البيتان من شعر ابن حبيب في طبقات الشافعية لابن قاضي شهبه في ترجمة الفخر المصري وهو محمد بن علي بن إبراهيم بن عبد الكريم، الإمام العالم العلامة فقيه الشام وشيخها ومفتيها، القاضي فخر الدين أبو الفضائل وأبو المعالي بن الكاتب تاج الدين المصري الأصل، الدمشقي، المعروف بالفخر المصري. ولد بالقاهرة سنة اثنتين- وقيل إحدى- وتسعين وستمائة
وأخرج إلى دمشق وهو صغير، وسمع الحديث فيها وبغيرها. وتفقه على المشايخ برهان الدين الفزاري وكمال الدين بن قاضي شهبة وصدر الدين بن الوكيل وكمال الدين بن الزملكاني. وتخرج عليه في فنون العلم، وأذن له بالإفتاء في سنة خمس عشرة. وأخذ الأصول عن الصفي الهندي والنحو عن مجد الدين التونسي ونجم الدين القحقازي وأثير الدين أبي حيان، وقرأ المنطق على رضي الدين المنطقي والشيخ علاء الدين القونوي، وحفظ كتباً كثيرة، وحفظ مختصر ابن الحاجب في تسعة عشر يوماً. وكان يحفظ في المنتقى كل يوم خمسمائة سطر. ويقال: إن الشيخ برهان الدين بن الفركاح أذن له في الإفتاء وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. وناب في القضاء مدة عن الجلال القزويني والقونوي ثم ترك ذلك في سنة تسع وعشرين، وتفرغ للعلم وتصدر للأشغال والفتوى. وصار هو الإمام المشار إليه والمعول في الفتاوى عليه، ودرس في العادلية الصدرى، والدولعية والرواحية. وحج مراراً وجاور في بعضها وتعانى التجارة وحصل له منها نعمة طائلة، وحصل له نكبة في آخر أيام تنكز، وصودر، وأخرجت عنه العادلية والدولعية، ثم بعد موت تنكز استعادها. ذكره الذهبي في المعجم المختص وقال: تفقه وبرع، وطلب الحديث بنفسه، ومحاسنه جمة، وكان من أذكياء زمانه، وترك نيابة الحكم وتصدى للأشغال والإفادة، وحدث. وأوذي فصبر، ثم جاور وتلا بالسبع. قال السبكي: برع، واشتهر بمعرفة المذهب وبعد صيته، وأفتى، وناظر، وشغل الناس بالعلم مدة مديدة. وكان من أذكياء العالم. وقال الصلاح الكتبي: أعجوبة الزمان. كان ابن الزملكاني معجباً به وبذهنه الوقاد، يشير إليه في المحافل، وينوه بذكره، ويثنى عليه. وقال الحافظ شهاب الدين بن حجى: وكان قد صار عين الشافعية في الشام، فلما جاء السبكي أطفأه. قال: وسمعت شيخنا ابن كثير يقول: إنه سمعه يقول: منذ عقلت العلم لم أصل صلاة إلا واطمأننت فيها، ولا توضأت وضوء إلا استكملت مسح رأسي. توفي في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، ودفن في مقابر باب الصغير قبلي قبة القلندرية. وقال فيه الأديب بدر الدين بن حبيب: