أيها العاذل دعني والصبا
الأبيات 58
أيهـا العـاذل دعنـي والصـبا ليــس يصــغي لعــذول مسـمعي
تخـذ القلـب التصـابي مـذهبا فهــو عــن صـبوته لـم يرجـع
مـا لمـن خـان عهـوداً للهـوى أن يــرى ممــا جنـى معتـذرا
كــل مـن زل عـن النهـج هـوى وجـرى فـي سـقر مـع مـن جـرى
عــرف الســر يقينـاً مـن روى عــن بنـي عـذرةٍ يومـاً خيـرا
ونجـا مـن قـد تـوقى العطبـا وقضــى مــن عشــقه فـي خـدع
ورعــى حـق الهـوى مـن شـربا جــرع الحتــف بســفح الأجـرع
معهــد أصــبوا إلــى أيـامه كلمـــا هبــت شــمال وصــبا
ولغيــر الــبيض مــن آرامـه أبــداً مــا مـال قلـب وصـبا
وهـــم بيـــن ربــي أعلامــه أكسـبوا جسـمي المعنـى وصـبا
فســقاهم وســقى عهـد الصـبا بالغضـــا كــل ملــثٍ ممــرع
ورعـى الرحمـان هاتيـك الظبا بثنيــات الربــى مــن لعلـع
مــا رعــى حــق غـرام أبـداً مـن غـدا عـن مـذهبي منحرفـا
وتــردى فـي الهـوى مـن وردا مــورداً مـا ذقـت منـه غرفـا
ومــن اختــار طريقـاً للهـدى فليكــن فــي بردتـي ملتحقـا
ومــتى شــاء لرشــد مركبــا فليخـض فـي لجـج العشـق معـي
وإذا مـا خـاف موجـاً كـالربى قلـت يـا أيتهـا الأرض ابلعـي
أنـا عبـد للهـوى لا بـل أنـا ربــه النــاهض فــي أعبـائه
وأنـا السـالك مـن غيـر إنـا ســبل الأهــواء فــي أرجـائه
مـن يكـن مـن دهـره ذاق عنـا ونحــا قصــدي شـفي مـن دائه
أو يكــن يومــاً لرمـس ذهبـا قلـت يـا أيتهـا النفس ارجعي
ولكــم ســاء امــرؤ منقلبـا فـي الـردى إذا لم يكن متبعي
ذكرتنـــي عهـــد ود ســـبقا بـــالحمى ورق حمـــام غنــت
وكســت قلــبي المعنـى قلقـا عنــدما حنــت وأنــت أنــتي
ورنــت نحــوي فطــارت فرقـا لصــدى أزعجهــا مــن رنــتي
وترقـــت تتخطـــى القضـــبا وتغنــــي بشــــجي مفجــــع
وإذا مــا لحنهــا آنـاً خبـا قلـت يـا أيتهـا الورق اسجعي
وبــدور بيــن أكنـاف الحمـى وصـلوني بعـد مـا قـد هجـروا
وســقوني بنــت كــرمٍ عنـدما شـربوا منهـا إلـى أن هجـروا
خمــرة كــي تســترق العجمـا بــايعت مـا رق منهـا الفجـر
ولكيمـــا تســـترق العربــا بايعتهـا الـروم تحـت الـبيع
شــمأل لــو عبهـا رث العبـا لـــرأي تبــع بعــض التبــع
وغـــزال عـــن ودادي عــدلاً لا لـــذنب وعهـــودي ضـــيعا
وبأحكــام الوفــا مـا عـدلا وحقـوقي يـا لنفسـي مـا رعـى
تخــذ الهجــران منــه بـدلاً عـن ودادي سـاء مـا قـد صنعا
صـــد عنــي ولقلــبي عــذبا وورى جمـر الغضـا فـي أضـلعي
ولــدعوى الحــب مــن كــذبا وشــهودي مــع نحـولي أدمعـي
ومهـاة كـال حسـنٍ فـي الـورى ثـابت في في الكون منها ولها
لـو رآهـا عابـد فـوق الـذرى وهــو شـيخ هـام فيهـا ولهـا
لســت بـالقبول عـذراً أن أرى تاركـاً مـا عشـت فيهـا ولهـا
لحظها الماضي الشبا عقلي سبا فهــو فـي غمـرة سـكرٍ لا يعـي
وغــدا قلـبي بـه أيـدي سـبا فهــو مــع جسـمي لـم يجتمـع
ذات دلٍّ بظبــــا أجفانهــــا قـد أعـاذت حسـنها لا بـالرقى
علــم الغصــن تثنــي بأنهـا ميلانــاً بيــن بانـات النقـا
ولأن الشـــمس مــن أقرانهــا غيــرةً منهــا تلظــت حرقــا
شــمس خـدر نورهـا مـا غربـا م سـما الفكـر وإن لـم تطلـع
طلعــت يومــاً تميـط الحجبـا فــأرتني هــول يـوم المطلـع
وفتـاة مـا حـوت شـمس الضـحى مــا حــوته مـن جمـال وسـنا
لــم يــذق طرفـي لمـا لمحـا جيــدها الناصـح دهـراً وسـنا
بالـذي أولـى المنـى والمنحا وكســـاك ثــوب لطــفٍ حســنا
حــدثيني واتركــي مـن أنبـا وصــليني ودعــي عـذل الـدعي
وتخطــي ليلــة بــرج الخبـا كـي أرى لـي سـلوةً فـي يوشـع
والبسـي نظمـي فـي بـدري سنا أدركــا شمســي فخـار وسـعود
بليــالٍ نــال فيهــن المنـى كــل ذي فضــل ومعـروف وجـود
وغــدى الكــون يغنــي طربـاً منشــداً رائق أشــعاري معــي
مطربــــاً أوصــــاف نجبـــا بقــواف مثلهــا لــم يســمع
شــاقه مغنــى عــروسٍ تجتلـي لشــريف قمــر الفخـر الجلـي
فــانبرى ينظــم عقـداً فضـلاً لشــريف والفـتى عبـد العلـي
إبراهيم صادق
45 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي.

شاعر، من أهل قرية الطيبة من جبل عامل بلبنان مولده ووفاته فيها.

أقام بالنجف 27 سنة تعلم فيها الأدب وفقه الإمامية.

له منظومة في (الفقه) نحو 1500 بيت. وشعر كثير عالي الطبقة.

1867م-
1284هـ-