ألا رُبَّ أَمْرٍ مُعْضِلٍ قَدْ رَكِبْتُهُ

القطعة في المعمرين (66):

وعلق أبو حاتم على البيت الأخير بقوله: الصحاح الصحة مثل الضَّجاج والضَّجَّة، وأنشد: وخطَّ أَيَّام الصَّحاح والسَّقم

وحول التيّحان في البيت الأول انظر لسان العرب مادة تيح وفيها: قال أَبو الهيثم: التَّيِّحان والتَّيَّحانُ الطويل؛ وقال الأَزهري: رجل تَيِّحانٌ يتعرض لكل مَكْرُمَةٍ وأَمر شديد؛ وقال العجاج:

الأبيات 13
ألا رُبَّ أَمْــرٍ مُعْضــِلٍ قَـدْ رَكِبْتُـهُ بِثِنْتَــيَّ فِعْـلَ التَّيَّحـانِ الْمُضـَلَّلِ
فَأَقْشـَعَ عَنِّـي لَـمْ يَضـِرْنِي وَرُبَّمـا أَجَـرَّ الْفَتَـى مـا كانَ عَنْهُ بِمَعْزِلِ
وَقَـدْ كُنْتُ ذا بَأْوٍ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً إِذا جِئْتُ أَمْراً جِئْتُهُ الدَّهْرَ مِنْ عَلِ
فَلَمَّـا رَمـانِي الـدَّهْرُ صـِرْتُ رَزِيَّةً لِكُـلِّ ضـَعِيفِ الرُّكْـنِ أَكْشـَفَ أَعْـزَلِ
فَيا دَهْرُ قِدْماً كُنْتَ صَعْباً فَلَمْ تَزَلْ بِســَهْمِكَ تَرْمِـي كُـلَّ عَظْـمٍ وَمِفْصـَلِ
فَقَـدْ صـِرْتُ بَعْـدَ الْعِزِّ أُغْضِي مَذَلَّةً عَلَـى الْهَـوْلِ وَالْأَزْمـانُ ذاتُ تَنَقُّلِ
فَكَـمْ قَـدْ رَأَيْـتُ مِـنْ هُمـامٍ مُتَوَّجٍ مِـنَ التِّيهِ يَمْشِي طامِحاً كَالسَّبَهْلَلِ
فَأَصـْبَحَ بَعْـدَ التِّيـهِ كَالْبَعْرِ ذِلَّةً قَلِيـلَ الْبَتـاتِ كَالضـَّرِيكِ الْمُعَيَّلِ
وَآخَــرَ قَــدْ أَبْصــَرْتُهُ مُتَلَفِّعــاً بِرَيْطَــةِ ذُلٍّ كــانَ غَيْــرَ مُبَجَّــلِ
يَـدِينُ لَـهُ الْأَقْـوامُ سـِرّاً وَجَهْـرَةً يَـرُوحُ وَيَغْـدُو كَالْهُمـامِ الْمُرَفَّـلِ
كَـذَلِكَ هَـذا الـدَّهْرُ صـارَتْ بُطُونُهُ ظُهـوراً وَأَعْلَـى الْأَمْـرِ صارَ كَأَسْفَلِ
فَصـَبْراً عَلَـى رَيْـبِ الزَّمـانِ وَعَضِّهِ وَلا تَـــكُ ذا تِيـــهٍ وَلا تَتَعَلَّــلِ
خُـذِ الْعَفْوَ وَاقْنَعْ بِالصَّحاحِ فَرُبَّما أَكُــونُ لِـزازَ الْعـارِضِ الْمُتَهَلِّـلِ

فالِجُ بن خَلاوَةَ الأشْجَعِيّ، شاعرٌ جاهليٌّ مُعَمَّر قيل إنّه عاشَ مئةً وثمانينَ سنة، ذكَرَهُ أبو حاتم السّجستانيّ في "المعمّرون والوصايا". كان فارِساً، وكان مِنْ صِفاتِهِ أنّهُ عِرِّيضٌ؛ أي يَعْرِضُ فيما لَيْسَ يَعْنِيه، وَهُوَ الّذي تضرِبُ العَرَبُ بِهِ المَثَلَ بِقَوْلِها: "أَنْتَ فِي هَذا الْأَمْرِ فالِجُ بن خَلاوَة"، ولا عَقِبَ لَهُ. تروي المصادرُ الأدبيّةُ له سبعةَ عشرَ بيتاً في قطعتين يذكر فيهما اعتراضه فيما لا يعنيه، ويبيّن ما آل إليه حاله من ضعف ووهن في الكبر بعد القوة في الشباب، ويذكر بعض الحكم التي لخَّصَتْ جوانبَ من خبرتِه في الحياة.

قصائد أخرى لفالِج بن خَلاوَة الأَشْجَعِيّ

فالِج بن خَلاوَة الأَشْجَعِيّ
فالِج بن خَلاوَة الأَشْجَعِيّ

الرجز في المعمرين (67):