إذا شئت أن تسري بكافرة الصوى
الأبيات 32
إذا شـئت أن تسـري بكافرة الصوى يــدوّي بقطريهـا هزيـم الرواعـد
وتـــذهب محيــار الظلام تخبّطــاً وتعــثر فــي ظلماءهـا بالجلامـد
وتمشـي فمـا تـدري إلـى قعر هّوة تــروح بهـا أم للمـدى المباعـد
فطــالع أراجيـف الجـرائد أننـي أرى الويل كل الويل بين الجرائد
جـرائد فـي دار الخالافـة أضـرمت لهيــب خلاف بينهــا غيــر خامـد
ولــم كيفهـا هـذا الخلاف وإنمـا أطـــافت بنقــص للحقيقــة زائد
فمــا بيـن مكـذوب عليـه وكـاذب ومــا بيـن مجحـودٍ عليـه وجاحـد
تـرى فـي فَروق اليوم قرّاء صحفها فريقيــن مــن ذي حجــةٍ ومعانـدٍ
جــدال علـى مـرّ الجديـدين دائم بتفنيــد رأيٍ أة بــتزيف ناقــد
فــذائد ســهم عــن رمــيّ يـردّه وآخـــر رام ســـهمه نحــو ذائد
وهــذا إلــى هـذي وذاك لغيرهـا مـن الصـحف يـدعو آتياً بالشواهد
ومــا هــي إلاّ ضــجّة كــل صـائت بهــا مـدّ للـدنيا حبالـة صـائد
أضـاعوا علينـا الحق فيها تعمّداً وعقـبى ضـياع الحـق سود الشدائد
ولـم أر شـيئاً كـالجرائد عنـدهم مبـــادئه منقوضـــة بالمقاصــد
يقولـون نحـن المصـلحون ولم أجد لهـم في مجال القول غير المفاسد
وكيــف بيـن الحـق مـن نفثـاتهم وكـلّ لـه فـي الحـق نفثـة مـارد
فايــاك أن تغيــر فيهـم فكلهـم يجـرّ إلـى قرصـيه نـار المواقـد
وكـن حـائداً عنهـم جميعـاً فإنما يضـلىّ امـرؤٌ عـن غيّهـم غير حائد
علـى رسـلكم يا قوم كم تسمعوننا مقالــة محقــودٍ عليــه وحاقــد
ألا فارحموا بالصفح عن نهج صحفكم فقـد أوردتنـا اليوم شرّ الموارد
ومـا الصـحف إلاّ أن تـدور بنهجها مـع الحـق أنّـي دار بين المعاهد
وأن تنشـر الأقـوال لا عـن طماعـة فتــأتي بهـا مشـحونةً بـالفوائد
وأن لا تعــاني غيـر نشـر حقـائق وتنــوير أفكــار وانهـاض قاعـد
أتبغـون فـي تلفيقهـا نفـع واحد وتغضـون عـن اضـرارها ألـف واحد
ألا أن صــحف القـوم رائد نجحهـم ومـا جاز في حكم النهى كذب رائد
لعمــري أن الصـحف مـرآة أهلهـا بهــا تتجلــى روحهــم للمشـاهد
كمــا هــي ميـزان لـوزن رقيّهـم وديـــوان أخلاق لهـــم وعــوائد
ألا تنظـرون الغـرب كيـف تسـابقت بـه الصحف في طرق العلا والمحامد
بهـا يهتـدي القـرّاء للحق واضحاً كمـا يهتدي الساري بضوء الفراقد
ولكـن أبـى الشـرق التعيس تقدّماً مـع الغـرب حتى في شؤون الجرائد
فلا تحملـوا حقـداً علـى ما أقوله فــإني عليكـم خـائف غيـر حاقـد
ومـــا هـــي إلاّ غيــرة وطنيّــة فـإن تجـدوا منهـا فلسـت بواجـد
معروف الرصافي
247 قصيدة
1 ديوان

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.

شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.

ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.

وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.

ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.

وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.

وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.

له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)

(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.

1945م-
1364هـ-

قصائد أخرى لمعروف الرصافي

معروف الرصافي
معروف الرصافي

القصيدة ليست في الديوان وقد رأيت مهتمين بشعر الرصافي يتداولونها فأضفتها للموسوعة اليوم 21 / 3/ 2020