نَبَّهتْنـــي
صـــوادحُ
الأَطيــارِ
|
تَتَغَّنـــى
علــى
ذُرى
الأَشــجارِ
|
وتجلـــت
مليكـــة
الأنـــوارِ
|
فـوق
عـرشِ
الصـبَّاحِ
ترشـُفُ
طَلاَّ
|
مــن
ثُغــورِ
الأَقـاحِ
عَلاّ
ونهْلا
|
فتمنيْــتُ
لَــوْ
شــقيقةُ
روحـي
|
بــاكرَتْني
إلـى
جَنـى
الأَزهـارِ
|
أنـا
فـي
روضـةٍ
أبـاحَتْ
جَناها
|
كــلَّ
ذي
صــَبْوةٍ
كئيـبٍ
أتاهـا
|
هــا
هنـا
وردةٌ
يفـوحُ
شـَذاها
|
هـا
هنـا
نرجـسٌ
يُحِّيـي
الأَقاحا
|
والــدَّوالي
تُعــانقُ
التُّفَّاحـا
|
بـادِري
نَسـْتَبِقْ
معاً
وارِفَ
الظِّل
|
لِ
ونَقْضـي
النَّهـارَ
بعدَ
النَّهارِ
|
ضـحكَ
الـرَّوضُ
حيـن
فاضتْ
عُيونُهْ
|
وترامـى
فـوقَ
الثَّـرى
ياسَمينُه
|
هــامَ
صَفصـافُهُ
فنـاحتْ
غُصـونُه
|
فســـَواءٌ
هُيـــامُه
وهُيـــامي
|
غيـرَ
أّنـي
أبكـي
علـى
أيَّـامي
|
فَجعَتنـي
بـكِ
النَّـوى
حيـن
شبَّت
|
لَوعــةٌ
فـي
الضـلوعِ
ذاتُ
أُوارِ
|
مَـرَّ
عامٌ
أُخفي
عن
النَّاسِ
ما
بي
|
مِـــنْ
حَنيــنٍ
مُــبرَّحٍ
وعــذابِ
|
ولقـدْ
يسـألونَ
فيـمَ
اكـتئابي
|
ويحهــمْ
كيـفَ
يُبصـرون
دمـوعي
|
ثــمَّ
لا
يُــدركونَ
مـا
بضـلوعي
|
ولقــد
يكتــمُ
المحــب
هـواهُ
|
فتبـــوحُ
الّــدُموعُ
بالأّســرارِ
|
ذاكـرٌ
أنـتَ
عهـدَنا
يـا
غـديرُ
|
يـومَ
كنَّـا
والعيـشُ
غَـضٌّ
نضـير
|
وعلــى
ضــفّتيكَ
كنّــا
نســير
|
فروَيــتَ
الحـديثَ
عنَّـا
شـُجونا
|
وأخـــذنا
عليــكَ
ألاَّ
تخونــا
|
فأعِـدْ
لـي
ذاك
الحـديثَ
فـإني
|
أذْهلتنـي
النَّـوى
عـن
التَّذْكار
|
ذاكِــرٌ
أنـتَ
والأَزاهيـرُ
تَنـدَى
|
كـمْ
نَظمَنـا
مِنهـنَّ
للجيدِ
عِقدا
|
فـإذا
هَّبـت
الصـَّبا
فـاح
نـدَّا
|
وانقضـى
اللهوُ
مُؤذناً
بالفراقِ
|
فـذَوى
العقـدُ
من
طويل
العناقِ
|
لـمْ
يـزلْ
خيطُـهُ
يلـوحُ
وجسـمي
|
يَتــوارى
ســُقماً
عـن
الأَبْصـار
|
يـا
ابنةَ
الأيْكِ
غَردي
أوْ
فنوحي
|
فعســى
يلأَمُ
الهــديلُ
جروحــي
|
نَفـدَ
الصـَّبرُ
عـنْ
شـقيقةِ
روحي
|
فــاحملي
هـذه
الرسـْالةَ
عنّـي
|
واسـْجعي
إنْ
أتيتِهـا
فـوق
غُصن
|
فهيَ
عند
الأَصيل
تصغي
إلى
الطي
|
رِ
عســـاها
تــروح
بالأَخبــار
|
حملتنـي
نحـو
الحمـى
أشـجاني
|
فتهيّبـــتُ
مــن
جلال
المكــان
|
وإذا
فـــوق
مقلـــتيَّ
يــدانِ
|
فتلمّســـتُ
نضـــرةً
ونعيمـــاً
|
وتعرَّفْــتُ
مــا
لَثمْــتُ
قـديما
|
قلـتُ
يـا
مرحبـاً
وقبَّلـتُ
كفـاً
|
أنزلتنــي
ضــيفاً
بـأكرمِ
دارِ
|
خطــراتُ
النَّســيمِ
فـي
واديـكِ
|
صــبَّحتني
بقبلــةٍ
مــنْ
فِيــكِ
|
ثــمَّ
عــادتْ
بقبلــةٍ
تشــفيكِ
|
فســـلاماً
يــا
واديَ
الرُّمَّــانِ
|
فُـزْتُ
بـالرُّوح
منـكَ
والرَّيحـانِ
|
واحنينـي
إلـى
ديـاركَ
والـرُّم
|
مــان
دانٍ
يُظـلُّ
أهـلَ
الـدّيار
|