وَقائِلَةٍ يَوماً وَقَد جِئتُ زائِراً
الأبيات 60
وَقائِلَــةٍ يَومــاً وَقَــد جِئتُ زائِراً رَأَيـتُ الخَطيـمَ بَعـدَنا قَـد تَخَـدَّدا
أَمــا إِن شـَيبي لا يَقـومُ بِـهِ فَـتىً إِذا حَضـَرَ الشـُحُّ اللَئيـمَ الضَفَندَدا
فَلا تَســخري مِنّــي أُمامَـةُ أَن بَـدا شـــحوبي وَلا أَنَّ القَميــصِ تَقَــدَّدا
فَـإِنّي بِـأَرضٍ لا يَـرى المَـرءُ قُربَها صـَديقاً وَلا تَحلـى بِها العَينُ مَرقَدا
إِذا نـامَ أَصـحابي بِهـا اللَيلَ كُلَّهُ أَبَـت لا تَـذوقُ النَـومَ حَتّى تَرى غَدا
أَتَــذكُر عَهــدَ الحارِثِيَّــةِ بَعـدَما نَـــأَيتَ فَلا تَســتَطيعُ أَن تَتَعَهَّــدا
لِعَمـرُكَ مـا أَحبَبَـتُ عَـزَّةَ عَـن صـِباً صــَبَتهُ وَلا تَســبي فُــؤادي تَعَمُّـدا
وَلَكِنَّنـــي أَبصــَرتُ مِنهــا مَلّاحَــةً وَوَجهــاً نَقِيّـاً لَـونُهُ غَيـرُ أَنكَـدا
مِـنَ الخَفِـراتِ البيضِ خُمصانَةَ الحَشا ثِقـالُ الخَطا تَكسو الفَريدَ المُقَلَّدا
فَقَــد حَلِيَـت عَينـي بِهـا وَهَويتُهـا هَـوى عَـرضٍ مـا زالَ مُـذ كُنتُ أَمرَدا
كَــأَنَّ مِــنَ البَـردي ريـانَ ناعِمـاً بحَيـثُ تَـرى مِنهـا سـِواراً وَمُعضـَدا
تَهـادى كَعَـومِ الـرَكِّ كَفكَفَـهُ الصَبا بِأَبطَــحَ ســَهلٍ حيـنَ تَمشـي تَـأَوُّدا
يَهيــمُ فُـؤادي مـا حَييـتُ بِـذِكرِها وَلَـو أَنَّنـي قَـد مُتُّ هامَ بِها الصَدى
لَهــا مُقلَتــا مَكحولَــةٍ أُمِّ جُـؤذُرٍ تُراعـي مَهـاً أَضـحى جَميعـاً وَفُـرَّدا
وَأَظمــى نَقِيّــاً لَـم تُفَلَّـل غُروبُـهُ كَنَـورِ أَقـاحٍ فَـوقَ أَطرافِـهِ النَـدى
لَـدى ديـمٍ جـادَت وَهَبَّـت لَها الصَبا تَلَقَّيـنَ أَيّامـاً مِـنَ الـدَهرِ أَسـعُدا
فَلا وَالَّـذي مَـن شـاءَ أَغوى فَلَم يَكُن لَـهُ مُرشـِدٌ يَومـاً وَمَـن شـاءَ أَرشَدا
يَميـــنَ بَلاءٍ مـــا عَلِمــتُ بِســَيِّءٍ عَلَيهـا وَإِن قـالَ الحَسـودُ فَأَجهَـدا
وَإِنّـي لَمُشـتاقٌ إِلـى اللَـهِ أَشـتَكي غَليــلَ فُــؤادٍ قَــد يَـبيتُ مُسـَهَّدا
وَمــا لاَمَنــي فــي حُــبِّ عَـزَّةَ لائِم مِـنَ النـاسِ إِلّا كانَ عِندي مِنَ العِدى
وَلا قــالَ لــي أَحســَنتَ إِلّا حَمَـدتُهُ بِمـا قـالَ لـي ثُـمَّ اِتَّخَـذتُ لَهُ يَدا
فَلَـو كُنـتَ مَشـغوفاً بَعَـزَّةَ مِثـلَ ما شـُغِفتُ بَها ما لُمتَني يا اِبنَ أَربَدا
إِذَن لَاِزدَهـاكَ الشَوقُ حَتّى تَرى الصِبى مِـنَ الجَهلِ في أَدنى المَعيشَةِ أَحمَدا
