلــوا لشــهودهِ هــذي شــيوخُ الشـاذليّة فاسـنِد
تلميــذُهُم حــبرٌ همــامٌ متّبِــع وطريقُــم حــبُّ النــبيّ وموجِــد
قــومٌ تسـودُ الكائنـاتُ بـذكرهم وبهـم يفـوزُ مـن اسـتغاثَ بمقصد
عطفــاً لعبـدٍ قـد تطفـل عنـدَكم يـا ليلـة القـدري وكحـلَ الأرمد
فلقـد نسـبت إليكمـوا يا سادتي فبحقّكــم لا أرجعــنّ صـفرَ اليـد
يـــا ربّ تقصــيري وعجــزي لازمٌ يــا ربّ قابــل بـالقبول وسـدد
واعدم بقهركَ ما دعان إلى الجفا قـد ضـقتُ مـن بعـدي وقـل تجلّدي
يـا ربّ واشـفى للسـقام وعـافني وأعِـذ مـن الأحـزانِ والأمر الردي
وابسـُط لنا الأرزاق وارفع ذكرَنا مـــع راحــةٍ وســماحةٍ وتســيد
إيماننـا فـاحفظ وصـن منَ الفتن ومـن الفضائح في الحياة وفي غد
واغفِـر لنـا ذنبـاً يبينُ لوَصلِنا ســلّم قوانــا بالأمــان الأزيـد
يــا ربّ واسـمح للعبيـد بحبُكـم واكشـف لسـرّي عـن كلامِـك فاقتدي
يـا ربّ صـوماً عـن سـواكَ مؤبّـداً وامنحــنِ فطـراً بالوِصـالِ أعيـد
وأدم لناظِمهــا وقـارىء وردهـا والســامعينَ عمــومَ خيـرِ مزبـدِ
ومشــايخي وأصــولنا وفروعنــا عمّـم لكـلِّ الخَلـق حـتى المُعتدي
عطّــف علينــا قلــبَ طـه وآلـهِ وافتَـح لنـا عيـنَ اليقيـن وأيّد
وصــلاةُ ربّــي مــع سـلامٍ دائمـاً تُهــدى لــذاكَ الهاشــميِّ محمّـد
والآلِ والأصــحاب ثــمّ مـن اتبّـع مــا دامــتِ الجنّـاتُ دارَ تشـيّد
أو قــال مســكينٌ يكــرّرُ نُصـحهُ قُـم قاصـداً وصـلَ الإلـه الموجـد

محمد بن عبد الرحيم النشابي الحسني الشافعي الشاذلي الأحمدي الطنتدائي.

شاعر متصوف، له مجموع مشتمل على مدام الاستبشار.

وهو أحد شيوخ الطريقة الشاذلية.

قصائد أخرى لمحمد بن عبد الرحيم الطنتدائي