بني إني أرى فيما أرى عجبا

في وصايا الملوك لدعبل (103):

الأبيات 14
بنــي إنــي أرى فيمــا أرى عجبـا ولـم يـزل فـي بني الدنيا الأعاجيب
أرى القبــائل فـي غـور وفـي نجـد مـــن عـــز بــز فســلاب ومســلوب
وكـل مـن ليـس فـي الأجيـاد ذا صرح عنــد الهزاهــز مــأكول ومشــروب
مـن لـم يكـن منهـم ذئبـا يخاف له بـــأس وبطــش وإلا غــاله الــذيب
وواهــل القـوم فيمـا بيـن أسـرته وبيـــن غيرهـــم لا شـــك مغلــوب
قومـوا قيامـا علـى أمشـاط أرجلكم ومـا قضـى اللـه مـن أمـر فمكتـوب
ما يحتوي الملك في الدنيا وزخرفها إلا امـرؤ فـي صـدور النـاس مهيـوب
إنـا لنعلـم مـا بـالأمس كـان لنـا ومــا يكــون غــدا عنــا فمحجـوب
وكــل خيــر مضــى أو نــاله سـلف للمـرء فـي اللـوح عند الله محسوب
كونـوا كرامـا وذودوا عـن عشيرتكم وجالــدوا دونهـا مـا حنـت النيـب
وشـيدوا المجـد مـا مد الزمان بكم فـــإنه علـــم للملـــك منصـــوب
ذو الجـود يلقى العلا في غير معشره وذو الضــنانة فــي حييــه منكـوب
تلقـى الكريـم شـجاعا فـي مسـالكه والبخــل صــاحبه حيــران مرعــوب
هاتــا وصـاتي وفيمـا تبتلـون بـه مـن الزمـان بكـم بعـدي التجـاريب
عمرو بن لحي الخزاعي
1 قصيدة
1 ديوان

عمرُو بنُ لُحَيّ الخُزاعيّ، جدٌّ كبيرٌ من أجداد قبيلة خُزاعة، وهو الّذي غلب على مكة وأخرج منها جُرهُماً وتولّى سدانتها، وهو أوّل من غير دين إسماعيل عليه السلام، ودعا العرب إلى عبادة الأوثان، وكان قد ذهب إلى الشام في بعض أموره، ودخل أرض مآب من البلقاء في وادي الأردن، فوجد أهلها يعبدون الأصنام فأعجب بها، وأخذ عدداً منها فنصبها بمكة ودعا الناس إلى عبادتها وتعظيمها والاستشفاء بها، فكان أول من فعل ذلك من العرب. وكان عمرو سيدا شريفا مطاعا، وذكر ابن الكلبي أنه كان له رَئِيُّ من الجن كان يكنى أبا ثمامة، طلب إليه أن يدعو العرب إلى عبادة الأصنام ففعل، ودعا العرب إلى عبادتها قاطبة. ذكره أبو حاتم في المعمرين، وقال: إنه عاش ثلاثمئة سنة وأربعين، فكثر ماله وولده حتى بلغ من كان يقاتل معه من ولده ألف مقاتل. وقيل: أنه فقأ أعين عشرين فحلا، وكانت العرب تفقأ عين الفحل إذا بلغت الإبل ألفا، فإذا بلغت ألفين فقؤوا العين الأخرى.