باسمك يا الله ربّي ابتدي
الأبيات 98
باســمك يـا اللـه ربّـي ابتـدي وبســنا نــور الــدعاء أهتـدي
توســــّلاً بصــــاحب الوســـيلةْ ذي الحــوض واللـواء والفضـيلةْ
أصـلِ الوجـود بحـر فيـض المـددِ وصــل الشــهود المصـطفى محمّـدِ
أرفــع بــالخفض أكُفّــي معربـا ضـمير شـأني إذ بنـا الفتحُ نبا
مســـتغفراً أتيـــت بالأســـحارِ مسـتمطراً غيـث العطـا المـدرارِ
أدعــوك بــالنور القـديم الأوّلِ وســرّك السـاري العظيـم الأزلـي
الأوّل الالــــيّ فـــي الوجـــود فــي المشـهد الغيـبيّ والشـهود
بـــذاتك القدســـيّة العليّـــهْ وبصــــفات مجـــدها الجليّـــهْ
بمــا لهـا فينـا مـن المظـاهرِ لـدى المجـالي فـي عُلى الحضائرِ
مــن ســرّ فيــض بــاطنٍ وظـاهرِ ونـــور غيـــبٍ غــائبٍ وحاضــرِ
وباسـمك السـامي السـماك الأسمى وكـــلّ رســمٍ أبرزتــه الأســما
بمَظهَــر الأســماء فــي التجلّـي ومُظهِــر الإيمــاء فــي التـدلّي
بمنـزل الهبـاء مـن نقـا اللقا ومنهـل الفنـاء مـن وِرد البقـا
بــالهُوتِ بــاللاهوت بالناســوتِ بمعتلـــى ســـكينة التـــابوت
بعـــــالم الأرواحِ بــــالملائكِ بقـــائمٍ جنــحَ الظلام الحالــكِ
بمشــــهد هبّــــاته مجتمعـــهْ أشــهد كـان اللـه لا شـيء معـهْ
وبتجلّـــي جــاء يجلــي أثــرَهْ مــن عيــنِ كنــتُ سـمعه وبصـرَهْ
بخـــبرٍ منّــا إلينــا مبتــدا حــديثه القــديم أضـحى مسـندا
وكــان ختـم المبتـدا البـدايهْ وأولاً ومنتهـــــى النهـــــايهْ
الجــامع الشـؤون وهـو الـبرزخُ مَـن شـرعُه المكنـون حاشـا ينسخُ
بليلـــة الإســـراء والمعــراج بلــذّة الخطــاب فــي النتــاج
كقـــاب قوســين تــدلّى ودنــا مــن المنــى بقـوله إنّـي أنـا
برؤيــــة عينيّــــةٍ جمــــالا جلَــت وجلّــت فــي العلا مثـالا
بســرّ مــا كـان مـن المحـادثهْ قديمــةً عنــد اللقــا وحـادِثَهْ
بلطــف مــا جــاء بــه إلينـا مباركــاً فينــا كمــا علينــا
بــالآي بالســبع مــن المثـاني نــوراً أرانــا وحـدة المثـاني
بشــمس حــقٍّ مــن سـماءٍ أشـرقت ومحقــت ســجفَ الــردى ومزّقــت
بكــلّ مــن بنــوره قـد اهتـدى ومـن بـه بجـامع الرشـد اقتـدى
لا ســيّما الصـديق ثـاني اثنيـنِ مـن خُـصّ منـه بـالعهود العينـي
مـن عيـن جسـر القـرب والرصافه فحـــاز أُولَــى رتــبِ الخلافــه
بالجـامع الفـاروق فـي عرفـانهِ مـن دار قـولُ الحـقّ فـي لسـانهِ
بــذي الحيــا عثمـان والإيمـانِ رفيقـــه فـــي غــرف الجنــانِ
وبــابن عمّـه العلـيّ ذي الرضـا المرتضى السيف اليماني المنتضَى
بالحســنينِ الأحســنينِ مـن همـا ريحانتــاه لهمــا طيـب النمـا
