محمد بن عمر بن علي بن محمد بن يحيى بن مسلم الشحري اليمني جمال الدين أبو عبد الله ابن الأصفر، محدث من الشعراء كان معاصرا لأبي العلاء الفرضي، التقاه ابن الفرضي في ماردين سنة (680هـ) ونقل عنه قطعة من شعره حكاها الحافظ ابن ناصر الدين في كتابه "توضيح المشتبه" تعليقا على قول الإمام الذهبي في كتابه "المشتبه" (والجمال محمد بن عمر بن الأصفر الشحري الشاعر، سمع منه الفرضي بماردين سنة ثمانين وست مائة.) وهو أول شاعر نسب إلى الشحر في التاريخ، (1) واما عمر بن ابي عمر الشحري الذي ذكره الحافظ ابن حجر في "تبصير المنتبه" فالصواب في نسبته "السجزي" وقد تصحفت على الحافظ ابن حجر.
قال ابن ناصر الدين: هو أبو عبد الله محمد بن عمر علي بن محمد بن يحيى بن مسلم الشحري اليمني سمع بمكة من الشريف أبي غانم محمد بن غانم بن صهبانة الحسني المكي، وبماردين من أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن الخضر الدنيسري، كتب عنه أبو العلاء الفرضي من شعره ومنه :
تحمـل فيـك أثقالاً عظاماً | ولم يخش العواذل والملاما |
سـيقنع إن صددت وعز وصل | بأن يبقى بذكرك مستهاما |
وأبو العلاء الفرضي المذكور من تلاميذ ابن الفوطي صاحب "معجم الألقاب إلا أنه مات قبله بدهر، وهو من شيوخ الإمام الذهبي ترجم له الصفدي في الوافي وأنا أنقل هنا هذه الترجمة لندرتها قال:(محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء المحدّث الفرضي شمس الدين أبو العلاء البخاري الكلاباذي الحنفي الصوفي. تفقه ببخارى، وسمع بها، وقدم العراق، وسمع من محمد بن أبي الدنية، ومحمد بن عمرالمريح، وابن بلدجي، وابن الدّباب وطائفة. وبالموصل من الموفق الكَواشي وجماعة. وبماردين ودُنيسر، وقدم دمشق، وسمع بها، ورحل الى مصر، وأكثر بها، وكتب الكثير بخطه المليح الحلو، وصنّف في الفرائض تصانيف، وكان فيها بارعاً، له أصحاب يشغلون عليه فيها. وكان ديّناً نزِهاً ورِعاً متحريّاً، سوّد معجماً لنفسه، وكان لا يمس الأجزاء إلا على وضوء وطهور. وروى له الدمياطي، وسمع منه أشياخنا: المزي، وأبو حيان، وابن سيد الناس، والبرزالي، وقطب الدين. وسمع منه المقاتلي، والمجد الصيرفي. وتوفي - رحمه الله تعالى - بماردين في أواخر شهر ربيع الأول سنة سبع مئة. ومولده سنة أربع وأربعين. (644هـ)
(1) وينسب إلى الشحر من المحدثين قبل الجمال الشحري، "محمد بن خوي بن معاذ الشحري" ترجم له السمعاني في الأنساب ولم يره ولم يذكر غيره ممن ينسب إلى الشحر.
قال ابن خلدون أثناء حديثه عن حضرموت: (والذي يسمى الشحر قصبته.. (يعني قصبة حضرموت) وتسمى هذه البلاد أيضاً بلاد مهرة، وبها الإبل المهرية، وقد يضاف الشحر إلى عمان، وهو ملاصق لحضرموت، وقيل هو بسائطها ..وهو متصل في جهة الشرق ومن غربيها بساحل البحر الهندي الذي عليه عدن، وفي شرقيها بلاد عمان وجنوبها بحر الهند مستطيلة عليه، وشمالها حضرموت كأنها ساحل لها، ويكونان معاً لملك واحد ...وكانت في القديم لعاد، وسكنها بعدهم مهرة من حضرموت أو من قضاعة ...... وليس لهم اليوم في غير بلادهم ذكر. وببلاد الشحر مدينة مرياط وضفان على وزن نزال وضفان دار ملك التبابعة، ومرياط بساحل الشحر وقد خربت هاتان المدينتان. وكان أحمد بن محمود الحميري ولقبه الناخودة، وكان تاجراً كثير المال يعبر إلى صاحب مرياط بالتجارة. ثم استوزره، ثم هلك فملك أحمد الناخودة. ثم خربها وخرب ضفان سنة تسع عشرة وستمائة، وبنى على ساحل مدينة ضفا بضم الضاد المعجمة وسماها الأحمدية باسمه، وخرب القديمة لأنها لم يكن لها مرسى