لِمَنْ لَيْلٌ بِذِي جُشُمٍ طَوِيلُ
الأبيات 8
لِمَـنْ لَيْـلٌ بِـذِي جُشـُمٍ طَوِيلُ لِمَــنْ قَـدْ شـَفَّهُ هَـمٌّ دَخِيـلُ
وَمَا ظُلْمُ امْرِئٍ فِي الْجِيدِ غُلٌّ وَفِـي السَّاقَيْنِ ذُو حَلَقٍ طَوِيلُ
أَلَا هَبَلَتْـكَ أُمُّـكَ عَمْرُو بَعْدِي أَتَقْعُــدُ لَا أُفَــكُّ وَلَا تَصـُولُ
أَلَـمْ يَحْزَنْـكَ أَنَّ أَبَـاكَ عَانٍ وَأَنْــتَ مُغَيَّـبٌ غَالَتْـكَ غُـولُ
تُغَنِّيـكَ الْجَـرَادَهُ وَسـْطَ جِسْرٍ وَفِـي كَلْـبٍ وَتَصـْحَبُكَ الشَّمُولُ
فَلَـوْ كُنْـتَ الْأَسِيرَ وَلَمْ أَكُنْهُ إِذاً عَلِمَـتْ مَعْـدٌّ مَـا أَقُـولُ
لَمَـا قَصَّرْتُ عَنْ طَلَبِ الْمَعَالِي فَتَقْصـُرُنِي الْمَنِيَّـةُ أَوْ تَطُولُ
فَـأَنْ أَهْلِكْ فَقَدْ أَبْلَيْتُ قَوْمِي بَلَاءً كُلُّـــهُ حَســـَنٌ جَمِيــلُ

    عَدِيٌّ بْنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ، يرجعُ نسبهُ إلى قَبِيلَةِ تَمِيمٍ، وكان أَجْدادُهُ مِمَّنْ سَكَنُوا الحَيْرَةَ وَسُمُّوْاً بِالعِبادِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ وَضَعَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الرّابِعَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ وَصْفُ الخَمْرِ وَالحِكْمَةِ وَالتَأَمُّلِ فِي المَصِيرِ، نَشَأَ فِي أُسْرَةٍ ذاتِ مَكانَةٍ فِي الحيرة ثمّ في بَلاطِ كِسْرَى، وَقَدْ تَعَلَّمَ الكِتابَةَ بِالعَرَبِيَّةِ وَالفارِسِيَّةِ فَاتَّخَذَهُ كِسْرَى تَرْجُماناً بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَرَبِ، وَكانَ أَوَّلُ كاتِبٍ بِالعَرَبِيَّةِ فِي دِيوانِ كِسْرَى، حَبَسَهُ النُّعْمانُ بْنُ المُنْذِرِ بَعْدَ أَنْ وَشَى بِهِ مُقَرَّبُونَ مِنْهُ، وَماتَ فِي سِجْنِهِ حَوالَيْ سَنَةِ 35ق.هـ/590م. 

590م-
35ق.هـ-

قصائد أخرى لعَدِيٌّ بنُ زَيدٍ العِبادِيُّ