وَاللهِ ما مَعْشَرٌ لامُوا امْرَأً جُنُباً

لا يذهبُ العرف:

القصيدةُ في مديح بغيض بن عامر وهجاءِ الزِّبرقان بن بدر.

(قال هذه القصيدة يمدح بغيضاً ويهجو الزبرقان، فشكاه الزبرقان إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه).

الأبيات 19
وَاللهِ ما مَعْشَرٌ لامُوا امْرَأً جُنُباً فِــي آلِ لَأْيِ بْـنِ شـَمّاسٍ بِأَكْيـاسِ
عَلامَ كَلَّفْتَنِــي مَجْـدَ ابْـنِ عَمِّكُـمُ وَالْعِيـسُ تَخْـرُجُ مِـنْ أَعْلامِ أَوْطاسِ
مـا كـانَ ذَنْـبُ بَغِيضٍ لا أَبا لَكُمُ فِـي بـائِسٍ جاءَ يَحْدُو آخِرَ النَّاسِ
لَقَــدْ مَرَيْتُكُــمُ لَـوْ أَنَّ دِرَّتَكُـمْ يَوْمـاً يَجِيـءُ بِها مَسْحِي وَإِبْساسِي
وَقَــدْ مَــدَحْتُكُمُ عَمْـداً لِأُرْشـِدَكُمْ كَيْمـا يَكُـونَ لَكُمْ مَتْحِي وَإِمْراسِي
وَقَــدْ نَظَرْتُكُــمُ إِعْشـاءَ صـادِرَةٍ لِلْخِمْـسِ طـالَ بِها حَبْسِي وَتَنْساسِي
فَمـا مَلَكْـتُ بِـأَنْ كـانَتْ نُفوسُكُمُ كَفــارِكٍ كَرِهَـتْ ثَـوْبِي وَإِلْباسـِي
لَمَّـا بَـدا لِيَ مِنْكُمْ غَيْبُ أَنْفُسِكُمْ وَلَـمْ يَكُـنْ لِجِراحِـي مِنْكُـمُ آسـِي
أَزْمَعْـتُ يَأْسـاً مُبِيناً مِنْ نَوالِكُمُ وَلَـنْ تَـرى طـارِداً لِلْحُرِّ كَالْياسِ
أَنـا ابْـنُ بَجْدَتِها عِلْماً وَتَجْرِبَةً فَسـَلْ بِسـَعْدٍ تَجِـدْنِي أَعْلَمَ النَّاسِ
مـا كانَ ذَنْبُ بَغِيضٍ أَنْ رَأى رَجُلاً ذا فاقَـةٍ عـاشَ فِـي مُسْتَوْعِرٍ شاسِ
جـارٌ لِقَـوْمٍ أَطـالُوا هُونَ مَنْزِلِهِ وَغــادَرُوهُ مُقِيمـاً بَيْـنَ أَرْمـاسِ
مَلُّــوا قِــراهُ وَهَرَّتْــهُ كِلابُهُـمُ وَجَرَّحُـــوهُ بِأَنْيـــابٍ وَأَضــْراسِ
دَعِ الْمَكـارِمَ لا تَرْحَـلْ لِبُغْيَتِهـا وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الْكاسِي
وَابْعَـثْ يَسـاراً إِلـى وُفْرٍ مُذَمَّمَةٍ وَاحْـدِجْ إِلَيْها بِذِي عَرْكَيْنِ قِنْعاسِ
سـِيرِي أُمـامَ فَـإِنَّ الْأَكْثَرِينَ حَصىً وَالْأَكْرَمِيــنَ أَبـاً مِـنْ آلِ شـَمَّاسِ
مَـنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ لا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ
مـا كـانَ ذَنْبِيَ أَنْ فَلَّتْ مَعاوِلَكُمْ مِــنْ آلِ لَأْيٍ صــَفاةٌ أَصـْلُها راسِ
قَـدْ ناضـَلُوكَ فَسَلُّوا مِنْ كِنانَتِهِمْ مَجْـداً تَلِيـداً وَنَبْلاً غَيْـرَ أَنْكاسِ
الحُطيئةُ
125 قصيدة
1 ديوان

الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.

665م-
45هـ-