موسم انتحار
( مُهداةٌ إلى خليل حاوي , عبد الله بُوخالفة , إرنست همنغواي )
سطيف في : 05 أوت 2017 م
موسم انتحار
( مُهداةٌ إلى خليل حاوي , عبد الله بُوخالفة , إرنست همنغواي )
سطيف في : 05 أوت 2017 م
لا قلبَ في جنب الوجود يُحبُّنِي | |
هذي البدايةُ والنهايةُ في الكلامْ | |
لا حُضنَ صارَ يضمُّنِي | |
لا حلّ لي غيرُ الهروب إلى السّماءْ | |
لا شيء يدفعني هنا نحو البَقَاءْ | |
أينَ الذينَ نُحِبُّهُم ؟! | |
من أنتَ ، أنتِ ؟! | |
و تلك ؟! ذلكَ | |
هُمْ و هنَّ ؟! | |
و من أنَا ؟! | |
كلُّ القلوب تقلَّبَتْ عند الزحامْ | |
كل الوجوهِ تجَهّمَتْ | |
ما عُدتُ أعرِفُ أيَّ وجهٍ بَينَنَا | |
لا أنت أنتَ .. | |
و لا همُ من كُنتُ أعرفُهمْ بوقتٍ قد مضى | |
و أنا كذلكَ مِثلهم محضُ اضطرامْ | |
ما عدتُ من قدْ كانَ بالأمسِ (أنَا) | |
كلّ الوجوهِ تبدّلتْ | |
و تبدّدت وتجدّدتْ | |
و تشتّتْ تحت اللثامْ | |
أينَ ابتسامةُ جدّتِي | |
و حكايةُ (الغول) التي كانت تُلملمُ جمعنا ؟! | |
أينَ المغازِلُ ؟و السنابلُ ، و المناجِلُ | |
و الجداولُ ، و البلابلُ ، أينَها ؟! | |
ما زلتُ أسألُ ، أينَ ذاكَ | |
و أينَ تِلكَ ، و أينَنَا ؟! | |
بعنا الأملْ | |
بعنا ابتِساماتِ الصِّغَارْ | |
بِعنَا الطفولةَ و البراءَةَ و المُنى | |
بِعنا مطامحنا فحلّ بنا الدِمارْ | |
أين الذينَ الأمس كانت تزدهي بضجيجهم هذي الدِّيار؟ | |
الآن لا أحدٌ معي | |
و جميعُ من كانوا هُنا ذهبُوا | |
وبقيتُ وحدِي | |
لاحبيبَ، ولاصديقَ،ولامُرِيدْ | |
أينما ولّيتُ وجهي لا أرى إلا السَوادَ | |
كأنّني نجمٌ شَرِيدْ | |
أضنانِيَ الألمُ الشدِّيدْ | |
و أذابَني حُزنٌ كمَا بالنَّارِ ينماعُ الجَلِيدْ | |
ما عادَ لي صبرٌ يُشابهُ صبرَ أيُّوبٍ و يُوسُفَ ، | |
لستُ أحتملُ المَزِيدْ | |
ما عاد قلبِي قاسِيًا أو قادِرًا يقوى على جُرحٍ جَدِيِدْ | |
فالإنتِحارُ هو القرارْ | |
إنَّهُ الحلُّ الوحيدْ |