في كلّ يومٍ للمنون صَولةٌ
الأبيات 19
فــي كـلّ يـومٍ للمنـون صـَولةٌ فينــا وخَطـبٌ بـالفراق فـادحُ
وزفـــرةٌ موصـــولةٌ بزفـــرةٍ ومــدمعٌ علــى الخـدود سـافح
وحســرةٌ علــى الـذين أصـبَحَتْ تعلُــوهم مــن الصـَّفا صـفائح
وأراهـم الـتربُ وكانوا أنجُماً كمــا تضــيء بالـدُّجى مصـابح
وكــلُّ يــومٍ وَجْـهُ خطـبٍ كالـحٍ وللخطـــوب أوْجـــهٌ كوالـــح
نُــدفَعُ بــالرّغم إلــى رزيَّـةٍ محاســن الـدُّنيا بهـا مقابـح
نمـزح بالـدَّهر وذا صرف الرَّدى لا هـــازل فينــا ولا ممــازح
ونحــنُ عنـه أبـداً فـي غفلـةٍ تلهو كما يلهو البهيم السَّارح
نوضـح فـي اللَّهـو لنـا معذرة ومـا لنـا في اللَّهو عذر واضح
وفــي المنايـا للفـتى روادع زواجـــرٌ عــن غيّــه نواصــح
لا يغفــل الإِنسـان عـن مزلقـة لـو كـانَ للإنسـان عقـلٌ راجـح
يغتــاله دون المنــى حمـامه وطرفــه إلــى الحمـام طامـح
أيجهــل الأَمـر علـى علـمٍ بـه والجهـل بالعاقـل عَيـبٌ فاضـح
يـا رفعـةً بقيـت لـي في رفعةٍ من دونها انحطَّ السّماك الرَّامح
إنِّــي أُعَزِّيــكَ بخـالٍ قـد خلا ومـا خلا منـه اللِّسـان المادح
وكـلُّ مـن يرجـو البقـاء بعده فـــذاك غـــادٍ بعــده ورائح
لا بــدَّ أنْ تبكـي عليـه أَعيُـنٌ وأنْ تنــوحَ بعــده النوايــح
سـقاه مـن وَبْـل الغمـام صـيّبٌ تــروى بــه الآكـام والأَباطـح
عَزَّيتُــك اليــوم بــه مُؤَرِّخـاً لمَّـا مضـى إلـى الجنـان صالح
الأخرس
377 قصيدة
1 ديوان

عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.

شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.

ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.

له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).

1873م-
1290هـ-