أَبَت لِيَ سَعدٌ أَن أُضامَ وَمالِكٌ

الأبيات من 30 حتى 34 أوردها ياقوت في معجم البلدان في مادة (بلي) وأورد البيت 31 في مادة روضة القطا أيضا، قال: (بُلَي: بالضم ثم الفتح وياءٍ مشددة في كتاب نصر البُلَي. تل قصير أسفل حاذة بينها وبين ذات عِرق وربما ثنى في الشعر. وقال الحفصي من مياه عَرَمة بِلو وبلَي. قال الخطيم العُكلي أحد اللصوص:

ألا ليت شعري هل أبيتن لَيلة         بأعلى بُلي ذي السلام وذي السدر

وهل أهبطَن روضَ القطا غير خائف         وهل أصبحَن الدهرَ وسط بني صَخر

الأبيات 63
أَبَــت لِــيَ ســَعدٌ أَن أُضــامَ وَمالِـكٌ وَحــيُّ الربـابِ وَالقَبـائِلُ مـن عَمـرِو
وَإِن أُدعُ فـي القَيسـِيَّةِ الشـُمِّ يَـأتِني قَــرومٌ تَســامى كُلُّهُـم بـاذِخُ القَـدرِ
وَإِن تَلــقَ نَــدماني يُخَبِّــركَ أَنَّنــي ضـَعيفُ وَكـاءِ الكيـسِ لَـم أُغذَ بِالفَقرِ
وَتَشـهَدُ لـي العـوذُ المَطافيـلُ أَنَّنـي أَبـو الضـَيفِ أُقـري حيـنَ لا أَحَدٌ يَقري
فَلَــولا قُرَيــشٌ مِلكُهــا مــا تَعَرَّضـَت لِـيَ الجِـنُّ بَلـهَ الإِنـسِ قَد عَلِمَت قَدَري
وَمــا اِبــنُ مِـراسٍ حيـنَ جِئتُ مُطَـرَّداً بِــذي عِلَّــةٍ دونـي وَلا حاقِـدِ الصـَدرِ
عَشـــِيَّةَ أَعطــاني ســِرلاحي وَنــاقَتي وَسـَيفي جَـداً مِـن فَضـلِ ذي نـائِلٍ غَمرِ
خَليلـي الفَـتى العُكلـي لَـم أَرَ مِثلَهُ تحلــبُ كَفــاهُ النَـدى شـائِعُ القَـدرِ
كَــأَنَّ ســُهَيلاً نــارُهُ حيــنَ أوقِــدَت بِعَليــاء لا تَخفــى عَلـى أَحَـدٍ يَسـري
وَتيهــاءَ مِثكــالٍ إِذا اللَيـلُ جَنَّهـا تَزَمَّــلَ فيهــا المـدلِجونَ عَلـى حـذرِ
بَعيــدَةِ عَيـنِ المـاءِ تَركُـضُ بِالضـُحى كَرَكضــِكَ بِالخَيــلِ المُقَرَّبَــةِ الشـُقرِ
فَلاةٍ يخــافُ الرَكـبُ أَن يَنطِقـوا بِهـا حِــذارَ الــرَدى فيهــا مُهَوِّلَـةٍ قَفـرِ
سـَريعٌ بِهـا قَـولُ الضـَعيفِ أَلا اِسـقِني إِذا خَـبَّ رِقـراقُ الضـُحى خَبَـبَ المُهـرِ
ســَمَت لِـيَ بِـالبَينِ اليَمـاني صـَبابَةٌ وَأَنــتَ بَعيـدٌ قَـد نَـأَيتِ عَـنِ المِصـرِ
أَتيـــحُ لِــذي بَــثٍّ طَريــدٍ تَعــودُهُ هُمــومٌ إِذا مـا بـاتَ طارِقُهـا يَسـري
بِنَجــرانَ يَقــري الهَــمَّ كُـلَّ غَريبَـةٍ بَعيــدَةِ شــَأوُ الكَلـمِ باقِيَـةِ الأَثَـرِ
يُمَثِّلُهـــا ذو حاجَـــةٍ عَرَضـــَت لَــهُ كَئيــبٌ يُؤَســّى بَيــنَ قَرنَـةَ وَالفِهـرِ
فَقــالَ وَمــا يَرجـو إِلـى الأَهـلِ ردَّةً وَلا أَن يَــرى تِلـكَ البِلادَ مَـدَ الـدَهرِ
لَعَمــرُكَ إِنّــي يَــومَ نَعــفِ ســُوَيقَةٍ لَمعتَــرِفٌ بِــالبَينِ مُحتَســِبُ الصــَبرِ
