الأبيات 35
أريـاض بـدوحها الزهـر يـانع فـي رباهـا شدت قيان السواجع
أم بـروج السـماء قد لاح فيها لـدراري زهـر النجـوم مطـالع
أم مبــان زهــت بحسـن معـان كــان إنشـاؤها بأسـعد طـالع
أعربـت فـي البناء عن كل أمر مـا لماضـي أفعـاله من مضارع
وتبـــاهت برفعـــة تتســامى لم يضع مثلها مدى الدهر واضع
أبــدعتها حلــى مليـك خليـل آصــِفِيٍ يبـدي عجيـب البـدائع
هــو بــر جـدواه بحـر فـرات قـد صـفا ورده بكـل المشـارع
ســـيد جيـــد صــفوح ســموح بـاب إحسـانه لمـن ضـاق واسع
علـم مفـرد حـوى الفخـر جمعاً وإليـه الضمير في الشان راجع
نصــبته العليـاء مصـدر فعـل هـو فيـه لرايـة المجـد رافع
كيـف لا وهـو للـورى غيـث غوث مـن يـديه صـوب المكارم هامع
وهـو ليـث مـن أم مصـراع باب لحمــاه وقــاه كـل المصـارع
منــع الصـارفين للحـق ظلمـاً إذ تجلـى بالعدل والعدل مانع
مـن يضـاهي عزيز مصر افتخارا وسـنا المجـد من معاليه ساطع
خـدمته الحظـوظ مـن حيث كانت ولـه العـز أينمـا حـل تـابع
همــم قـد سـمت سـمو الثريـا وعلا دونهــا تحــط المواضــع
وكمـــال محمـــدي الســجايا علـوي الخصـال في الحسن بارع
وثنــاء كـالطيب يعبـق نشـراً بامتـــداح مشــنف للمســامع
ونـوال أجـرى المـبرات وقفـا وكســا عاريــاً وأطعـم جـائع
كــم صــلات مـن فيضـه واصـلات لأصــول الإعــواز هــن قواطـع
وكــأين يـا صـاح مـن حسـنات فعلهــا واقـع أجـل المواقـع
شـرع الجـود للأنـام انتـدابا للمعـالي فـي كـل ما هو شارع
سـابغات النـدى تقـي كـل سوء وحسـام الخيـرات للشـر قـاطع
وإذا كــانت النفــوس كرامـاً واسـتميلت للشح تأبى الطبائع
يــا لـه محسـناً عظيـم أنـاة وهـو فيمـا يرضـى الإله مسارع
شــكر اللَـه صـنعه والمسـاعي وجـزاه خيـراً بمـا هـو صـانع
إن مـن شـاد مسـجداً أو سبيلا شـاد فـي جنـة النعيـم مراتع
ولئن أشــرقت مبــانيه حسـناً فضــياء القبــول فيهـن لامـع
كـل مـن يصـنع الجميـل يجازي بجميــل علىوفــاق الصــنائع
حـرز بيـت اللَـه الأميـن حصين أبـدا لا تضـيع فيـه الـودائع
وهـو روض وزارع الخيـر يحظـى فـي حمـاه بحصـد مـا هو زارع
مـن غـدا غارسـاً غراس انتفاع حـاز فيمـا يجنيه غض المنافع
فـاجن يـا صـاح منه خير ثمار وادع مــولاك إنـه خيـر سـامع
وافعـل الخير ما استطعت تجده ليـس شـيء عـن الكريـم بضائع
واغتنــم أنــس مسـجد أرخـوه أحـرز الجـود وهو للخير جامع
محمد شهاب الدين
546 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.

أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة

صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).

1857م-
1274هـ-