قَلــبُ
الكِنانَـةِ
فـي
ضـُلوعِ
الشـامِ
|
يـــدمي
بِصــَدرٍ
لِلمَعــالي
دامــي
|
مــا
كــاد
يَبلُغُــهُ
نَعِــيُّ
مُحَمَّــدٍ
|
حَتّــى
أُصــيبَ
مِــنَ
الـرَدى
بِسـِهامِ
|
شــَقَّت
طَرابُلــسُ
الجُيــوبَ
وَأَعـوَلَت
|
بَيــروتُ
وَاِرتَعَــدَت
رَواسـي
الشـامِ
|
وَاِشــتَدَّ
بِــالأَرزِ
الأَســى
فَتَرَقرَقَـت
|
عَبَراتُــــهُ
بِمَحــــاجِرِ
الأَهـــرامِ
|
وَاِرتــاعَ
لُبنــانٌ
فَفــاضَ
أَنينُــهُ
|
بِفَـــمِ
المُقَطَّــمِ
مُحــزِنَ
الأَنغــامِ
|
وَتَلاطَــمَ
العاصــي
شــَجاً
فَأَجــابَهُ
|
فــي
النيــلِ
مُلتَطِـمٌ
عَلَيـهِ
طـامي
|
وَبَكـى
الوَفـاءُ
إِلـى
الإِبـاءِ
فَصَدَّعا
|
مُهَـــجَ
الــدروزِ
وَأَضــلُعَ
الإِســلامِ
|
وَاِســتَنزَفا
دَمـعَ
النَصـارى
وَالأُلـى
|
هــادوا
وَمَـن
صـَبَؤوا
مِـنَ
الأَقـوامِ
|
وَأَمــادَ
بكفَيّـا
الأَسـى
فَـإِذا
بِهـا
|
كَجَـــوانِبِ
الفَيحـــاءِ
فـــي
الآلامِ
|
وَاِهتَـزَّ
ضـَهرُ
البـازِ
حُزنـاً
فَاِغتَدى
|
مِمّــــا
دَهــــاهُ
مُنَكَّــــسَ
الأَعلامِ
|
وَحَــوالِبُ
القَشــقوشِ
غَيــرُ
حَـوالِبٍ
|
وَقَــوائِمُ
العَليــاءِ
غَيــرُ
قِيــامِ
|
وَالغَـــمُّ
مُنتَشـــِرٌ
بِكُــلِّ
خَميلَــةٍ
|
وَالهَـــمُّ
مُلتَصـــِقٌ
بِكُـــلِّ
هُمــامِ
|
جـارَ
القَضـاءُ
فَقُلـتُ
حَسـبُكَ
فَـاِتَّئِد
|
فَلَقَـــد
أَثَــرتَ
تَــوَجُّعي
وَضــِرامي
|
وَفَرَيـتَ
يـا
نـاعي
المُـروءَةِ
أَضلُعي
|
وَجَلَبــتَ
يـا
خَبَـرَ
الحِمـامِ
حِمـامي
|
وَأَذَبـتَ
يـا
دَمـعَ
الحُسـَينِ
حُشاشـَتي
|
وَأَبَحــتَ
شــَجوى
وَاِجتَلَبــتَ
سـَقامي
|
قَـد
نِلـتَ
مِـن
قَلبي
الجَريح
وَمُهجَتي
|
مــا
لَــم
تَنَلـهُ
مَضـارِبُ
الصَمصـامِ
|
هَــذا
فُــؤادي
يــا
حُســَينُ
مُمُـزَّقٌ
|
دامٍ
وَذا
جَفنــي
القَريــحُ
الهـامي
|
وَيَزيــدُ
مِــن
حُزنـي
فِـراقُ
أَحِبَّـتي
|
وَالرَبــعُ
رَبعــي
وَالقَطيـنُ
نِـدامي
|
لَـولا
النَـوى
مَسـَحَت
دُموعـكَ
راحَـتي
|
وَجَعَلتُهـــا
تَنســابُ
مِــن
أَقلامــي
|
سـَل
قَلبَـكَ
الخَفّـاقَ
عَـن
حُزنـي
وَعَن
|
وُدّي
وَإِخلاصــــي
وَصـــِدقِ
ذِمـــامي
|
تَبَّــت
يَـدُ
المَـوتِ
الغَشـومِ
فَإِنَّهـا
|
هَــدَمَت
بِمَــوتِ
الجِســرِ
جِسـرَ
وِئامِ
|
وَإِذا
النُفــوسُ
عَلَــت
وَكُـنَّ
كَـبيرَةً
|
رَزَحَـــت
بِهِـــنَّ
أَكــابِرُ
الأَجســامِ
|
