إذا كان من جنس الصنيع جزا المرء
الأبيات 25
إذا كـان مـن جنس الصنيع جزا المرء فحسـبك مـا ينجيـك مـن فعلك المرئي
ففـي نظـر الإنسـان مـا اليـد قـدمت بشاشـــة نـــاج أو كآبـــة ذي رزء
وكـم بيـن مـن يـبيض وجهـا ومن بدا عليه اسوداد الوجه من العود والبدء
هنيـأ لأهـل الخيـر مـا بـادروا بـه وويـل لـذي التقصـير والنسئ والبطء
إلهــيَ وفقنــي لمــا فيــه صــحتي فليــس لــدائي دون فضـلك مـن بـرء
ركبـت مطايـا الجهـل أن تمـش هينـة أهبــت بهــا حملاً علـى شـدة الـوطء
وجئت بــــزلات أحــــاول خبأهــــا وأنـت إلهـي لـم تـزل مخـرج الخبـء
وحملــت ورزراً لـم أكـن عـابئاً بـه علـى أنـه لـي كـان مـن أثقل العبء
وكنـت إذا مـا جـد غيـري فـي التقى أواصـل أوقـاتي عكوفـاً علـى الهـزء
أضــعت زمــاني فـي الملاهـي غوايـة وقـد فـاتني الإرشـاد بالكـل والجزء
ألا فـي سـبيل اللَـه عمـر قـد انقضى ومـا كنـت فيـه قـد حصـلت علـى شيء
ذنــوبي أنــأتني وأرجــو تــدانيا لعــل دنــو الـدار يـذهب مـا ينئى
نشــأت علــى ســرٍ بــه أنـت عـالم إذا صــنته بـدءاً بـدا آخـر النشـئ
عســـاك إلهـــي أن تبــدلني جنــى فراديـس عـدن باجتنـائي جنـى انكمئ
فــأنت الــذي أطمعتنــي وكســوتني جلابيــب عنـي تـدفع الـبرد بالـدفء
وأنـت الـذي تعفـو وتعفـي مـن الأذى فــإني إذا كــوفئت لـم أك بـالكفؤ
فــأعم قريــن السـوء عنـي فلا يـرى مكـاني لمـا فـي نـاظريه مـن الفقئ
إلهــي وانســخ حكـم سـخطك بالرضـى كنسـخك حكـم الظـل فـي الأرض بـالفئ
أنـا المـذنب الجاني على نفسه الذي أســاء وحاشــا أن أعامــل بـالخطئ
ولــي برســول اللَــه أقــوى توسـل يكــون معـي ردءاً وناهيـك بـالردء
فشــافعه المقبــول يــوم معادنــا شــفاعته بالضــمن ضــامنة الــدرء
فجــد رب واغفــر ســيئاتي وعـافني وأصـلح فسـاد الفتـق بالرتق والرفئ
وأنــزل علــى قــبري شـآبيب رحمـة إذا مــت تروينـي وتجلـو صـدى ظمـئ
بجــاه ختــام الأنبيـاء الـذي بـدا سـنا نـوره فـي أول الخلـق والـذرء
وصــل عليــه ملــء أرضــك والسـما وســلم إلـى أن ينتهـي كـل ذي ملـئ
محمد شهاب الدين
546 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.

أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة

صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).

1857م-
1274هـ-