الأبيات 15
مضــناك عصـاه تجلـده هـل أنـت بعطفك منجده
منهـوك الجسـم به كمدٌ أحنـاء الأضـلع موقـده
ترجيـع الـورق يهيجـه ووميـض الـبرق يسـهده
ولـه نفـسٌ لو ما خفقت أحشــاه لعــز تـردده
إن تهجـره فعـزاءك في دنــفٍ يتهــامس عـوده
لا يسـري طيفـك في غلسٍ قـد زود نـورك فرقـده
ما حال فؤادي في شغفي يسـتبكي الصـخر توجده
إذ يغـدو الصدغ يصدعه ويــروح الخـد يخـدده
وبكـر الطـرف فيأسـره فيقـوم الفـرع يصـفده
والصـد لـه جـرح جلـل لــولا الآمــال تكــده
أفـدي مـولاي فكـل فتى يشـقيه الحـب ويسـعده
كـم فـزت بمرأى طلعته فــوزاً يتقطــع حسـده
وسـكرت بـراح شـمائله سـكراً مـا فاه معربده
غصــن أغرتنــي رقتـه أتــرى شـكواي تـؤوده
والشـعر صـداح في وله يهـوي الأغصـان مغـرده
نسيب أرسلان
79 قصيدة
1 ديوان

نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.

شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).

1927م-
1346هـ-