سَمِعْتُ نَعِيّها صَمِّي صَمَامِ

  

أبو العلاء يرثي أمه) 

وقال يرثي والدته وكانت قد توفيت قبل قدومه من العراق، والقصيدة في سقط الزند (ص 97) وتقع في 64 بيتا  

الأبيات 64
ســَمِعْتُ نَعِيّهــا صــَمِّي صـَمَامِ وإنْ قــالَ العَـوَاذِلُ لا هَمَـامِ
وأمَتْنــي إلــى الأجْــداثِ أُمٌّ يَعِــزّ عَلَـيّ أنْ سـارَتْ أمـامي
وأُكْبِــرُ أنْ يُرَثّيهــا لِسـاني بلَفْــظٍ ســالِكٍ طُـرُقَ الطّعـامِ
يُقــالُ فَيَهْتِـمُ الأنْيـابَ قَـوْلٌ يُباشـــِرُها بأنْبَــاءٍ عِظَــامِ
كــأنّ نَواجِــذي رُدِيَـتْ بصـَخْرٍ ولــم يَمْــرُرْ بهِـنَّ سـِوَى كلامِ
ومَـنْ لي أن أصُوغَ الشُّهْبَ شِعْراً فــأُلْبِسُ قَبْرَهَـا سـِمْطَيْ نِظـامِ
مَضـَتْ وقـد اكتَهَلـتُ فخِلتُ أنّي رَضـِيعٌ مـا بَلَغْـتُ مَدى الفِطامِ
فيـا رَكْـبَ المَنُـونِ أمَا رَسُولٌ يُبَلّــغُ رُوحَهــا أرَجَ الســّلامِ
ذَكِيّــاً يُصـْحَبُ الكـافُورُ مِنْـهُ بِمِثْـلِ المِسـْكِ مَفضـُوضَ الخِتامِ
ألا نَبِّهْنَنـــي قُيْنَـــاتِ بَــثٍّ بَشـَمْنَ غَضـىً فمِلْـنَ إلـى بَشامِ
وَحَمّــاءَ العِلاطِ يَضــيقُ فُوهَـا بما في الصّدرِ من صِفَةِ الغَرامِ
تَـداعَى مُصـْعِداً في الجيدِ وَجْدٌ فغـالَ الطَـوْقَ منهـا بانْفِصَامِ
أشـاعَتْ قِيلَهـا وبكَـتْ أخاهَـا فأضـْحتْ وهْـيَ خنْسـاءُ الحَمـامِ
شــَجَتْكَ بظَـاهِرٍ كقَريـضِ ليْلـى وبــاطِنُهُ عَــوِيصُ أبـي حِـزامِ
سـألتِ مَتَـى اللّقاء فقيل حتى يَقُـومَ الهامِـدُونَ مِـنَ الرِّجامِ
ولـو حَـدّوا الفِراقَ بعُمْرِ نَسْرٍ طَفِقْــتُ أعُـدّ أعْمَـارَ السـِّمامِ
فلَيْـتَ أذِيـنَ يَوْم الحَشْرِ نادى فأجْهَشـَتِ الرِّمـامُ إلى الرّمامِ
ونَحْـنُ السـَّفْرُ فـي عُمْـرٍ كمَرْتٍ تَصــَافَنَ أهْلُـه جُـرُعَ الحِمـامِ
فصـــَرَّفَني فَغَيّرَنـــي زَمَــانٌ ســـيُعْقِبُني بِحَــذْفٍ وادّغــامِ
ولا يُشــْوي حِسـابَ الـدّهْرِ وَرْدٌ لـه وِرْدٌ مِـنَ الـدّمِ كالمُـدامِ
يُعَنّيــهِ البَعُــوضُ بكُـلّ غـابٍ فَريــشٍ بالجَمــاجِمِ واللِّمـامِ
بَـدَا فَـدَعا الفَـرَاشَ بناظِرَيْهِ كمــا تَــدْعوهُ مُوقِــدَتَا ظَلامِ
بنَـارَيّ قـادِحَيْنِ قـد اسـْتَظَلاّ إلـى صـَرْحَيْنِ أوْ قَـدَحَيْ مُـدامِ
كـأنّ اللّحْـظَ يَصـْدُرُ عـن سُهَيْلٍ وآخَــرَ مِثْلِـهِ ذاكـي الضـّرَامِ
تَطُـوفُ بأرضـِهِ الأُسـْدُ العَوادي طَـوَافَ الجَيْـشَ بالملكِ الهُمامِ
وقــالَ لِعِرْســِهِ بِينـي ثَلاثـاً فمـا لَكِ في العَرِينَةِ مِنْ مُقامِ
وقـد وطِـئَ الحَصـى ببَني بُدورٍ صـِغارٍ مـا قَرُبْـنَ مـن التّمامِ
أمُحْتَــذِيَ الأهِلّــةِ غَيْـرَ زَهْـوٍ سـَلَبْتَ مِـن الحُلِـيّ شـهورَ عامِ
ولا مُبْــقٍ إذا يســعى صـُدُوعاً غَـوَائِرَ فـي الـدّكادِكِ والإكامِ
حُبــابٌ تَحْسـَبُ النَّفَيَـانَ منـه حَبَابـاً طـارَ عـن جنَبَـات جامِ
تَطَلَّـعَ مـن جِـدارِ الكاسِ كَيْما يُحَيّـيَ أوْجُـهَ الشـَّرْبِ الكِـرامِ
يَهُـمّ شـَمَامُ أنْ يُـدْعَى كَثيبـاً إذا نَفَـثَ السـَّمَامَ علـى شَمَامِ
مَشـَى للـوَجْهِ مُجْتَابـاً قَمِيصـاً كلامَـــةِ فـــارِسٍ يُرْمَــى بلامِ
كــدِرْعِ أُحَيْحَـة الأوْسـيّ طـالتْ عليـه فهْـيَ تُسـْحَبُ في الرَّغامِ
نَســِيبُ مَعاشـِرٍ وُلِـدَتْ عليهِـمْ دُرُوعُهــمُ فصــارتْ كــاللِّزامِ
كـدَعْوَى مُسـْلِمٍ ليَزيدَ حَمْل السْ سـَوابغِ فـي التّغـاوُرِ والسلامِ