خَلَجَتــهُ
عَــن
لُبنـانَ
وَهـوَ
بِحاجَـةٍ
|
قُصــوى
إِلــى
رَبِّ
النُهـى
المِكـرامِ
|
فَجَـرتُ
دُمـوعُ
الأَرزِ
فـي
وادي
الصَفا
|
وَهَمَـــت
بِكُـــلِّ
ســـَحابَةٍ
مِســجامِ
|
وَرُبـــوعُ
لُبنــانٍ
وَهَــت
آمالُهــا
|
وَتَصـــــــَرَّمَت
كَتَصــــــَرُّمِ
الأَحلامِ
|
قَد
حَكَّموا
فيها
الذِئابَ
فَأَحكَموا
ال
|
أَصــفادَ
فــي
الأَعنــاقِ
وَالأَقــدامِ
|
وَالعَــدلُ
فَوضــى
لا
يقَــرُّ
قَــرارُهُ
|
حَكَــمَ
القُضــاةُ
عَلَيــهِ
بِالإِعــدامِ
|
مَــن
لِلعَدالَــةِ
بَعــدَ
نَعـيِ
مُحَمَّـدٍ
|
مَـــن
لِلعُلـــى
وَطَــوارِقِ
الأَيّــامِ
|
مَــن
لِلنِيابَـةِ
وَالرِياسـَةِ
وَالحِجـى
|
وَالصـــــِدقِ
وَالإِخلاصِ
وَالإِقـــــدامِ
|
هَــل
كـانَ
إِلّا
السـَيفَ
فـارَقَ
غِمـدَهُ
|
أَم
كــــانَ
إِلّا
أَحـــزَمَ
الحُكّـــامِ
|
أَم
كــانَ
إِلّا
اللَيــثَ
زاوَلَ
خَيســَهُ
|
وَالشــامُ
كَلمــى
وَالقُلـوبُ
دَوامـي
|
أَم
كـــانَ
إِلّا
الشــَهمَ
زانَ
خِلالَــهُ
|
لُطـــفُ
الغَــزالِ
وَهِمَّــةُ
العَــزّامِ
|
أَم
كــانَ
عَــرشُ
المَجــدِ
إِلّا
عَرشـَهُ
|
أَم
كــــانَ
إِلّا
صـــيغَةَ
الإِكـــرامِ
|
أَم
كــانَ
إلّا
البــدرَ
غـارَ
وَحَـولهُ
|
حســــنٌ
وســــبعة
أنجــــمٍ
أعلامُ
|
أَم
كـــانَ
غـــابُ
الأَرزِ
إِلّا
غيلَــهُ
|
وَهـــوَ
الزَعيـــمُ
وَســَيِّدُ
الآجــامِ
|
وَهــوَ
الإِبــاءُ
وَقَــد
تَمَـزَّقَ
شـَملُهُ
|
وَهــوَ
الشــَهامَةُ
قَــد
نَـأَت
بِسـَلامِ
|
لُبنـــانُ
لا
تَجــزَع
فَــإِنَّ
عَرينَــهُ
|
لَيَعــــــجُّ
بِالأَشــــــبالِ
وَالآرامِ
|
مِــن
كُــلِّ
وَضـّاحِ
النَقِيّبَـةِ
سـَمحِها
|
حُــــرٍّ
كَريــــمِ
المُنتَمــــي
عَلّامِ
|
قَــومٌ
لَهُــم
فــي
كُـلِّ
مَكرُمَـةٍ
يَـدٌ
|
فـي
الطِـبِّ
فـي
الآدابِ
فـي
الأَحكـامِ
|
سَهروا
عَلى
العَليا
وَحَلّوا
في
العُلى
|
فَهُــمُ
نِيــامُ
الطَــرفِ
غَيـرُ
نِيـامِ
|
شـــُمُّ
الأُنــوفِ
ثَــواقِبٌ
أَحســابُهُم
|
بيــضُ
الســَرائِرِ
مِـن
فُـروعِ
هِشـامِ
|
وَيَزيــدُهُم
عِنــدَ
النَبِــيِّ
كَرامَــةً
|
طُهــرُ
الجُــدودِ
وَلَحمَــةُ
الأَرحــامِ
|
أَبقــاهُمُ
المَــولى
لِكُــلِّ
حَميــدَةٍ
|
وَلِكُـــلِّ
طارِقَـــةٍ
مِـــنَ
الأَيّـــامِ
|
وَأَعــاضَ
لُبنانــاً
وَســُكّانَ
الحِمـى
|
خَيــراً
بِأَشــبالِ
الفَقيـدِ
السـامي
|