عَجِبْتُ لِرَكْبٍ فَرَّحَتْهُمْ مُلِيحَةٌ
الأبيات 10
عَجِبْــتُ لِرَكْــبٍ فَرَّحَتْهُــمْ مُلِيحَـةٌ تَـأَلَّقُ مِـنْ بَيْنِ الذَّنابَيْنِ فَالْمِعا
فَلَـمْ نَأْتِهـا حَتَّـى لَعَنَّـا مَكَانَها وَحَتَّى اشْتَفَى مِنْ نَوْمِهِ صَاحِبُ الْكَرَى
فَلَمَّا أَتَيْنا مَنْ عَلَى النَّارِ أَقْبَلَتْ إِلَيْنا وُجُوهُ الْمُصْطَلِينَ ذَوِي اللَّحَى
فَلَمَّـا نَزَلْنـا وَاخْتَلَطْنـا بِأَهْلِها بَكَـوْا وَاشـْتَكَيْنا أَيَّ سَاعَةَ مُشْتَكَى
تَشـَكَّوْا وَقَـالُوا لَا تَلُمْنـا فَإِنَّنا أُنـاسٌ حَرَامِيُّـونَ لَيْـسَ لَنَـا فَتَـى
وَقَـالُوا أَلَا هَلْ مِنْ فَتَىً مِثْلَ غالِبٍ وَإِيَّـايَ بِـالْمَعْرُوفِ قـائِلُهُمْ عَنَـى
وَوَسـْطَ رِحـالِ الْقَـوْمِ بَازِلُ عامِها جَرَنْبَـذَةُ الْأَسـْفَارِ هَمَّاسـَةُ السـُّرَى
فَلَمَّـا تَصـَفَّحْتُ الرِّكـابَ اتَّقَتْ بِها أُرِيـدُ بَقِيَّـاتِ الْعَرَائِكِ في الذُّرَى
أَقُـولُ وَقَـدْ قَضـَيْتُ بِالسَّيْفِ ساقَها حِـرامَ بْـنَ كَعْبٍ لَا مَذَمَّةَ في الْقِرَى
فَبــاتَ لِأَصـْحَابِي وَأَرْبـابِ مَنْزِلِـي وَأَضــْيافِهِمْ رِسـْلٌ وَدِفْـءٌ وَمُشـْتَوَى
الفَرَزْدَقُ
763 قصيدة
1 ديوان

الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.

728م-
110هـ-