وَمـا لُمتَنـي فـي حُبِّهـا بَل عَذَرتَني فَأَصــبَحتَ مِــن وَجـدٍ بِعَـزَّةَ مُقصـِدا
لَيــالِيَ أَهلانــا جَميعــاً وَعَيشـُنا رَفيــعُ وَشـَعبا الحَـيِّ لَـم يَتَبَـدَّدا
لِمــا بَيــنَ ذي قـارٍ فَرَمـلٍ مُخَفِّـقٍ مِـنَ القَـفِّ أَو مِـن رَملِهِ حينَ أَربَدا
أواعِــسُ فــي بَـرثٍ مِـنَ الأَرضِ طَيِّـبٍ وَأَودِيَــةٌ يُنبِتــنَ ســِدراً وَغَرقَـدا
أَحَـبُّ إِلَينـا مِـن قُرى الشامِ مِنزِلاً وَأَجبالِهــا لَــو كـانَ أَن أَتَـوَدَّدا
أَعـوذُ بِرَبّـي أَن أَرى الشـامَ بَعدَها وَعَمّــانَ مـا غَنّـى الحَمـامُ وَغَـرَّدا
فَـذاكَ الَّـذي اِسـتَنكَرتُ يا أُمَّ مالِكٍ وَأَصـبَحتُ مِنـهُ شـاحِبَ اللَـونِ أَسوَدا
وَإِنّـي لَماضـي الهَـمِّ لَـو تَعلَمينَـهُ وَركـابُ أَهـوالٍ يُخـافُ بِهـا الـرِدى
وَمُســعِرُ حَــربٍ كُنمـتُ مِمَّـن أَشـَبَّها إِذا مـا الجَبـانُ النِكسُ هابَ وَعَرَّدا
وَأَزدادُ فــي رُغــمِ العَـدُمِّ لُجاجَـةً وَأُمكِــنُ مِـن رَأسِ العَـدُوِّ المُهَنَّـدا
وَيُعجِبُنــي نَـصُّ القَلاصِ عَلـى الـوَجى وَإِن سـِرنَ شـَهراً بَعـدَ شـَهرٍ مُطَـرَّدا
عَواصــِفُ خُــرقٍ مــا لَهُــنَّ تَئِيَّــةٌ إِذا مِلـنَ فـي سـَهبٍ تَعَرَقَـن قَـردَدا
يَخُضــنَ بَأَيــديهِنَّ بيــداً عَريضــَةً وَلَيلاً كَأَثنــاءِ الرُوَيــزِيِّ أَســوَدا
إِذا مـالَ جُـلُّ اللَيـلِ وَاِطَّرَقَ الكَرى أَثَـرنَ قَطـاً مِـن آخِـرِ اللَيـلِ هُجَّدا
وَرَحلــي عَلــى هَوجـاءَ حَـرفٍ شـِمِلَّةٍ ذمــولٍ إِذا التـاثَ المَطِـيُّ وَهَـوَّدا
مُوَثَّقَــةِ الأَنســاءِ مَضـبورَةِ القَـرا تَســومُ بِهــادٍ فـي القِلادَةِ أَقـوَدا
عَلـى مَرَسـاتِ الجُنـدُلِ الصـُمِّ رَفَّعَـت بِهِـــنَّ كَمـــا رَفَعــتَ ظِلّاً مُمَــدَّدا
لَهــا عُجُــزٌ تَمَّــت وَرجــلٌ قَبيضـَةٌ تَشـُلُّ يَـداً مـا الخَطوُ فيها بِأَحرَدا
بِهـا أَثَـرٌ فـي مَوضـِعِ النَسـعِ لاحِـبٌ وَمَصـدَر فَضـلِ النِسـعِ مِن حَيثُ أَورَدا
جَـرى النِسعُ مُنصَبّاً مِنَ الرَحلِ وارِداً فَلَمّـا مَضـى مِـن خَلفِهِ الرَحلُ أَصعَدا
إِلــى كاهِـلٍ مِنهـا إِذا شـُدَّ فَـوقَهُ بِــأَحبُلِهِ المِيــسُ العَلافِـيُّ أَوفَـدا
كَــأَنَّ أَمـامَ الرَحـلِ مِنهـا وَخَلفَـهُ صـَفيحاً لَـدى صـَفقَي قَراهـا مُسـَنَّدا
