كفى بشحوب اوجهنا دليلا

القصيدة في الرد على قصيدة ابن فورجه ( ابي علي النهاوندي ) في مدحه، وهو والد صاحب "التجني على ابن جني" وكان قد التقى أبا العلاء في بغداد 400هـ وتبادلا المديح، فمدحه ابن فورجه بقصيدته اللامية التي اولها (ألا قامت تجاذبني عناني = وتسالني بعرصتها مقيلا) فأجابه أبو العلاء بهذه القصيدة

وفيها قوله:

كلفنا بالعراق ونحن شرخ       فلم نلمم به إلا كهولا

الأبيات 38
كفــى بشـحوب اوجهنـا دليلا علـى إزماعنـا عنـك الرحيلا
أبـت صـنفا النواعب من نياقٍ وطيــرٍ أن نقيــم وأن نقيلا
تأملنـا الزمـان فمـا وجدنا إلـى طيـب الحيـاة به سبيلا
ذر الـدنيا إذا لم تحظ منها وكـن فيهـا كـثيراً أو قليلا
وأصـبح واحـد الرّجليـن إمـا مليكـاً في المعاشر أو أبيلا
ولو جرت النباهة في طريق ال خمـول إلـيَ لاخـترت الخمـولا
يُصـَرّدُ زاجـر الصـردان جبنـاً ويوصـل حبـل من وصل الحبولا
وتقتــل أم ليلــى أم عمـرٍو لمــن يغـدو سـميتها قـتيلا
أرى الحيـوان مشتبه السجايا كــأن جميعـه عـدم العقـولا
نسـيت أبـي كمـا نسيت ركابي وتلـك الخيـل أعوج والجديلا
كـأن جيادنـا في الدار أسرى ســكوتاً لا وجيــف ولا صـهيلا
حجــولُ قيونِهـا كحجـول قيـنٍ أجـاد مـن الحديد لها كبولا
فمــا تـدري أخلخـالاً مشـوفاً يقـل الرسـغُ أم قيـداً ثقيلا
يفجعنـا ابـن دأية بابن انسٍ نفــارقه فلا تبــعَ الحمـولا
وقلــده الرّمــاةُ بــأرجوانٍ وعــاد شـبابه رحضـاً غسـيلا
كلفنـا بـالعراق ونحـن شـرخ فلــم نلمــم بـه إلا كهـولا
وشــارفنا فــراق أبـي علـيٍّ فكــان أعــز داهيـةٍ نـزولا
ســقاه اللـه أبلـج فارسـياً أبـت أنـوار سـؤدده الأفـولا
يعــد الثـوب زغفـاً سـابرياً ويرضـى الخـل هنـدياً صـقيلا
كــأن أراقمـاً نفثـت سـماماً عليــه فعــاد مبيضـاً نحيلا
ومـن تعلـق بـه حمـة الأفاعي يعــش إن فــاته أجـل عليلا
كــأن فرنــده واليـوم حمـت أفــاض بصــفحه سـجلاً سـجيلا
تــردد مــاؤه علـواً وسـفلاً وهــمّ فمـا تمكّـن أن يسـيلا
أجـاد المـالكي بـه احتفاظاً فلـم يطق السروب ولا الهمولا
إذا مـا كـالئ الأضـغان يوماً رآه رعــــى بـــه كلأً وبيلا
يكـاد سـناه يحـرق مـن فراه ويغـرق مـن نجـا منـه كلولا
فـذلك شـبه عزمك يا ابن حمدٍ ولكـــن لا نبــو ولا فلــولا
لشــرّفت القـوافيَ والمعـاني بلفظـــك والأخلــة والخليلا
إذا المنهوك فهت به انتصارا لـه مـن غيـره فَضـَلَ الطويلا
وأنــت فكـاك دائرتـي قريـضٍ وهندسـةٍ حللـت بهـا الشكولا
كملـت فزد على النعمان ملكاً مزيـدك عـن أخـي ذبيان قيلا
وقـد كافـأت عـن شـعرٍ بشـعرٍ ولكـن حـاز مـن بدأ الجميلا
بهـرت ويـوم عمـرك فـي شروقٍ فـدام ضـحًى ولا بلـغ الأصـيلا
وردنـا مـاء دجلـة خيـر ماءٍ وزرنـا أشـرف الشجر النخيلا
وزُلنـا بالغليل وما اشتفينا وغايــة كـل شـيء أن يـزولا
ولو لم ألق غيرك في اغترابي لكـان لقـاؤك الحـظ الجزيلا
سـتحمل ناجيـات العيـس منـي صـديقاً عـن ودادك لـن يحولا
يؤمـل فيـك إسـعاف الليـالي وينتظـر العـواقب أن تـديلا
أَبو العَلاء المَعَرِي
1788 قصيدة
6 ديوان

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.

وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).

1057م-
449هـ-

قصائد أخرى لأَبو العَلاء المَعَرِي

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت ذكره العبدري في رحلته أثناء حديثه عن الحجون بمكة قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت أورده ابن بسام في الذخيرة في ترجمة الحصري صاحب يا ليل الصب ولا وجود له في دواوين أبي العلاء التي وصلتنا قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: ومن إلزاماته للنصارى: (ثم أورد الأبيات) ونسبها ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور" إلى عبد العزيز الديريني (انظر ديوانه في الموسوعة) قال: وقد أجاد الشيخ عبدالعزيز الديريني

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: