حبيبة قلب الوالدين ألا اذهبي
الأبيات 31
حبيبـة قلـب الوالـدين ألا اذهـبي ولا تـذهبي حـتى يـرى القلب ذاهبا
لبثــت بنـا خطـف الـوميض لشـائم كمـا أومـض الـبرق اليماني كاذبا
أقمـت بـذي الـوادي وأنـت صـغيرة ولـم تـبرحي حـتى أقمـت النوادبا
ولا تحســـبن رزء الأصــاغر هينــا فـإن وحـي الأخفـاف ينضي الغواربا
أواصــــلة للَّحــــد لا بمشــــقة وقاطعــة أرضــا ربــىً وسباســبا
تنشـقت ريـح العنـبر الـورد غدوة نشـقتُ بهـا فيـك الرياح الحواصبا
لغــادرت جـدّاً لا يـرى لـك مـن أب علــى حالــة ألا تلقــاه ناحبــا
زوي الأضـحيان البـدر للعين حاجبا بيـوم بـه اخـترت الثرى لك حاجبا
وهـل نـافعي عـض الأبـاهم بعـد ما بـادرد نـاب قـد قطعـت الرواجبـا
أمزمعــة للقــبر حســبكِ مــن أبٍ يضــن بــدمع أو يجــودك ســاكبا
سـأبكيك مـا انهلـت دمـوعي ذرَّفـا مـن العيـن حتى يرجع الدمع ناضبا
وإن تحبـس العيـن الجمـودة ماءها سـأبعثه دمعـاً مـن القلـب ذائبـا
لقـد عـاد يـومي فيـك أسود حالكا كــأني بــه واريـت أبيـض قاضـبا
لقـد غـال صـرف الدهر من آل غالب منعمـــة أرزت نـــزاراً وغالبــا
ربيبــة أقــوام كــرام تخالهــا ربيبـــة آرام ســـنحن رباربـــا
وكـم قـالت للبـدر المنير بوجهها هوت من لها أهوى النجوم الكواكبا
لقـد ضـل مـن يعتاض بابن عن ابنة غـداة بنـات الـدهر جـدَّت لواعبـا
وقـالوا تسـلى سـوف يعقـب مثلهـا فقلـت ومـن يبقـى فيرجو العواقبا
أصــاحب أن الــدهر للمـرء صـاحب مـداجٍ إلـى أن ينـزع النفس صاحبا
ومـا لامـرءٍ عـن سـاحة الموت مهرب ومن ذا الذي ينجو من الموت هاربا
يميـل الفـتى عن خطة الموت ناكبا ولا ينثنـي عـن خطـة الحتـف ناكبا
وأيــن فــتى ردَّ الــردى بضـرابه وكـم مـن فـتىً ضـربٍ يرد الكتائبا
فكــم بــازل قـد دق منـه جرانـه وشــمَّر لا يلــوي فقــاد مصــائبا
فمــن نـازل يمشـي علـى قـدم لـه ومــن راكـب ولّـى بحـث الركائبـا
تضــلّ لــه الأعنـاق بالـذل خشـعا وكــم ذل مطلــوب فعــزز طالبــا
لفـــرَّق أقوامـــاً وجمَّـــع جحفلا وأجــرى لــه مجـرى وجـر مقانبـا
ومـا النـاس إلا الـذود صبح بطرده أهـاب بـه الـداعي فذعـذع هائبـا
ومــا تلكــم الأيــام إلّا أراقــم تــدب الليــالي خلفهــن عقاربـا
فيـا ليـت لا ألقـى الزمان مسالما وقـد كنـت لا ألقـى الزمان محاربا
ولـو كان يصغي الموت للعتب ظالما عتبــت ولكــن ليـس يسـمع عاتبـا
ومـــا غــائب إلّا ويرجــع آيبــا سوى الموت لم يرجع إلى الحي آيبا
إبراهيم الطباطبائي
225 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.

شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.

كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.

له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.

1901م-
1319هـ-