لماذا أهابُ الضيم أو أرهب الدهرا
الأبيات 14
لماذا أهابُ الضيم أو أرهب الدهرا وهمتكـم تعلـو علـى المشترِي قَدْرا
ولــي ذمــة منكـم مؤكـدةُ العـرى وقـــوة آمـــال بــآلائك الغَــرا
ولـي أن أبـاهي رفقـتي حيـث وجهت عنـايتكم نحـوي وأن أزدهـي فخـراً
أبشــر نفســي أن حوتْهــا عنايـةٌ لكـم بالذي تبغي ويا حبذا البشرى
ولمـا صـَبت نفسـي لأن تـدرك العلى وظنـت بهـذا الدهر من شوقها خيراً
أبـى أن يوافيهـا بمـا هـي أهلـه وردّ مــن الإعنــاتِ سـائلها نهـرا
وجــاء بمــا لا ترتضـيه وإن يكـن مـن الحمـقِ قد مالت له أنفسٌ أخرى
ولكــنّ نفسـي نفـسُ حـرٍّ فلـم تهِـم بـدانٍ ولـم تطلـب منازعهـا نـزراً
وحـــدثتها أن الزمـــان شــؤونُه بمثلـيَ بعد العسر يُولى له اليسرا
وعللتهــا حينــاً فصــدّتْ تعللــي وصـبّرتها حـتى إذا لـم تجـد صبراً
رأت أن أوافــي حبكـم فهـو كامـل لمـن أمـه بـالفوزِ والمنة الكبرى
ومــن يــكُ ظمآنــاً وأمكـن سـعيُه تعيـن أن يسـعى لأن يـدرك البحـرا
وإنـي إذا أطنبـتُ فـي وصـفِ فضلكم وأنفـدتُ عمـري لست أحصي لكم شكراً
ولـي في اقتصاري فيه عذر ولم أكن لأحصـي نجـوم الأفقِ أو أحسبُ القطرا
حفني ناصف
355 قصيدة
1 ديوان

محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف.

قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم.

ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع.

وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى.

وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها.

وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة.

له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و(مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط).

وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط).

1919م-
1338هـ-