أَلَــمْ تَــرَ أَنِّــي يَــوْمَ جَـوِّ سُوَيْقَةٍ
الأبيات 23
أَلَـــمْ تَــرَ أَنِّــي يَــوْمَ جَـوِّ سُوَيْقَةٍ بَكَيْـــتُ فَنَــادَتْنِي هُنَيْــدَةُ مَالِيَــا
فَقُلْـــتُ لَهَــا إِنَّ البُكَــاءَ لَرَاحَــةٌ بِــهِ يَشْــتَفِي مَــنْ ظَـنَّ أَنْ لَا تَلَاقِيَـا
قِفِــي وَدِّعِينَــا يَــا هُنَيْــدُ فَـإِنَّنِي أَرَى الحَيَّ قَدْ شَامُوا العَقِيقَ اليَمَانِيَا
قَعِيـــدَكُمَا اللـهَ الّــذِي أَنْتُمَا لَـهُ أَلَـــمْ تَسْـمَعَا بِالبَيْضَتَيْنِ المُنَادِيَـا
حَبِيبــاً دَعَـا وَالرَّمْـلُ بَيْنِـي وَبَيْنَـهُ فَأَسْــــمَعَنِي سـَقْياً لِـــذَلِكَ دَاعِيَــا
فَكَــــانَ جَـــوَابِي أَنْ بَكَيْــتُ صَبَابَةً وَفَــدَّيْتُ مَــنْ لَــوْ يَسْـتَطِيعُ فَـدَانِيَا
إِذَا اغْرَوْرَقَــتْ عَيْنَـايَ أَسْـبَلَ مِنْهُمَـا إِلَـــى أَنْ تَغِيــبَ الشِّعْرَيَانِ بُكَائِيَـا
لِــذِكْرَى حَــبِيبٍ لَـمْ أَزَلْ مُـذْ هَجَرْتُـهُ أَعُــدُّ لَــهُ بَعْــدَ اللَّيَـالِي لَيَالِيَـا
أَرَانِـــي إِذَا فَــارَقْتُ هِنْـداً كَـأَنَّنِي دَوَى سـَنَةٍ مِمَّــا الْتَقَـى فِـي فُؤَادِيَـا
فَـإِنْ يَـدْعُنِي بِاسْـمِي البَعِيثُ فَلَمْ يَجِدْ لَئِيمـاً كَفَـى فِي الحَرْبِ مَا كَانَ جَانِيَا
وَمَــا أَنْــتَ مِنَّــا غَيْـرَ أَنَّـكَ تَـدَّعِي إِلَـــى آلِ قُــرْطٍ بَعْـدَمَا شِبْتَ عَانِيَـا
تَكُــونُ مَــعَ الأَدْنَـى إِذَا كُنْـتَ آمِنـاً وَأُدْعَــى إِذَا غَـمَّ الغُثَـاءُ التَّرَاقِيَـا
عَجِبْــتُ لِحَيْـنِ ابـنِ المَرَاغَـةِ أَنْ رَأَى لَــهُ غَنَمــاً أَهْــدَى إِلَـيَّ القَوَافِيَـا
وَهَـلْ كَـانَ فِيمَـا قَـدْ مَضَى مِنْ شَبِيبَتِي لَـــهُ رُخْصـَةٌ عِنْــدِي فَيَرْجُـو ذَكَائِيَـا
أَلَــمْ أَكُ قَــدْ رَاهَنْــتُ حَتَّـى عَلِمْتُـمُ رِهَــانِي وَخَلَّــتْ لِــي مَعَــدٌّ عَنَانِيَـا
وَمَـــا حَمَلَــتْ أُمُّ امْـرِئٍ فِـي ضُلُوعِهَا أَعَــقَّ مِــنَ الجَـانِي عَلَيْهَـا هِجَائِيَـا
وَأَنْــتَ بِـوَادِي الكَلْـبِ لَا أَنْـتَ ظَـاعِنٌ وَلَا وَاجِـدٌ يَـا ابـنَ المَرَاغَـةِ بَانِيَـا
إِذَا العَنْـزُ بَـالَتْ فِيـهِ كَـادَتْ تُسِيلُهُ عَلَيْــكَ وَتَنْفِــي أَنْ تَحُــلَّ الرَّوَابِيَـا
عَلَيْكُــمْ بِتَرْبِيــقِ البِهَــامِ فَــإِنَّكُمْ بِأَحْسَــابِكُمْ لَــنْ تَسْـتَطِيعُوا رِهَانِيَـا
بِــأَيِّ أَبٍ يَـا ابْـنَ المَرَاغَـةِ تَبْتَغِـي رِهَــانِي إِلَــى غَايَـاتِ عَمِّـي وَخَالِيَـا
هَلُــمَّ أَبــاً كَــابْنَيْ عِقَــالٍ تَعُــدُّهُ وَوَادِيهِمَـا يَـا ابـنَ المَرَاغَـةِ وَادِيَا
تَجِـــدْ فَرْعَـــهُ عِنْــدَ السَّمَاءِ وَدَارِمٌ مِـنَ المَجْـدِ مِنْـهُ أَتْرَعَتْ لِيَ الجَوَابِيَا
بَنَــى لِـي بِـهِ الشَّيْخَانِ مِـنْ آلِ دَارِمٍ بِنَــاءً يُــرَى عِنْــدَ المَجَـرَّةِ عَالِيَـا
الفَرَزْدَقُ
763 قصيدة
1 ديوان

الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.

728م-
110هـ-