أَلا لا تَلُومانِي كَفَى اللَّوْمَ ما بِيا
الأبيات 20
أَلا لا تَلُومانِي كَفَى اللَّوْمَ ما بِيا وَمـا لَكُما فِي اللَّوْمِ خَيْرٌ وَلا لِيا
أَلَـمْ تَعْلَمـا أَنَّ الْمَلامَـةَ نَفْعُهـا قَلِيـلٌ وَمـا لَوْمِي أَخِي مِنْ شِمالِيا
فَيـا راكِبـاً إِمَّـا عَرَضـتَ فَبَلِّغَـنْ نَـدامايَ مِـنْ نَجْـرانَ أَنْ لا تَلاقِيا
أَبــا كَــرِبٍ وَالْأَيْهَمَيْـنِ كِلَيْهِمـا وَقَيْسـاً بِـأَعْلَى حَضْرَمَوْتَ الْيَمانِيا
جَـزى اللـهُ قَـوْمِي بِـالْكُلابِ مَلامَةً صــَرِيحَهُمُ وَالْآخَرِيــنَ الْمَوالِيــا
وَلَـوْ شـِئْتُ نَجَّتْنِي مِنَ الْخَيْلِ نَهْدَةٌ تَـرَى خَلْفَها الْحُوَّ الْجِيادَ تَوالِيا
وَلَكِنَّنِــي أَحْمِــي ذِمــارَ أَبِيكُـمُ وَكـانَ الرِّمـاحُ يَخْتَطِفْنَ الْمُحامِيا
أَقُـولُ وَقَـدْ شـَدُّوا لِسـانِي بِنِسْعَةٍ أَمَعْشـَرَ تَيْـمٍ أَطْلِقُـوا عَنْ لِسانِيا
أَمَعْشـَرَ تَيْـمٍ قَـدْ مَلَكْتُمْ فَأَسْجِحُوا فَـإِنَّ أَخـاكُمْ لَـمْ يَكُنْ مِنْ بَوائِيا
فَـإِنْ تَقْتُلُـونِي تَقْتُلُـوا بِيَ سَيِّداً وَإِنْ تُطْلِقُـونِي تَحْرُبُـونِي بِمالِيـا
أَحَقّـاً عِبـادَ اللهِ أَنْ لَسْتُ سامِعاً نَشِيدَ الرُّعاءِ الْمُعْزِبِينَ الْمَتالِيا
وَتَضــْحَكُ مِنِّــي شــَيْخَةٌ عَبْشــَمِيَّةٌ كَـأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيراً يَمانِيا
وَظَــلَّ نِسـاءُ الْحَـيِّ حَـوْلِيَ رُكَّـداً يُـراوِدْنَ مِنِّـي مـا تُرِيـدُ نِسائِيا
وَقَـدْ عَلِمَـتْ عِرْسـِي مُلَيْكَـةُ أَنَّنِـي أَنـا اللَّيْـثُ مَعْـدُوّاً عَلَيَّ وَعادِيا
وَقَدْ كُنْتُ نَحَّارَ الْجَزُورِ وَمُعْمِلَ الـْ مَطِـيَّ وَأَمْضـِي حَيْـثُ لا حَـيَّ ماضـِيا
وَأَنْحَــرُ لِلشـَّرْبِ الْكِـرامِ مَطِيَّتِـي وَأَصـْدَعُ بَيْـنَ الْقَيْنَتَيْـنِ رِدائِيـا
وَكُنْتُ إِذا ما الْخَيْلُ شَمَّصَها الْقَنا لَبِيقـاً بِتَصـْرِيفِ الْقَنـاةِ بَنانِيا
وَعادِيَــةٍ سـَوْمَ الْجَـرادِ وَزَعْتُهـا بِكَفِّـي وَقَـدْ أَنْحَوْا إِلَيَّ الْعَوالِيا
كَـأَنِّيَ لَـمْ أَرْكَـبْ جَواداً وَلَمْ أَقُلْ لِخَيْلِيَ: كُـرِّي نَفِّسـِي عَـنْ رِجالِيـا
وَلَـمْ أَسـْبَأِ الزِّقَّ الرَّوِيَّ وَلَمْ أَقُلْ لِأَيْسـارِ صـِدْقٍ: أَعْظِمُوا ضَوْءَ نارِيا

عَبدُ يَغوث الحارِثِيُّ، شاعرٌ جاهليٌّ، كانَ سَيِّداً مِن ساداتِ مَذحِجٍ وهو قائِدُهُم فِي يَومِ الكُلابِ الثَّانِي الّذي وَقَعَ بينَهُم وبينَ بَني تَميمٍ، فَظَفِرتْ بهِ بَنو تَميمٍ وأَسروهُ فَقالَ فِي أسرِهِ قَصيدتَهُ المَشهورةَ الَّتي يَرثِي بِها نَفسَهُ (أَلَا لا تَلُومانِي كَفَى اللَّوْمَ ما بِيا/ وَمـا لَكُما فِي اللَّوْمِ خَيْرٌ وَلا لِيا) وقَد قُتِلَ يَومئذٍ، وكانتْ وَفاتُهُ نَحوَ عامِ 40ق.هـ/584م.

584م-
40ق.هـ-

قصائد أخرى لعَبدُ يَغوث الحارِثِيُّ