لَعَمْرِي لَقَدْ أَمْسَى عَلَى الْأَمْرِ سائِسٌ

غاب عنّا ربيعنا:

وقال يمدح سعيد بنُ العاص بن أمية بن عبد شمس، أبا أحيحَة.

الأبيات 9
لَعَمْرِي لَقَدْ أَمْسَى عَلَى الْأَمْرِ سائِسٌ بَصــِيرٌ بِمـا ضـَرَّ الْعَـدُوَّ أَرِيـبُ
جَرِيـءٌ عَلَى ما يَكْرَهُ الْمَرْءُ صَدْرُهُ وَلِلْفاحِشــاتِ الْمُنْــدِياتِ هَيُـوبُ
سـَعِيدٌ وَمـا يَفْعَـلْ سـَعِيدٌ فَـإِنَّهُ نَجِيــبٌ فَلاهُ فِـي الرِّبـاطِ نَجِيـبُ
ســَعِيدٌ فَلا تَغْــرُرْكَ خِفَّـةُ لَحْمِـهِ تَخَـدَّدَ عَنْـهُ اللَّحْـمُ فَهْـوَ صـَلِيبُ
إِذا خـافَ إِصْعاباً مِنَ الْأَمْرِ صَدْرُهُ عَلاهُ فَبــاتَ الْأَمْــرُ وَهْـوَ رَكُـوبُ
إِذا غِبْـتَ عَنَّـا غابَ عَنَّا رَبِيعُنا وَنُسـْقَى الْغَمـامَ الْغُرَّ حِينَ تَؤُوبُ
فَنِعْمَ الْفَتَى تَعْشُو إِلى ضَوْءِ نارِهِ إِذا الرِّيـحُ هَبَّـتْ وَالْمَكانُ جَدِيبُ
وَما زِلْتَ تُعْطِي النَّفْسَ حَتَّى كَأَنَّما يَظَـــلُّ لِأَقْــوامٍ عَلَيْــكَ نُحُــوبُ
إِلَيْـكَ تَنـاهَى كُـلُّ أَمْـرٍ يَنُوبُنا وَعِنْــدَ ظِلالِ الْمَـوْتِ أَنْـتَ حَسـِيبُ
الحُطيئةُ
125 قصيدة
1 ديوان

الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.

665م-
45هـ-