الأبيات 21
أهــذه غــادة فـي جـديها وجـدت قلادة درهـــا حبـــاته انفــردت
أم روضـة أزهـرت أغصـان دوحتهـا والـورق غنـت علـى عيدانها وشدت
أم ذي دراري النجوم الزهر سارية لكنهـا فـي سـماء الطرس قد رصدت
أم تلك اليلى انجلت تفتر عن حبب كاسـاتها ودنـت مـن بعد ما بعدت
وقـد جلـت طـررا تبـدي لنا غررا ونظمـــت دررا أمثالهــا فقــدت
رقــت وراقــت معانيهـا وزينهـا طبــع محاسـنه فـي وضـعها حمـدت
كـأنه الشـمس إذ تزهـو ببهجتهـا وكيــف لا وبــذا انــواره شـهدت
سلاسـل مـن مـذاب التـبر أفرغهـا في قالب الظرف حسن السبك فاطردت
هـي الحروف سعى ساعي الحظوظ بها إلـى المعـالي فـوقت ما به وعدت
لـولا بـن مقلـة أبدت حسن منظرها لخــال مقلتــه مـن غيظـه رمـدت
ولــو ليــاقوتٍ المستصـعميِّ بـدت لكــان حقالهــا أقلامــه ســجدت
ولـو بهـا بصـرت عين العماد لما قـالت بقاعـدة فـي خطـه اعتمـدت
الخـط والحـظ هيهـات اجتماعهمـا وإن همـا اجتمعـا فـي دولة سعدت
لا غـرو يـا صاح والدنيا بأجمعها علـى مـوارد هـذا البحر قد وردت
هـو الخـديوي وحيـد الدهر مفرده مــن لـم تكـن مثلـه ولادة ولـدت
حجــت لكعبتــه الآمــال قاصــدة وكلهـا منـه قـد فـازت بما قصدت
وكـم سـعى نحوهـا سـاع بجنح دجى فأرشــدته ببــاهي نورهـا وهـدت
وكـم وكـم مـن أمـور ليس يحصرها عـدو لـو رحـت تحصـيها لما نفذت
هـي الحظـوظ وقـد قـامت بخدمتها لــه الخطـوط وعمـن دونـه قعـدت
فنـزه الطـرف فـي طـرس بـه سطعت أنـوار شـمس معاليهـا وقـد وقدت
وارع السـطور الـتي قالت تؤرخها يـدوم طبـع بـه شـمس الطروس بدت
محمد شهاب الدين
546 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.

أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة

صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).

1857م-
1274هـ-