هات المدام يا نديم ونادم
الأبيات 36
هـات المـدام يـا نـديم ونـادم واشـرب فمـا فـي شربها من نادم
إن كـان وجـه الزهـر لاح مقطبـا فلـك الزمـان بـدا بثغـر باسـم
وأن البهــار عـداك منـه موسـم فالـدهر قـد وافـى بكـل مواسـم
إن السـقاة إذا سعوا لك بالطلا حيــوك بعــد بــأقحوان مباسـم
فاسـتغن عـن زهر الرياض ووردها مــن وجنـة السـاقي بخـد نـاعم
وانهـب زمانك وانتهز فرص المنى فغنــائم اللــذات خيـر غنـائم
فـي دولـة قرنـت مفـاخر مجـدها بســـمو عــز للســماك مزاحــم
وضـعت قواعـدها علـى هام العلى فســمت بـذي شـرف رفيـع قـوائم
سـطعت شـموس العـدل فـي آفاقها وجلــت دجـى ظلمـات كـل مظـالم
بالآصــفي عزيــز مصـر المرتجـي لعمــوم فضــل أو خصـوص مراحـم
هـو بهجـة الـدنيا وزينة أهلها هـو خيـر ذي حكـم وأعـدل حـاكم
هــو كهــف تحصــين وبـر مـبرة وســماء أغــداق وبحــر مكـارم
شــمل الأنـام ببسـط ظـل أمـانه وطــوى لطــى ذكـر شـهرة حـاتم
بينـا سـبيل الفخـر كانت طامسا مجهولـــة إذ بينـــت بمعــالم
هيهــات للــدنيا وجـود نظيـره والــدهر ليــس لغيـره بمسـالم
فــاق الملــوك أوائلاً وأواخـراً وعلا علــى أربــاب كــل عـزائم
لـم لا يكـون السـيد المولى لهم والسـعد ليـس لمـن سـواه بخادم
أنــي لكســرى أولقيصــر همــة تسـمو بسـمر قنـى وبيـض صـوارم
شـتان مـا بيـن الثريـا والثرى ليـس المفـرط فـي العلا كالحازم
أخطـأت يـا رب القيـاس ولم تصب إذ قســت جــدواه بفيـض غمـائم
فنـدا الغمامـة فيـض مـاء قاطر ونــداه فيــض جــواهر ودراهـم
أصــل كريــم شــابهته فروعــه ومـن اقتـدى بـأبيه ليـس بظالم
لا سيما الليث الغضنفر ذو السطا يـوم الـوغى رغمـاً لكـل مراغـم
والقسـور العبـاس مـن ضحكت ربى روض المكـارم مـن نـداه الساجم
هـم غـرة فـي جبهـة الدنيا بدت تزهــو ببهجتهــا كنجــم نـاجم
أيــامهم فينــا مواســم حظـوة جمعــت لنـا أشـتات كـل مغـانم
مـا مـر وقـت صـفا بيـوم مسـرة إلا واتبــع بالصــفاء القــادم
حـق علـى الأيـام تجديـد الهنـا عـودا لبـدء سـرورها المتقـادم
يـا صـاح قم فأدر كؤوسك واصطبح وانهـض إلـى إيقـاظ جفـن نـائم
واخلـع عـذارك للخلاعـة والبسـن خلــع الرضـى لا تخـش لومـة لائم
وانظـر إلـى إشـراق رونـق مهجة يزهــو بأشــبال بــدت كضـراغم
وإذا أتـى مـوس التختـن غائظـاً فاعــذهم منــه بموسـى الكـاظم
فلقـد بـدا فـرح الختـان مبشراً لقــدوم بــاهي عرســهم بـولائم
فــرح بـه نـثر الجمـان تكرمـاً والفخــر شـمر عـن يـد ومعاصـم
فتحــت بــه أبـواب كـل مطـالب لبلــوغ غايـات الكمـال خـواتم
وأتـت ليـالي الأنس تعلم بالهنا تاريخهـــا فـــرح بحـــظ دائم
محمد شهاب الدين
546 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.

أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة

صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).

1857م-
1274هـ-