وتُلقــى عنهُــمُ لكَمـالِ حَـوْلٍ كثِيـراتِ الخُـرُوقِ مِـنَ السِّمامِ
علـى أرْجائِهـا نُقَـطُ المَنايا مُلَمَّعَــةً بهــا تَلْيمــعَ شـامِ
إلـى مَـن جُبْـتُ والحِدْثانُ طاوٍ قبــائلَ عــامرٍ لا كُنْـتَ عـامِ
وقد ألِفوا القَنا فغدَتْ عليهِمْ رِمــاحُهمُ أخَــفّ مـنَ السـّهامِ
كـأنّ بَنَانَـةً فـي الكـفّ زِيدَتْ قنــاةٌ غيـرُ جاذِيَـةِ القَـوَامِ
وتَبْيَــضّ البلادُ إذا أراحــوا بمــا نَضــَحَتْه أخْلافُ السـَّوامِ
ولَيْلاً تُلْحِــقُ الأهْــوالُ فيــه بفَــوْدِ الشـّيْخِ ناصـِيَةَ الغُلامِ
إذا سـَئمُوا الرّحـالَ فكُـلّ غِرّ يَــرَى صـَرَعَاتِه خُلَـسَ اغْتِنـامِ
كــأنّ جُفــونَهُ عُقِـدتْ برَضـْوَى فمـا يُرْفَعْـنَ مِـنْ سُكْرِ المَنامِ
لـو أنّ حَصَى المُناخِ مُدىً حِدادٌ أزَارَتْهـا النّحُـورَ مِـنَ السّآمِ
وجــازَ إلــيَّ أبـرادي هَجيـرٌ يَجـوزُ من القِرابِ إلى الحُسامِ
يَـرُدّ مَعَـاطِسَ الفِتْيـانِ سـُفْعاً وإنْ ثُنِـيَ اللّثامُ على اللّثامِ
إذا الحِرْبـاءُ أظْهَرَ دينَ كِسْرَى فصـَلّى والنّهـارُ أخُـو الصّيامِ
وأذّنَـتِ الجَنـادِبُ فـي ضـُحاها أذَانــاً غيـرَ مُنْتَظَـرِ الإمـامِ
وغــاضَ مِياهُنــا إلاّ فِرِنْــداً إذا نَكَـزَ المَـوارِدُ جاشَ طامي
فــأفْلَتَ ســالِماً إلاّ بَقَايــا علـى أثْرَيْـةِ مِـنْ أَثَرِ القَتامِ
لـه ثِقَـلُ الحَـدائدِ فهْـوَ رَاسٍ وإصــْعادُ التّلَهّـبِ فهْـو نـامِ
كـأنّ الضـّبّ كـان لـه سـُجَيْراً فحــالَفَهُ علــى فَقْــدِ الأُوَامِ
أقَــلَّ عَمُــودُهُ شــَهْرَيْ رَبيـعٍ وقَيْظـاً للمَنِيـةِ فـي احْتِـدَامِ
خِضــَمٌّ لُجُّــهُ ســِيفُ الرّزايـا وصـَفْحَتُه مـنَ المَـوْتِ الـزّؤامِ
وشــَفْرَتُه حَــذامِ فلا ارْتِيـابٌ بـأنّ القَـوْلَ مـا قـالتْ حَذامِ
تَـوَارَثَهُ بَنُـو سـَامِ بْـنِ نُـوحٍ ثَقِيــلَ الغِمْـدِ مِـنْ دُرٍّ وَسـَامِ
ولـوْ أنّ النّخِيـلَ شـَكِيرُ جِسمي ثَنَــاهُ حَمْـلُ أنْعُمِـكِ الجِسـامِ
كَفــاني رِيُّهــا مِــنْ كُـلّ رِيّ إلـى أن كِدْتُ أُحْسَبُ في النّعامِ
وكـمْ لـكِ مِنْ أبٍ وَسَمَ اللّيالي علــى جَبَهَاتِهـا سـِمَةَ اللئامِ
مَضـــَى وتَعَــرُّفُ الأعْلامِ فيــهِ غَنِــيَّ الوَســْمِ عـن ألِـفٍ ولامِ
سـقَتْكِ الغاديـاتُ فمـا جَهَـامٌ أطَــلّ علــى محَلّـكِ بالجَهـامِ
وقَطْـرٌ كالبِحـارِ فلسـْتُ أرْضـَى بقَطْـرٍ صـابَ مِـن خَلَـلِ الغَمامِ
أَبو العَلاء المَعَرِي
1788 قصيدة
6 ديوان

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.

وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).

1057م-
449هـ-

قصائد أخرى لأَبو العَلاء المَعَرِي

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت ذكره العبدري في رحلته أثناء حديثه عن الحجون بمكة قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت أورده ابن بسام في الذخيرة في ترجمة الحصري صاحب يا ليل الصب ولا وجود له في دواوين أبي العلاء التي وصلتنا قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: ومن إلزاماته للنصارى: (ثم أورد الأبيات) ونسبها ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور" إلى عبد العزيز الديريني (انظر ديوانه في الموسوعة) قال: وقد أجاد الشيخ عبدالعزيز الديريني

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: