الأبيات 77
يـا ربُّ يـا ذا الجـودِ والإحسـان يـا قـابلاً تـوبَ المسـيءِ الجاني
يـا غـافرَ الـذنبِ العظيم بعفوهِ يـا كاشـفَ البلـوى ومـا يدهاني
وإذا أطعــتُ فبالمفــاخر منعـمٌ وإذا عصـــيتُ بســترهِ يرعــاني
يـا مـن أجـاب السـائلينَ بفضلهِ يــا مــن يحيّـي ضـيفهُ بأمـاني
أدعـوكَ بالقُطبِ المصرّف في الورى بحــرُ العلــومِ ضـريحُه وتهـاني
بطـلٌ تشـاغلَ بالقـديم عن السوى أمـــنٌ أبـــو فــرّاجِ للهفــان
كهــفٌ لمــن ينمـى لدولـة عـزّه تحَـــفٌّ لــزوارٍ مــع الجيــران
العيســـوِيُّ الهاشـــميُّ مقــامُه بيـتُ النجـاحِ وتـاجه العقيـاني
هـو أحمـدُ البـدوِيُّ سـاكنُ طندتا هــذا أبــو الأطقـابِ والفتيـان
هـذا أبو الفرحاتِ والنفحات وال لحظـــاتِ والحســـنات للظمــآن
هـذا الذي يأتي الشدائد بالفرَج كــم قلّــدَ المكــروبَ بالإحصـان
كـم أغنـى محتاجـاً ونجّـحَ قاصداً كــم صــدّ ظلامــاً وأطلـق عـاني
فبســــرِّهِ وبحزبـــهِ وبأصـــلهِ أرقــى الفلاح وينتفــى نُقصـاني
بعلــيِّ البــدري أبيـه فـأعلني هممــاً بــإبراهيمَ جـابُر هـاني
يمحمـد وكـذا أبـو بكـرٍ السـنى ذوقــاً باســماعيلَ أغـدو دانـي
وبســيّدي عمـرَ المحقّـق بالعطـا ألحــق عليّــا بــالتقى عثمـان
بحســـينِ زيِّنــي بحمــد محمــد موســى ويحيــى أحينـي أحيـاني
وبحـقّ عيسـي نسـلِ هـاديهم علـى بمحمــد ذاك الجــوادُ الــداني
بالعسـكري حسـن بن جعفر والرضا يـــدعى عليّــا ســرُّكم يملانــي
وبكــاظمٍ للغَيـظِ موسـى فاكفنـا شــرّ الأعــاد ودعــوة البهتـان
بالصـادق الأفعـال جعفـر فاجعلن صــدقَ العقيـدةِ دائمـاً أركـاني
وببــاقرِ للخيــرِ وهــو محمــد يصـفو المعـاشُ وتنجلـى أذهـاني
بـأبيهِ زينِ العابدينَ ذوي الهدى أعنــي عليّـاً فـي رِضـا الـديان
وبفضـلِ سيدنا الحسين أبي الندا ســبطِ النــبيِّ وبهجــةِ الأكـوانِ
بـأبيهِ فخرِ المؤمنينَ أبي الحسن صــهرِ النــبيّ علـيّ ذي الإتقـان
وبــأمه الزهــراء بنـت نبينـا أصــل الأصــول ومنبـع الرضـوان
بـــرٌّ رحيـــمٌ شـــافعٌ ومشــفّعٌ روح العــوالم مركــز الـدوران
عيــن الوجــود ومـدحنا لمقصـرٌ فيمــن ســما بمــديحهِ القـرآن
هــذي جــدودٌ للمُلثّــمِ بالمَـدد حــامي الزمـامِ ومنجـدِ العيّـان
فحـلُ الرجـال عظيـمُ حـال لا عجب بــابُ النــبيِّ ومصـدرُ الفيضـان
يـا سـائلي عـن سـيّدي أنعـم بهِ مــن فخــرُه شــهِدت بـهِ الثقلان
مـن مثلُـه تسـعى الوفـودُ لحيِّـهِ كالحـجُّ أو كـالبيتِ فـي الطوفان
جــبرٌ لكســر العـاجزينَ وضـيفُه يلقـى القـرى مـن فضـلهِ الهتّان
ويمُـدُّ باعـاً فـي الوجـود بجودهِ فــالبحرُ يُفنــى دون ظـلّ بنـان
والفتــحُ والإقبـالُ مـن بركـاتهِ وبطــاقُه طعــنُ العــدا بسـنان
ويغيــثُ ملهوفــاً بنيـل مـرادِه ويقـــولُ أهلا للـــذي نــاداني
إن تــدعُه صــدقاً أجـابَ بعزمـه علــمُ الفتــوّة نجـدةُ الشـجعان
ظـــلٌّ لكـــلّ الأوليــاءِ وســرّه جلــبَ الأســيرَ ومرشـِدُ الحيـران
يـا حـائرَ الأفكار في بسطِ العطا لُــذ بالــذي يعطــي بلا حسـبانِ
فربيعُنــا هــذا ودوحـةُ مجـدنا كنــزُ العـوارفِ صـاحبُ الـديوان