ســَفينَةُ بَــرٍّ تَحــتَ أَروَعَ لا تَنــي بِراكِبِهــا تَجتــابُ ســَهبا عَمَـرَّدا
إِذا امتَـدَّ أَثناءُ الزَمامِ اِزدَهَت بِهِ كَما يَزدَهي الذُعرُ الظَليمُ الخَفَيدَدا
تَــذاءَبُ أَحيانــاً مَراحــاً وَحِــدَّةً زَهَتهــا فَمــا بــالَيتُ أَلّا تَزَيَّـدا
بِــذي شــُقَّةٍ جَــوابِ أَرضٍ تَقــاذَفَت بِــهِ سـارَ حَتّـى غـارَ ثُمَّـتَ أَنجَـدا
أَعِـذني عَيـاذاً يـا سـُلَيمانُ إِنَّنـي أَتيتُـكَ لَمّـا لَـم أَجِـد عَنـك مُقعَدا
لِتُــؤمِنَني خَـوفَ الَّـذي أَنـا خـائِفٌ وَتُبلِعَنــي ريقــي وَتُنظِرَنــي غَـدا
فِــراراً إِلَيــكَ مِـن وَرائي ورَهبَـةً وَكُنــتَ أَحَــقَّ النــاسِ أَن أَتَعَمَّـدا
وَأَنــتَ اِمــرُؤٌ عَـوَّدتَ نَفسـَكَ عـادَةً وَكُـلُّ اِمـرِئٍ جـارٍ عَلـى مـا تَعَـوَّدا
تَعَــوَّدتَ أَلّا تُســلِم الـدَهرَ خائِفـاً أَتــاكَ وَمَــن أَمَّنتَـهُ أَمِـنَ الـرَدى
أَجَــرتَ يَزيـدَ بـنَ المُهَلَّـبِ بَعـدَما تَبَيَّــنَ مــن بـابِ المَنِيَّـةِ مَـورِدا
فَفَرَّجــتَ عَنــهُ بَعـدَما ضـاقَ أَمـرُهُ عَلَيـهِ وَقَـد كـانَ الشـَريدَ المُطَرَّدا
سـَنَنتَ لِأَهـلِ الأَرضِ فـي العَـدلِ سـِنَةً فَغــارَ بَلاءُ الصــدقِ مِنـكَ وَأَنجَـدا
وَأَنــتَ المُصــَفّى كُــلُّ أَمـرِكَ طَيِّـبٌ وَأَنـتَ اِبـنُ خَيـرِ النـاسِ إِلّا مُحَمَّدا
وَأَنـتَ فـتى أَهـلِ الجَزيـرةِ كُلِّهـا فَعــالاً وَأَخلاقــاً وَأَســمَحُهُم يَــدا
وَأَنـتَ مِـنَ الأَعيـاصِ فـي فَـرعِ نَبعَةٍ لَهــا ناضـِرٌ يَهتَـزُّ مَجـداً وَسـُؤدُدا

الخطيم بن نويرة العبشمي المحرزي العُكلي. شاعر أموي، من سكان البادية، وأحد لصوصها، أدرك جريراً والفرزدق ولم يلقهما، وهو من أهل الدهماء وحركته فيما بين اليمامة وهجر. اشتهر باللصوصية واعتقل وسجن بنجران (في اليمن) زمناً طويلاً. وأدرك ولاية سليمان بن عبد الملك (96 - 99هـ) وهو في السجن فبعث إليه بقصيدة طويلة رائية وأخرى دالية ما زالتا من محفوظ شعره.

718م-
100هـ-

قصائد أخرى لالخَطيم العكلي المَحرِزي

الخَطيم العكلي المَحرِزي
الخَطيم العكلي المَحرِزي

الأبيات من 30 حتى 34 أوردها ياقوت في معجم البلدان في مادة (بلي) وأورد البيت 31 في مادة روضة القطا أيضا، قال: (بُلَي: بالضم ثم الفتح وياءٍ مشددة في كتاب نصر البُلَي. تل قصير أسفل حاذة بينها وبين ذات عِرق وربما ثنى في الشعر. وقال الحفصي من مياه