غَــداةَ جَــرَت طَيـرُ الفِـراقِ وَأَنبَـأَت بِنَــأيٍ طَويــلٍ مِـن سـُلَيمى وَبِـالهَجرِ
وَمَـرَّت فَلَـم يَزجُـر لَهـا الطَيـرُ عائِفٌ تَمُــرُّ لَهــا مِـن دونِ أَطلالِهـا تَجـري
سـَنيحاً وَشـَرُّ الطَيـرِ مـا كـانَ سانِحاً بِشـَؤمى يَـدَيهِ وَالشـَواحِجُ فـي الفَجـرِ
فَمـا أَنـسَ مِـنَ الأَشـياءِ لا أَنسَ طائِعاً وَإِن أَشــقَذَتني الحَـربُ إِلّا عَلـى ذُكـرِ
عيــوفَ الَّــتي قـالَت تَعَـزَّ وَقَـد رَأَت عَصـا الـبين شـُقَّت وَاِختِلافاً مِنَ النَحرِ
عَلَيــكَ الســَلامُ فَاِرتَحِـل غَيـرَ باعِـدٍ وَما البُعدُ إِلّا في التَنائي وَفي الهَجرِ
وَعَفَّــت لِجَفــنِ العَيــنِ جـائِلَ عَـبرَةٍ كَمـا اِرفَـضَّ نَظـمٌ مِـن جُمـانٍ وَمِن شَذرِ
تَهَلَّـــلَ مِنهــا واكِــفٌ مطَــرَت بِــهِ جَمــومٌ بِمِلـءِ الشـَأنِ ماتِحَـةُ القَطـرِ
وَقـــالَت تَعَلَّــم أَنَّ عِنــدي مَعشــراً يَرَونَـكَ ثَـأراً أَو قَريبـاً مِـنَ الثَـأرِ
فَقُلــتُ لَهــا أَنّــى ســَتَبلُغُ مُــدَّتي إِلــى قَـدَرِ مـا بَعـدَهُ لـي مِـن قَـدرِ
أَلا لَيــتَ شــِعري هَــل أَبيتَـنَّ لَيلَـةً بِــأَعلى بُلَـيٍّ ذي السـَلامِ وَذي السـِدرِ
وَهَـل أَهبِطَـن رَوضَ القَطـا غَيـرَ خـائِفٍ وَهَـل أُصـبِحَنَّ الـدَهرَ وَسـطَ بَنـي صـَخرِ
وَهَــل أَســمَعَن يَومــاً بُكـاءَ حَمامَـةٍ تُنــادي حَمامـاً فـي ذَرى تَنضـُبٍ خضـرِ
وَهَــل أَرَيَــن يَومـاً جِيـادي أَقودُهـا بِـذاتِ الشـقوقِ أَو بِأَنقائِهـا العُفـر
وَهَــل تَقطَعَــنَّ الخَــرقَ بـي عَيدَهِيَّـةٌ نَجــاةٌ مِــنَ العيــدي تَمـرَحُ لِلزَجـرِ
طَــوَت لِقَحــاً مِثــلَ السـَرارِ وَبَشـَّرَت بِأَصـــهَبَ خَطّـــارٍ كَخافِيَــةِ النَســرِ
هَبـوعٌ إِذا مـا الريـمُ لاذَ مِـن اللَظى بِــأَوَّلِ فَيــءٍ وَاِســتَكَنَّ مِـنَ ا لهُجـرِ
وَباشـــَرَ مَعمـــورَ الكِنــاسِ بِكَفِّــهِ إِلـى أَن يَكـونَ الظِـلُّ أَصـَرَ مِـن شـِبرِ
وَقَــد ضــَمَرَت حَتّــى كَــأَنَّ وَضــينَها وِشــاحٌ عَـروسٍ جـالَ مِنهـا عَلـى خَصـرِ
حَديثَـــةُ عَهـــدٍ بِالصــُعوبَةِ دُيِّثَــت بِبَعــضِ الرُكــوبِ لا عَــوانٍ وَلا بَكــرِ
تَخــالُ بِهــا غَــبَّ الســُرى عَجرَفِيَّـةً عَلــى مـا لَقَيـنَ مِـن كَلالٍ وَمِـن حَسـرِ
وَلَــو مَــرَّ مَيـلٌ بعـد ميـل وَأَصـبَحَت عِتـاقُ المَطايـا قَـد تَعـادَينَ بِالفَترِ
وَهَــل أَرَيَـن بَيـنَ الحَفيـرَةِ وَالحِمـى حِمـى النَهـرِ أَو يَومـاً باكِثبَةِ الشُفرِ
جَميــعَ بَنــي عَمّـي الكِـرامِ وَإِخـوَتي وَذَلِـكَ عَصـرٌ قَـد مَضـى قَبـلَ ذا العَصرِ