يــا ســيّدا مـن سـيد مـن سـيّد إنـي فـي وجهـكَ قـدوةَ العُربـان
فـادرِك عبيـداً قـد علاه تُباعـدهُ وتطـــاولُ الأوغـــادِ والأحــزانِ
وامنُــن علــى بنظــرَة وبِشـَربة مــن جـذب قربـكَ غـذّني بمعـاني
إن كنــتَ لا تنظــر إلـى فهيّـان قومــاً تمَــدّ إليهِــم العينـان
حاشــاكمو لا تــتركونُ نزيلَكــم لمــوائد تــأتي مــنَ الخلجـانِ
إنـي اتخـذتُكَ فـي الشـدائد عُدّة ولــكَ الرعايـةُ راحـةَ الولهـان
ولقــد كفـاني أنّنـي لـكَ مُنتـم أم أنّنــي مــن جملـةِ الضـيفان
أم أنّنــي عمـري يتيمـاً عنـدَكم لا يُتــمَ لــي فلأنتُمــو الأبـوانِ
مـا القصـد مـدحي للجنـاب بهذهِ بـل مـدحُها عـن معـدنِ الشـُكران
وبحَـقّ عبـد العـال قبلـةِ سـيّدي ذخــرِ العــواجزِ وارثِ السـلطان
يـا صـاحبِ الشـورى بحـقّ مجاهـدٍ أرجــو انتظـامي عنـدَكم بصـيان
حــبُّ النــبي وآلــهِ حــقٌّ علـى كــلّ الأنــام يُشــاهِد الفُرقـان
قــومٌ إذا المكـروبُ يمَّـمَ حيَّهُـم بـــدؤوه بالمقصــود والإحســان
فـاقضِ المطـالبِ يـا كريمُ بسرّهم واشـــرَحن بالإســـلامِ والإيمــان
وأعـوذُ بـاللَهِ العلـى من الهوى ومــن النفـوس ونَزغَـة الشـيطانِ
ومـن الـدناءةِ والنميمةِ والحسَد ومــن الغـرورِ وصـنعَةِ الخُسـران
ومـن الفضـيحةِ والقطيعةِ والكدَر ومــن الممــاتِ بســّيءٍ وهــوان
واشـفى جميعـي مـن سقامى وعلني واجعــل قُوايـا دائمـاً بأمـاني
وأزِح شـهودَ الغيـر من قلبي بلا ميــل عــن الهــادي ولا حِرمـان
حسـّن ظنـوني يـا حكيـمُ وقـابلن هفواتِنــا بــالعَفو والغُفــران
واروِ الجـراح مـن دوام متـابكم حقِّــق مراقَبَــتي لكــم أزمـاني
وارم الأعـادي والحسـودَ بِبَغيهـم لا يهـــدمونَ بكيــدِهم بنيــاني
أفـرِغ علينـا الصبرَ عند قضائكم كــي لا يكـونَ العبـد ذا كفـران
وامـدُد جميعـي مـن لطائف رزقكُم واقصــُر توكُّلَنــا علـى المنّـان
واجعـل مـن التوفيق زاد وبهجتي ومــن العلــوم ورقّـةِ العرفـان
رطّــب لسـاني والجنـانَ بـذكرِكم كجّــل عيــوني بـالجلا الربّـاني
وانـفَ الموانـعَ من طريقَ وصالكم واغمُرنــي بالتوحيــد والإيقـان
واقِمـنِ عبـداً في العوالم شاكراً وطّـن لسـرّي فـي الملا الصـمداني
واسبِل علينا الستر وامنَح جمعنا بهدايـــةٍ وكرامـــةِ الأوطـــان
وكفايـــةٍ وحمايـــةٍ ووقايـــةٍ ورعايـــةٍ والــروحِ والريحــان
واعطِـف علـى النُشباني وهو محمدٌ عبــدُ الرحيــمِ بمنحـةِ الحنّـان
وكـذا المشـايخُ والأصـولُ وفرعهُم وأحبّـــتي ثــم الــذي آخــاني
وارفـع ذُرى الإسـلامِ أصـلح أهلـهُ واخفطهمــو مــن زلَّـةِ الطغيـان
واختـم لنـا ربّـي بحسـنِ سـعادَةٍ ســلّمنا يـومَ الفصـل والرجفـان
ثـم الصـلاةُ مع السلام على النبي وصـــحابهِ مــع آلــهِ الأعيــان
مـا نـاحَت الورقـاءُ حيـنَ تـذكرُّ أو رحّــبَ الكرمــاءُ بالضــيفان
أو قـال ذو التقصـير عند سؤالهِ يـا ربُّ يـا ذا الجـودِ والإحسـان

محمد بن عبد الرحيم النشابي الحسني الشافعي الشاذلي الأحمدي الطنتدائي.

شاعر متصوف، له مجموع مشتمل على مدام الاستبشار.

وهو أحد شيوخ الطريقة الشاذلية.

قصائد أخرى لمحمد بن عبد الرحيم الطنتدائي