وسـائر الصـحب الكـرام الـبررهْ ومَـــن لآلــي فضــلهم منتشــرهْ
مـن أحكمـوا في حبّه وثقى العُرى علمـاً بـأنّ الصيد في جوف الفرا
بســـالك منتظــمٍ فــي ســلكهم وناشـــقٍ نفــحَ ختــامِ مســكهم
وكـــلّ تـــابعٍ لهـــم الســير وجـــامعٍ بهــم صــنوفَ الخيــر
وبــــأبي حنيفـــةِ النعمـــان شــقيق روض الفضــل ذي الإتقـان
بمالــــكٍ والشـــافعيّ حبّـــذا مــن اقتـدى بهـم وعنهـم أخـذا
وبــابن حنبــل صــحيح الســندِ وكــلّ شــهمٍ فـي الـورى مجتهـدِ
بمـا لنـا قـد أوضـحوا من مسلكِ يرقـــى بســالكيه أوجَ الفلــكِ
بســيّدي غــوث الحمـى الجيلانـي ليـث الشـرى ذي المشهد العياني
بالبــدويّ والرفــاعي والدســو قــيّ بمــن مـن العيـوب قُدّسـوا
بـالمحيوي ذي السـرّ نجـل حـاتمِ ومــن لفتـح الغيـب خيـر خـاتمِ
بالعـارف النابُلُسـي عبـدِ الغني روض الهبـات زهـرة الفتح الجني
بقطــب أهـل الاصـطفا والمعرفـهْ المصــطفى مَــن ســبلُهُ منكشـفهْ
أســتاذِنا البكـريّ ذي الحقـائقِ مــن اجتنــى أزاهــرَ الطـرائقِ
مـن أرتجـي دون البرايـا فضـلَهُ عســـاه يســـقي نهلــه وعلَّــهُ
مــن ورد أورادٍ لنـا قـد أوردت صـدر التـداني بالمنى قد أسعدت
بنجلــه الكمــال عمـدتي الّـذي أنشـقني مـن رشـده العرفَ الشذي
بكـــلّ ســـالكٍ علــى طريقتِــهْ وكـــلّ آخـــذٍ عهـــود بيعتِــهْ
لا ســيّما الحفنــيِّ ذي الخلافــهْ مِــن بعــده ولــم يــرد خلافـهْ
بكــلّ أصــحاب الطـرائق العُلـى أهــل الجلا بيــن الملا والاجتلا
جــد لـي إلهـي منـك بـالتوفيقِ والصــدق والسـلوك فـي الطريـقِ
وامنـح عبيـداً غيـثَ فيـض المددِ ليرتــدي ثــوب الهـدى ويهتـدي
وأره محاســــــنَ الأســــــفارِ إذ تنجلـــي عـــرائس الأســحارِ
واكشــف إلهــي رينَــهُ وحجبَــهُ حتّــى يـرى عنـد التجلّـي قربَـهُ
ويشــهد العيــن بغيــر حــاجبِ وللحمـــى يســـير كـــالكواكبِ
مـن قلبـه افتـح مقفـل الأقفـاصِ كـي يلـق ذات الحسـن في الأقفاصِ
وامنـــن عليـــه ربّ بـــالخلاصِ مــن ربقــة الإشــراك بــالإخلاصِ
واعطــف عليــه منـه بالتيسـيرِ والطـف بـه يـا ربّ فـي التقديرِ
واســلك بــه مســالكَ الفضـائلِ واجنبــهُ فضــلاً مسـلك الـرذائلِ
واحفظــه فــي تقلّبــات الـدهرِ والحظـه فـي السرّ كذا في الجهرِ
مـن كـلّ مـا أهـمّ مـن غـمٍّ وهـمّْ وألَـــمٍ بـــه أحـــاط وألـــمّْ
خلّصــه ممّــا ســاء كـن كـافلَهُ فــأنت فــي أمــوره كـافي لَـهُ
بلّغــه منّــاً منــك مــا أمّلـهُ مــن كــلّ خيــر ســيّدي أمّ لـهُ
واجعلــه بالطاعــات والعبـادهْ قـد فـاز بالحسـنى مـع الزيادهْ