أَخلايَ لَــم يُشــمِت بِنــا ذو شــَناءَةٍ وَلَـم تَضـطَرِب مِنّـي الكَشـوحُ عَلـى غَمرِ
وَلا مُنهَـــمٍ حَتّــى دَعَتنــا غواتُنــا إِلــى غايَـةٍ كـانَت بِأَمثالِنـا تُـزري
أَتَينـــاهُمُ إِذ أَســـلَمَتهُم حُلــومُهُم فَكُنّــا ســَواءً فـي المَلامَـةِ وَالعُـذرِ
فَلَأيـــاً بِلَأيٍ مـــا نَزَعنــا وَقَبلَــهُ مَــدَدنا عَنــانَ الغَـيِّ مُتَّسـِقاً يَجـري
فَكُنّـــا لأقـــوامٍ عِظـــاتٍ وَقُطِّعَـــت وَســائِلُ قُربـى مِـن حَميـمٍ وَمِـن صـِهرِ
لَحـى اللَهُ مَن يَلحى عَلى الحِلمِ بَعدَما دَعَتنـــا رِجــالٌ لِلفِخــارِ وَلِلعَقــرِ
وَجــاؤوا جَميعــاً حاشــِدينَ نَفيرَهُـم إِلـى غايَـةٍ مـا بَعـدَما ثَـمَّ مِـن أَمرِ
وَقُلــتُ لَهُــم إِن تَرجِعـوا بَعـدَ هَـذِهِ جَميعــاً فَمــا أُمّـي بِـأُمِّ بَنـي بَـدرِ
قَــدَحنا فَأَورَينـا عَلـى عَظـمِ سـاقِنا فَهَـل بَعـدَ كَسـرِ الساقِ لِلعَظمِ مِن جَبرِ
بَنــي مُحــرِزٍ هَـل فيكُـم اِبـنُ حَمِيَّـةٍ يَقـومُ وَلَـو كـانَ القيلـم علـى جمـر
بمـا يُـؤمِنُ المَـولى وَما يَرأَبُ الثَأيَ وَخَيـرُ المَـوالي مِـن يَريـشُ وَلا يَـبري
كَمــا أَنـا لَـو كـانَ المُشـَرَّدُ مِنكُـم لَأَبلَيــتُ نُجحــاً أَو لُقيـتُ عَلـى عُـذرِ
لَأَعطَيــتُ مِــن مــالي وَأَهلـي رَهينَـةً وَلا ضــاقَ بِالإِصــلاحِ مــالي وَلا صـَدري
بَنــي مَحــرِزٍ مَــن تَجعلـونَ خَليفَـتي إِذا نــابَكم يَومـاً جَسـيمٌ مِـنَ الأَمـرِ
بَنــي مُحـرِزٍ كُنتُـم وَمـا قَـد عَلِمتُـم كَفارِيَــةٍ خَرقــاءَ عَيَّــت بِمـا تَفـري
رَأَت خَلَلاً مـــا كُلُّـــهُ ســَدَّ خَرزُهــا وَأَثـأى عَلَيهـا الخَرَزُ مِن حَيثُ لا تَدري
بَنـي مُحـرِزٍ أَن تَكنِـسِ الـوَحشُ بَينَكـم وَبَينــي وَيَبعُــدُ مِـن قُبـورِكُم قَـبري
فَقَــد كُنــتُ أَنهـى عَنكُـم كُـلُّ ظـالِمٍ وَأَدفَــعُ عَنكُــم بِاليَــدَينِ وَبِـالنَحرِ
مُعَنّــــىً إِذا خَصــــمٌ أَدَلَّ عَلَيكُـــم بَنــي مُحــرِزٍ يَومـاً شـَدَدتُ لَـهُ أَزري
بِحَــــدٍّ ســـِنانٍ يُســـتَعَدُّ لِمِثلِـــهِ وَرِقـــمِ لِســـانٍ لا عَيِـــيٍّ وَلا هَــذرِ

الخطيم بن نويرة العبشمي المحرزي العُكلي. شاعر أموي، من سكان البادية، وأحد لصوصها، أدرك جريراً والفرزدق ولم يلقهما، وهو من أهل الدهماء وحركته فيما بين اليمامة وهجر. اشتهر باللصوصية واعتقل وسجن بنجران (في اليمن) زمناً طويلاً. وأدرك ولاية سليمان بن عبد الملك (96 - 99هـ) وهو في السجن فبعث إليه بقصيدة طويلة رائية وأخرى دالية ما زالتا من محفوظ شعره.

718م-
100هـ-