الأبيات 45
إلـى أيـن فـي هذه الفانية نــروح ونغـدو ومـاذا هيـه
ونحــن الاناســي عبــدانها اسـارى هوانـا بني الهاوية
لمـاذا خلقنـا ومـاذا تـرى نكـــون وهلا نجــي ثانيــة
وفيــم نجيــء افــي طـائر يغـــرد أم زهــرة فاغيــة
والا ففيـــم افـــي حيـــة تنضــنض ام شــوكة جاســية
وبعـــد انفنــي والا نعــد كشـأننا في الحالة الماضية
ونخلـد أم انفنـى لا نرى ال خلـود علـى أرضـنا الفانية
وهبنـا خلـدنا اليس الخلود تغيــر أجســادنا الباليـة
فطـوراً تكـون أواني الخمور وأخـرى هـي الخمر في الآنية
وآنــا تكــون قبـوراً لهـا ركائزهـا الـرأس والناصـية
ففــي كــل ناحيــة حفــرة وفــي كــل حفــرة ناحيــة
نحــب ونكــره فــي لحظــة ونشــقى ونسـعد فـي ثانيـة
ونرتاب في الأمر حين اليقين ونـوقن فـي الريبة الطامية
ونأمــل واليــأس مســتحكم ونيـأس حيـن المنـى راضـية
وتضــحكنا مبكيـات الحيـاة ونبكـي على الضحكة الداوية
وابصـارنا لا ترى في الضياء وتبصـر فـي الحلكة الداجية
نــذم الحيــاة وانـا بهـا لأصـبى مـن الزاني بالزانية
ونطلـب المـوت فـإن يقـترب نلاقيــه بــالادمع القانيـة
ونسـعى إلـى المجد حتى إذا بلغنـاه نبغـي ذرى الرابية
ونمضـي ويمضـي بنـا مسـرعاً هوانـا فنـدرج فـي الهاوية
ويفنى السطموح وتذوب المنى ونــدفن فــي حفـرة نائيـة
انــاس نشـاوى حـب الحيـاة ودنيـا علـى أهلهـا باغيـة
مـــراد النفــوس بلهنيــة وكـأس مـن لاخمـر أو غانيـة
وبعــض النفـوس منـي حكمـة وفلســـفة فـــذة عـــاليه
وتخــدعنا بارقـات الأمـاني وتجلبنـا العيشـة الهانيـة
ونغـدو نشـاوى متاع الحياة وتضــطرم الشـهوة الجانيـة
طيــوف رغــائب طـي الـثرى ومقـــبرة قفـــرة خاليــة
كــواكب تملأ رحــب الفضـاء نراهـــا ولا نعلــم مــاهي
وتـذهلنا تملأ رحـب الفضـاء تنيــر وتظلــم فـي ناحيـة
فيبــدو نهـار ويتلـو دجـى وتطريهمـا الموجـد العاتية
ويسـتوي اليـوم ومـا قبلـه وتسـتوي الليلـة والماضـية
وامـس مثـل الغدو اليوم ما بينهمــا فـي حيـرة طاغيـة
ونحــن نــروح ونغـدو علـى طيـوف مـن الـذكر الواهيـة
ونبكــي علـى ذكريـات مضـت ونخشــى مـن الـذكر الاتيـة
وتلهـو بنـا حادثات الزمان وايــدي القضـا بنـا لاهيـة
ومــالي أنــا ذاهـل حـائر ومـاذا عرانـي ومـاذا فيـه
افكـر فـي مبهمـات الوجـود ولغـز حيـاة الورى الفانية
وسـر الخلـود بعيـد الممات واحـوال تلك القوى الخافية
وأسـأل فـي وحـدتي مـن أنا ومــاذا علــيّ ومـاذا ليـه
فاحتـار فـي حـل هذه الرقى واصــدم بالخيبـة القاسـية
فــاذ بفكــري قبــس مظلـم واذ بــذهني شــعلة خابيـة
وازداد علمــا بجهلـي ومـا أرانــي ســوى ذرة هابيــة
يسـيرها كيـف شـاء القضـاء فتـــدعن مضـــطرة راضــية
كمــا موجــة تتقــي صـخرة فتكســـرها صــخرة ثانيــة
طلاســم فيهـا يحـار النهـى طلاســـم مرصـــودة خافيــة
مطلق عبد الخالق
84 قصيدة
1 ديوان

مطلق بن عبد الخالق الناصري.

شاعر فيه صوفية، وفي شعره فلسفة.

من أهل الناصرة (بفلسطين) ولد وتعلم ابتدائياً بها، وأكمل تحصيله الثانوي في روضة المعارف بالقدس.

وعمل في الصحافة محرراً ورئيساً للتحرير، وفي التدريس فكان مديراً لإحدى المدارس الوطنية بحيفا.

قتل بحادث سيارة في حيفا. ودفن في بلده.

له (الرحيل-ط) ديوان شعره، جمع وطبع بعد وفاته.

1937م-
1356هـ-