أأكتم وجدي أو أهدئ إحساسي

القصيدة في الديوان باب الأحداث الوطنية بعنوان:

لا أنسى

مأساة 8 ماي 1845 التي ذهب ضحيتها قرابة 45 ألف شهيد وطني لأنهم نادوا بحرية الجزائر عندما كان الحلفاء يحتفلون بالانتصار في الحرب الثانية 

الأبيات 32
أأكتــم وجـدي أو أهـدئ إحساسـي و (ثـامن مـاي) جرحـه ما له أسي
وأرقــب ممــن أحــدثوه ضــماده وهـم فـي جمـاح لـم يميلوا لإسلاس
تمـر الليـالي وهو يدمي فلم نجد له مرهما منهم سوى العنف والباس
إذا مـا رجونـا بـرأه ثـر دافقا بأحـداث سـوء وقعهـا مـؤلم قاسي
فيــا لجريــح ظــل ينكـأ جرحـه ويـؤذى بلا ذنـب علـى أعين الناس
ويــا لضـعيف فـي الشـعوب معـذب غـدا تحت نير الظلم منحني الراس
يضــج ويســتعدي بغيــر نتيجــة ويشـكو بلا جـدوى إلـى غيـر حساس
وينشـد (عهـدا) كـالرحيق أمـامه ترقـرق مفـترا وأشـرق فـي الكأس
ولكنــه لــم يحــظ منـه برشـفة فمـا كـان غير (الأطلسي) له حاسي
وينعــي علـى المسـتعمرين دجنـة مـن الحكـم طـالت لا تضـاء بنبراس
رأى مـا دعـوا من رعيه محض خدعة فــأوجس منهــم خيفـة أي إيجـاس
فظــائع (مـاي) كـذبت كـل مزعـم لهــم ورمــت مـا روجـوه بـإفلاس
ديـار مـن السـكان تخلـى نكايـة وعســفا وأحيــاء تســاق لأرمـاس
وشـــيب وشــبان يســامون ذلــة بــأنواع مكــر لا تحــد بمقيـاس
وأحبــاس شــر أجمعــت سـجناؤها ومعتقلوهــا أنهــا شــر أحبـاس
ومعتقلات فـــي العــراء مبيــدة عليهــا لصــوص فـي ملابـس حـراس
وغيـد مـن الـبيض الحسـان أوانس تهــان علـى أيـدي أراذل أنكـاس
ويســلبن مــن حلــي لهـن مرصـع بكــل كريــم مـن جمـان وألمـاس
وينكبــن فــي عــرض لهـن مطهـر مصـون الحواشـي طيـب العرف كالآس
فيــا لـك مـن خطـب تعـذر وصـفه فلـم تجـر أقلام بـه فـوق أطـراس
ولا خيـر فـي عـد المظـالم وحدها إذا لـم نبـن عـن مرهفات وأتراس
سـئمنا مـن الشكوى إلى غير راحم وغيــر محــق لا يــدين بقســطاس
وقفـت أجيل الطرف في الأرض باحثا وأضـرب أخماسـي الجميـع بأسداسي
إذا بـي أرى فيهـا الضعيف يجيله شـراء وبيعـا فـي الورى كل نخاس
أرى الأرض زادت ظلمـة فـوق ظلمـة علـى أهلهـا واستوحشت بعد إيناس
أرى كــرة ترمـى إلـى شـر غايـة تبـارى عليهـا الأقويـاء بـأقواس
ومــا وعــدهم إلا ســراب بقيعـة ومــا عهــدهم إلا مـداد بقرطـاس
فيـا أيهـا المسـتعمرون تنزهـوا ولا تسـموا وجـه الحيـاة بأرجـاس
ألـم يكفكـم مـا مر من قتل أنفس ومـن كـم أفـواه ومـن خنق أنفاس
ولا تطمعـوا أن تسـتلينوا قلوبنا فتلــك قنــاة لا تليــن لجســاس
يـا أيهـا الشـعب المـروع لا تضق بـدنياك ذرعـا واطـرح خلق الياس
وقــل للـذي آذاك لا وصـل بيننـا وموعدنا العقبى فما أنا بالناسي
محمد العيد آل خليفة
44 قصيدة
1 ديوان
محمد العيد بن محمد علي بن خليفة من أشهر الشعراء الجزائريين الذين واكبوا الثورة التحررية والاستقلال، ويعد شعره مرآة لتلك الفترة من تاريخ الجزائر الحديث. لقبه الشيخ عبد الحميد بن باديس بأمير شعراء الجزائر، يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي: (رافق شعره النهضة الجزائرية في جميع مراحلها، وله في كل ناحية من نواحيها، وفي كل طور من أطوارها، وفي كل أثر من آثارها- القصائد الغر، والمقاطع الخالدة، فشعره- لو جمع- سجل صادق لهذه النهضة، وعرض رائع لأطوارها.)

ولد بعين البيضاء بولاية أم البواقي وسط عائلة محافظة متصوفة تنتمي إلى الطريقة التجانية تنحدر من بلدة كوينين من ولاية واد سوف. حفظ القرآن وبدأ تلقي علوم الدين على شيوخ بسكرة، ثم بجامع الزيتونة، وبعد ذلك على علماء الجزائر. درّس في عدة مدارس بمختلف ولايات الجزائر وتولى إدارتها خلال الحقبة الاستعمارية، كما أسهم في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931، ونشر شعره في جريدة البصائر لسان حال الجمعية وفي العديد من الجرائد الوطنية كجريدة الشهاب وصدى الصحراء ، وكان عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق. 

احتك بأعمدة الحركة الوطنية الإصلاحية مثل العلامة عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ محمد العقبي وكان لذلك أثر كبير على إنتاجه الشعري.

اعتقلته السلطات الفرنسية بعد اندلاع الثورة الكبرى بسبب شعره الإصلاحي الدعوي ومواقفه الوطنية، ثم وضع تحت الإقامة الجبرية ببسكرة إلى غاية الاستقلال.

بعد الاستقلال تفرغ الشاعر للعبادة وآثر الخلوة إلى أن وافته المنية بمستشفى باتنة سنة 1979م.

جمع ديوانه أول مرة تلميذه أحمد بوعدو سنة 1952 وعلق على قصائده الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وتمت طباعته ويحوي 6797 بيتا، تحت إشراف نجله أحمد طالب الإبراهيمي سنة 1967.

وتمت طباعة تكملة للديوان سنة 2003 لمحمد بن سمينة تحت عنوان العيديات المجهولة

بالتصرف عن محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته، تأليف أ/محمد ابن سمينة /ديوان المطبوعات الجامعية، ابن عكنون –الجزائر

 

1979م-
1399هـ-

قصائد أخرى لمحمد العيد آل خليفة

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

يقول الشاعر في إهداء الديوان:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

وفي خاتمة الديوان يشير إلى الفضل الذي يعود للأستاذ أحمد طالب الإبراهيمي نجل الشيخ البشير الإبراهيمي في طباعة الديوان، وكان حينها وزيرا للإعلام والثقافة، يقول:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

القصيدة في الديوان بعناون (أسطر الكون) ويفهم من البيت الرابع أنه كتبها وهو في العشرين من عمره