قمر البغدادية: شاعرة من جواري بغداد، شاع خبرها حتى سمع بها صاحب إشبيلية الملك أبو إسحاق إبراهيم بن حجاج (ت 288هـ) فبعث من اشتراها له من بغداد، قال أبو عامر السالمي في كتابه المسمى ب (درر القلائد وغرر الفوائد) (سمع بجارية بغدادية اسمها قمر؛ فوجه بأموال عظيمة إلى المشرق في ابتياع هذه الجارية، إلى أن استقرت بدار مملكته إشبيلية؛ وكانت كالبدر المنير، ذات بيان وفصاحة ومعرفة بالألحان والغناء؛ فوجدها قمرا عند اسمها؛ وكان لها شعر يستحلى ويستحسن. فمن قولها ترد على من عاذلها :
قالُوا أتتْ قَمَرٌ في زِيِّ أطمَارِ مِنْ بَعدِما هَتَكَتْ قَلباً بِأشفَارِ
تُمسِي علىَ وَحَلٍ تغدو على سُبُلٍ تَشُقُّ أمصارَ أَرْضٍ بعدَ أَمصَارِ
لا حُرَّةٌ هَيَ مِن أحرار مَوضِعِها وَلاَ لَهَا غَيرُ تَرسيلٍ وأشعَارِ
لَو يعقلون لَمَا عَابُوا غَريبتهم لله مِن أمَةٍ تُزرِي بأحرارِ
ما لابنِ آدمَ فخرٌ غَيرَ هِمتِهِ بَعدَ الديَانةِ والإخلاصِ للبارِي
دَعنِي من الجهلِ لا أرضىَ بِصَاحِبهِ لاَ يَخلُصُ الجَهلُ من سَبٍّ ومن عَارِ
لَو لَم تَكُن جَنةٌ إلاَّ لجَاهلةٍ رَضيتُ من حُكمِ رَبِّ الناسِ بالنّارِ