الأبيات 50
إلهـي بأهـلِ الحـبّ والمنهـل الآهنـا بمـن حام حولَ الحيّ في الليل إذ جنّا
بكُربـــةِ أغـــرابٍ ووحشــَةِ منقطــع وضـــيعةِ أيتـــامٍ وأرملــةٍ حصــنا
بحطّـــةِ مرفـــوعٍ وذلِّ مــن افتقَــر وأربـاب كـدّ فـي معـاشٍ سـقوا وهنـا
ورجفـــةِ مظلـــومٍ ودعــوةِ منكســر وزَفــرةِ أســقامٍ ومـن يلتقـي حزنـا
ونشـــلةِ ملهـــوف وجـــبر خــواطر ورقّـــة مفضـــالٍ بمنحتـــهِ حنّـــا
بفاقـــةِ أهـــلِ الإحتيــاجِ وذلّهــم بكــلّ فــؤادٍ مــن محــافتِكم أنــا
بســـرِّ مريــدٍ بالمراقبــةِ ارتقــى ومـن نعشـةِ التقريـبِ قد طلّقَ الوسنا
بمَــن غــدا مخطوبــاً لحضــرة ربّـه فيـا فرحـةَ المحبوب يا خجلة المُضنا
بمعرفـةِ القُطـبِ الدسـوقي أبي النظر وهمّتــهِ العليــا وتخـويلهِ العونـا
هــو الغــوثُ إبراهيـمُ أكـبرُ عـارف هـو الليـثُ والمفضـالُ أعظم به حصنا
همــامٌ حبـاه اللَـه مـن فيـضِ فضـلهِ فسـبحانَ مـن أعطـى وسـبحانَ من أدنى
فـإن قيـلَ أيـنَ المجدَ والمدّ بالنَدا يقـولُ أبـو العينيـن إنزِل بنا تهنا
فعنـــدَكَ بحــرُ المكرمــات ودرُّهــا فــإن رمــتَ معروفـاً بقصـدك خوّلنـا
فيــا زائري لا تســتحي أن تنــادني فمــا شـئتَ موجـودٌ وحيّـي لـه مغنـا
وإنّــــي للإســـلامِ شـــيخٌ وعصـــمةٌ فمـن زارنـي حقّـاً علـى ديننـا يفنى
ســـقاني محبـــوبي بكـــاسِ محبّــةٍ فنــتُ عــنِ العشــاق سـكراً ولا دنّـا
ولاحَ لنــا نــورُ الجلالــةِ لـو أضـأ لصــُمِّ الجبــال الراسـياتِ تدكـدَكنا
وكنـتُ أنـا السـاقي لمـن كان حاضراً أطــوفُ عليهــم كـرَّةً بعـد أن طُفنـا
ونـــادمني ســـرّاً بســـرّ وحكمـــةٍ وإن رســولَ اللَــهِ شـيخي بـه هـدنا
وعاهـــدني عهـــداً حفِظــتُ لعهــده وعشـتُ وثيقـاً صـادقاً فـي الذي حزنا
وكــم عـالمٍ قـد جاءنـا وهـو منكـرٌ فصـارَ بفضـلِ اللَـه مـن فرقـةٍ معنـا
ومـا قلـتُ هـذا القـولَ فخـراً وإنّما أتـى الإذنُ كـي لا يجهلوا بالذي فهنا
فيــا زمــرةَ الأحبـابِ هيمـوا بحبِّـه فكـم للدسـوقي مـن هـدايا تُنعنِشـُنا
بوَلــده عبــد العزيــز وقــد دعـى أبـا المجد في الدارين دوماً فمجّدنا
قُرَيـــشٌ بـــهِ أســمو بســرّ محمــد وبـابن النجا تنجو من الهمّ واحفظنا
وزيّــن بزيــن العابــدينَ خصــائلي وحسـّن بعبـد الخـالقِ الخلق وانصرنا
وطيّــب لنــا الأوقــاتَ طيــبَ محمـد أبـي الطيّـب ارفـع رجزَنـا سيّدي عنا
واعتِــق بعبــدِ اللَــهِ كـلّ جـوارحي وأوجِـد بعبـد الخـالق الذوقَ للمعنى
وذكرى بذي التقوى أبي القاسم ارتفع بجعفرهــم يــدعى الزكــيّ فطهرنــا
بحـــقّ علــى الهــاديّ ثــم محمــد فـذاكَ الجـوادَ اسـمح بجـودكَ مذ كنّا
وربّـض فـؤادي فـي القضا بالرضا على وأذهـب بموسى الكاظمِ الغيظَ والشحنا
وبالصــادق الممنــوحِ بالسـر جعفـر وبـــاقرُم يـــدعى محمـــد شــرّفنا
بحرمــةِ زيــن العابــدين وفخرهــم علــيٌّ بــه يعلــو مقــامي وزيّنــا
بريحانـة الهـادي حسـين أخـي الحسن همــا سـيّدَ الشـبان بـالقُربِ خصّصـنا
بأمّهِمــا الزهــراءِ فاطمــةَ الــتي هـي البضـعةُ الغـرّاءُ للمصطفى الأسنا
وبالوالــدِ الكــرار بـاب المدينـة علـيٌّ أبـو السـبطين صـهرٌ لمَـن سـنّا
رسـولٌ أتـى فـي الكتـب مفخـرٌ قـدرهِ وناهيـكَ فـي القـرآن أنّ العلى أثنى
بــه يسـتنيرُ القلـبُ مـن كـلّ ظلمـةٍ وكـم مـن رقيـق الـوزرِ صار به يعنى
بـــآلٍ وأجـــدادِ النـــبي وصــحبه وأتبـــاعهِم والأوليـــاءِ فألحقنــا
بكـــلّ رجـــال للدســوقي وعــترَتهِ وكـــلِّ محـــبّ فــي محبَّتكــم غنّــا
بوالـــدةِ الأُســـتاذ ثــمّ بــإخوَته بمشــهورهم موســى وعتريســهم صـنّا
تُـديمُ لنـا التوفيـق والعفوَ والرضا وفـي مـوكب الزهـاد والأتقيا احشرنا
بجـاه النـبيِّ فاسـمح أقلنـي عـثرتي وفـي نظـرَةِ الإحسـان دومـاً فأدخلنـا
وثبِّتنـي بالاتحـافِ مـن نفحـةِ النـبي وداوم لـيَ التيسـيرَ والسترَ واليمنا
وحصــِّنّي بالألطــافِ فــي كــل شــدّةٍ بســُرعةِ تفريــجِ الكــروبِ فروّجنــا
فمــن عــوّدَ الإحســانَ يـدني محمـداً تلَقّبـهُ عبـد الرحيـم اقتضـى الحسنا
فحاشــا يــرى ضــيماً وذلــك ظنــهُ فلا يلتقــى الإنســانُ إلّا بمــا ظنّـا
فحقّــق لأحبــابي المقاصــد والهنـا وأصـحبهمو التوفيـق والعـز والأمنـا
وصـــلى دوامـــاً ذو الجلال وســلّما علـى المصـطفى والآل والصحب والمدنى
بتعـــدادِ إنعـــامٍ ولهفــةٍ قــائلِ إلهـي بأهـلِ الحـبِّ والمنهـلِ الأهنـا

محمد بن عبد الرحيم النشابي الحسني الشافعي الشاذلي الأحمدي الطنتدائي.

شاعر متصوف، له مجموع مشتمل على مدام الاستبشار.

وهو أحد شيوخ الطريقة الشاذلية.

قصائد أخرى لمحمد بن عبد الرحيم الطنتدائي