وانظمــه فــي سلســلة الوجـودِ ليشـــهد الوجـــودَ للموجـــودِ
حســن متــاب أعطــه ربّـي كمـا إليــك أحســن المــآبَ وانتمـى
وصــــحّح الأوبــــة والإنـــابهْ إليـــك حتّــى يســمع الإجــابهْ
ليغـــدُ فــي حمــاك مســتقيما وفـــي رضـــاك أبــداً مقيمــا
جنّبــه مـا يقصـي عـن التـداني مـن حسـن مجلَـى الخُـرَّد الحسـان
ورقّــه معــراج ســعد الإرتِقــا واحفظـه بالألطـاف من درك الشقا
يـا مـن لـه الشـؤون في التجلّي وحــاجب العيــون فــي التـدلّي
ويــا مفيــض فيضــِه المــدرارِ لمـــن أتــى حمــاك بانكســارِ
عبــدٌ أتــى فيــضَ رضـاك يسـألُ فـاقبله يـا مـن للـدعاء يقبـلُ
إن لـم يكـن أهلاً لنيـل الرحمـهْ فــأنت أهــلٌ للعطايــا الجمّـهْ
عمّـم بمحـض الجـود غيداق العطا لجمعنـا واكشـف عن القلب الغطا
كـي لا يـرى الأغيـار فـي الأكوانِ بمقتضـــى شـــهوده الإحســـاني
ومــا لــه فـي حـاله مـن وَقْـصِ عــن السـوى قـد أحـرز التقصـّي
وافتــح لــه مغــالق الأبــوابِ كـي يلـق سـرّ اليسـر في الأسبابِ
واجعــل غنــاه مـن حلال الـرزقِ معمّمــاً بالســتر بيــن الخلـقِ
ولا تكلــهُ للســوى فــي الزمـنِ فـأنت ذو الإكـرام مـولي المنـن
صــن وجهــه مــن ذلـة السـؤالِ وامنحـه حسـنَ الحـال فـي المآلِ
حســـّن بفضــلٍ ســيّدي عــواقبَهْ وأعـل جاهـاً فـي الـورى مراتبهْ
واحفظـــه والأوالادَ والعيـــالا ممّــا لســوء الحـال فيهـم آلا
وانهـج بهـم نهج التقى من بعدهِ كيمـــا تقـــرّ عينُــه بوُلْــدِهِ
لا تشـــمت الأعــدا بــه إلهــي بجــاه أحمــد العظيــم الجـاهِ
ســـلّمه ربّنــا مــن القطيعــهْ أورده نهـــل مــورد الشــريعهْ
واقبضـه يـا ربّـي علـى الإيمـانِ أسـكنه دار الخلـد فـي الجنـانِ
متّعــــه بـــالعيون والآمـــاق بنــور وجــهٍ كاشــفٍ عــن سـاقِ
واجعلـه مـن رفـاق طـه الهـادي فــي جنّــة الخلــود والإســعاد
صـلّى عليـه اللـه مـا الصبّ سعى ممتطيـاً إلـى الحمى عَنْقا الدُّعا
مسـلّماً مـا فـاح معطـارُ القبولْ ومـا بـدت شـمول ألطـاف الشمولْ
وآلِـــــه وصــــحبِه الأجلّــــهْ زُهــر النجــوم هالــةُ الأهلّــهْ
وتــابعيهم فــي الرشـاد أبـدا ومــن بنهـج هـديهم قـد اهتـدى
مــا رفعــت أصــابع المكــارمِ بالفتــح ترجـو أحسـنَ الخـواتمِ
عمر اليافي
325 قصيدة
1 ديوان

عمر بن محمد البكري اليافي، أبو الوفاء، قطب الدين.

شاعر، له علم بفقه الحنفية والحديث والأدب. أصله من دمياط (بمصر) ومولده بيافا، في فلسطين. أقام مدة في غزة، وتوفي بدمشق.

له (ديوان شعر- ط) ورسائل، منها (قطع النزاع في الرد على من اعترض على العارف النابلسي في إباحة السماع).

1818م-
1233هـ-