مَغاني الّلوَى من شخصِكِ اليومَ أطلالُ

القصيدة من مشهور شعر أبي العلاء وفيها بيت النادرة التي حكاها ابن الجوزي في كتابه الأذكياء أن رجلا من طلبة العلم قعد على جسر بغداد يتنزه فأقبلت امرأة بارعة في الجمال من جهة الرصافة إلى الجانب الغربي فاستقبلها شاب فقال لها رحم الله علي بن الجهم فقالت المرأة رحم الله أبا العلاء المعري وما وقفا بل سار مشرقا ومغربا قال الرجل فتبعت المرأة وقلت والله إن لم تقولي لي ما أراد بابن الجهم فضحكت، قالت: أراد به قوله:

عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

وعنيت أنا بأبي العلاء قوله:

الأبيات 51
مَغاني الّلوَى من شخصِكِ اليومَ أطلالُ وفـي النـومِ مَغْنىً مِن خيالِكِ مِحْلال
مَعانِيــكِ شــَتّى والعبـارَةُ واحِـدٌ فطَرْفُــكِ مُغْتــالٌ وزَنْــدُكِ مُغْتـال
وأبغضـْتُ فيـكِ النّخْلَ والنخلُ يانعٌ وأعْجَبَنـي مِـن حُبّـكِ الطلْحُ والضّال
وأهـوَى لجَـرّاكِ السـّماوَةَ والقَطـا ولــو أنّ صــِنْفَيْهِ وُشــاةٌ وعُـذّال
حملْـتِ مـن الشـامَينِ أطْيَـبَ جُرْعـةٍ وأنْزَرَهَــا والقَـومُ بـالقَفْرِ ضـُلاّل
يلُــوذُ بأقطـارِ الزّجاجـةِ بَعْـدَما أُرِيقَتْ لِما أهْدَيتِ في الكُثرِ أمثال
فسـَقْياً لكـاسٍ مِـنْ فـمٍ مِثـلِ خاتِمٍ مـن الـدُّرِّ لـم يَهْمُمْ بتقبيله خال
صــَحِبْتِ كَرانــا والرّكـابُ سـَفائِنٌ كعــادِكِ فِينـا والركـائِبُ أجْمـال
أَعُمْـتِ إلينـا أمْ فِعـالَ ابنِ مَرْيمٍ فعَلْـتِ وهـلْ يُعْطـى النُبـوّةَ مِكْسالُ
كــأنّ الخُزامــى جمّعَـتْ لـكِ حُلّـةً عليكِ بها في اللونِ والطّيبِ سِرْبال
عجِبْــتُ وقـد جُـزْتِ الصـَّراةَ رِفِلّـةً ومـا خَضـِلَتْ ممـا تَسـَرْبلْتِ أذْيـال
مـتى يَنْـزِل الحَـيُّ الكِلابـيُّ بالِساً يُحيِّيــكِ عنّــي ظــاعِنونَ وقُفّــال
تَحِيَّــة وُدٍّ مــا الفُــراتُ ومـاؤهُ بأعــذَبَ منهـا وهـو أزرَقُ سَلْسـال
فـإنْ زَعَمـوا أنّ الهَجِيـرَ اسْتَشَفّهُمْ إليهـا فمِنْهـا في المَزايِدِ أسْمال
أتَعلَـمُ ذاتُ القُـرْطِ والشـَّنْفِ أنّني يُشــَنِّفُني بــالزّأرِ أغْلَـبُ رِئْبـال
فيـا دارَهَـا بـالحَزْنِ إنّ مَزارَهـا قرِيــبٌ ولكــنْ دونَ ذلــكَ أهْـوال
إذا نحْـنُ أهْلَلْنـا بنُؤيِـكِ سـاءنا فهَلاّ بِــــوَجْهِ المالِكِيّــــةِ إهْلال
تُصـَاحِبُ فـي البيْداءِ ذِئْباً وذابِلا كِلا صـَاحِبيْها فـي التَّنُوفـةِ عَسـّالُ
إذا أغْـرَبَ الرُّعْيـانُ عنها سَوامَها أُرِيـحَ عليهـا الليـلَ هَيْـقٌ وَذَيّال
تُسـيءُ بنـا يَقْظـى فأمّـا إذا سَرَتْ رُقــاداً فإحسـانٌ إلينـا وإجْمـال
بكَـتْ فكـأن العِقْـدَ نـادى فريـدَه هَلُـمَّ لعَقْـدِ الحِلْـفِ قُلْـبٌ وخَلْخـال
وهـل يَحْـزُنُ الـدَّمْعَ الغرِيبَ قُدومُهُ علـى قَـدَمٍ كـادتْ مِن اللّينِ تَنْهال
تَحَلّـى النَّقـا دُرَّيْـن دَمْعاً ولُؤلُؤا وَوَلّـتْ أصـِيلاً وهْـي كالشـمسِ مِعْطال
بأشــْنَبَ مِعْطــارِ الغَريـزَةِ مُقْسـِمٌ لســـائفِه أنّ القَســِيمَةَ مِتْفــال
فلا أخلَـفَ الـدمْعَ الذي فاضَ شأنُها دُعـاءً لهـا بـل أخْلَـفَ النَّظْمَ لأآل
وغَنّـتْ لنـا فـي دارِ سـابُورَ قَيْنَةٌ مِـن الـوُرْقِ مِطـرابُ الأصَائلِ ميهال
رأتْ زَهَــراً غضــّاً فهـاجَتْ بمِزْهَـرٍ مَثــانِيهِ أحْشــاءٌ لَطُفْـنَ وأوْصـال
فقُلــت تَغَنّــي كيـفَ شـِئْتِ فإنمـا غِنـاؤكِ عِنـدي يـا حَمامَـةُ إعْـوال
وتَحْســُدُكِ البِيــضُ الحَـوالي قلادَةً بجيـدِكِ فيها مِن شَذا المِسْكِ تِمْثال
ظلَمْـنَ وبَيْـتِ اللِـه كـمْ مِـنْ قلائدٍ تُؤازِرُهــا ســُورٌ لهُــنّ وأحْجــال
فـآلَيْتُ مـا تَدْري الحَمائمُ بالضّحى أأطــواقُ حُسـْنٍ تلـكَ أم هُـنّ أغلال
بــدَتْ حَيَّـةٌ قَصـْراً فقلـتُ لصـاحبي حيـاةٌ وشـَرٌّ بِئْسَ مـا زَعَـمَ الفـال
أتُبْصــِرُ نــاراً أُوقِــدَتْ لخُوًيْلِـدٍ ودونَ ســَناها للنجــائبِ إرْقــال
وأقْتـالُ حَـرْبٍ يُفْقَـدُ السـّلْمُ فيهِمُ علـى غيرِهـمْ أمْضَى القَضاء واقْتال
وعَــرضُ فَلاةٍ يُحـرِمُ السـيْفُ وَسـْطَها ألا إنّ إحْـــرامَ الصـــّوارِمِ إحْلال
إذا قُــدِحَتْ فالمَشــْرَفيّ زِنادُهــا وإن هــيَ حُشـّتْ فالعوامِـلُ أجـذال
تمَنّيْــتُ أنّ الخَمْــرَ حَلّـتْ لنَشـْوَةٍ تُجَهّلُنـي كيـفَ اطمَـأنّتْ بـيَ الحال
فأَذْهَـلُ أنّـي بـالعِراقِ علـى شـَفا رزِيَّ الأمــاني لا أنِيــسٌ ولا مــال
مُقِــلٌّ مــن الأهْلَيـن يُسـْرٍ وأُسـْرَةٍ كَفــى حَزَنــاً بَيْــنٌ مُشــِتٌّ وإقْلال
طـوَيْتُ الصـّبَى طَـيَّ السـجِلّ وزارَني زَمـانٌ لـه بالشـيْبِ حُكْـمٌ وإسـجال
مـتى سـألَتْ بَغـدادُ عنّـي وأهْلُهـا فــإنّيَ عـن أهـلِ العَواصـِمِ سـَأآل
إذا جَــنّ ليْلــي جُـنّ لُبّـي وزائِدٌ خُفُــوقُ فُــؤادي كلَّمــا خَفَـقَ الآل
ومــاءُ بلادي كــان أنْجَـعَ مَشـْرَباً ولـو أنّ مـاءَ الكَرْخِ صَهْباءُ جِرْيال
حُـروفُ سـُرًى جـاءتْ لمعْنًـى أرَدتُـه بَرَتْنِــيَ أســْماءٌ لهُــنّ وأفْعــال
يُحـاذِرْنَ مِـن لـدغِ الأزِمّةِ لا اهتَدى مُخَبِّرُهــــا أنّ الأزِمّـــةَ أصـــْلال
فيـا وَطَنـي إنْ فـاتَني بـكَ سـابِقٌ مـن الـدهرِ فليَنْعِمْ لساكِنِك البال
فـإنْ أسـْتَطِعْ في الحَشْرِ آتِكَ زائرا وهَيْهـاتَ لـي يـوْمَ القِيامَةِ أشْغال
وكـم ماجِـدٍ فـي سِيفِ دِجْلَةَ لم أشِمْ لـه بارِقـاً والمَـرْءُ كالمُزْنِ هَطّال
مـن الغُـرّ تَـرّاكُ الهَـواجِرِ مُعْـرِضٌ عـن الجَهـلِ قـذّافُ الجواهِرِ مِفضَال
سـيَطْلُبُني رِزْقـي الـذي لـو طَلَبْتُهُ لمَـا زادَ والـدنْيا حُظـوظٌ وإقْبال
إذا صـَدَقَ الجَدُّ افترَى العَمُّ للفتى مكـارِمَ لا تُكـري وإنْ كـذَبَ الخـال
أَبو العَلاء المَعَرِي
1788 قصيدة
6 ديوان

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.

وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).

1057م-
449هـ-

قصائد أخرى لأَبو العَلاء المَعَرِي

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت ذكره العبدري في رحلته أثناء حديثه عن الحجون بمكة قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت أورده ابن بسام في الذخيرة في ترجمة الحصري صاحب يا ليل الصب ولا وجود له في دواوين أبي العلاء التي وصلتنا قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: ومن إلزاماته للنصارى: (ثم أورد الأبيات) ونسبها ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور" إلى عبد العزيز الديريني (انظر ديوانه في الموسوعة) قال: وقد أجاد الشيخ عبدالعزيز الديريني

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: