حمتك يد المولى وكنت بها أولى

القصيدة في الديوان باب الأحداث الوطنية

في حادثة محاولة اغتيال الشيخ عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة سنة 1926 من قبل أحد مريدي الطريقة العليوية الصوفية.

الأبيات 40
حمتـك يـد المـولى وكنـت بهـا أولـى فيـا لـك مـن شـيخ حمتـه يـد المولى
وأخطـــأك المــوت الــزؤام يقــوده إليـك امـرؤ أملـى لـه الغي ما أملى
فيــا لوضــيع النفــس كيـف تطـاولت بــه نفســه حــتى أســر لـك القتلا
ونالــك فــي جنــح الــدجى بهـراوة فأدمـاك بـل أدمـى الكرامـة والفضلا
وأدمـى الـبرور المحض والرفق والهدى وأدمـى الشـعور الغض والحذق والنبلا
وأهـــوى إلــى نصــل بكــف لئيمــة تجــرأ أن ينضــى بهـا ذلـك النصـلا
فأوســـعتها وهنــا وأوســعها قــوى وأجهـــدتها عقـــدا وأجهـــدها حلا
وكــادت يـد الجـاني المسـخر تعتلـي يـد الشـيخ لـولا اللـه أدركـه لـولا
فوافتــــك بالنصـــر العزيـــز طلائع مباركـــة تــترى مــن الملا الأعلــى
وحفــت بــروح القـدس شخصـك فـانثنت مصــيبتك الجلــى كرامتــك المثلــى
وغـــادرك الجــاني الشــقي موليــا وهـل يسـلم الجـاني الشـقي إذا ولـى
وإن أنــس لا أنــس الــذين تظـافروا علـى الفتـك بالجـاني فقلت لهم مهلا
أليـــس مــن الآيــات أنــك بيننــا تعامـل بالعـدل الـذي أغضـب العـدلا
وترضــى ولــو عمــن تــبرم بالرضـا وتسـلى ولـو عمـن أبـي منـك أن تسلى
وتحفـــظ حــتى مــن أراد بــك الأذى وتنصــر حــتى مـن أراد لـك الخـذلا
لـك اللـه مـن داع إلـى الله لم يثق بغيــر كتـاب اللـه والسـنة الفضـلى
سـعى لبنـي الإسـلام بـالخير مـا سـعى فأبلى- رعاه الله- في الخير ما أبلى
ولــم يلبــث الأشــرار حـتى تـآمروا عليــه فلــم يـألوه مـن شـرهم خبلا
أرادوا بــه الفتــك الـذريع شـماتة ومــا كـان للفتـك المـراد بـه أهلا
فهـل كـان هـذا شـأن من يدعي التقى؟ وهـل كـان هـذا شـأن من يدعي الوصلا
أمــا كــان إزهــاق النفـوس محرمـا علـى القـوم أم ظنوا النفوس لهم حلا
إذا كنتــم يــا قــوم بـالحق قـادة فــأدلوا ببرهــان إليـه كمـا أدلـى
تنحلتـــم يـــا قــوم فعــل محمــد ومــا فيكــم مــن كـان يشـبهه فعلا
وحملتـــم يـــا قــوم هــدي محمــد مــن الزيـغ أقـوالا ينـوء بهـا حملا
فصـــورتم الإســلام كالليــل قاتمــا مـن الزيـغ والإسـلام كالصـبح أو أجلى
فــوا عظــم صــبري أيـن عهـد محمـد تــراه يتيــح اللــه رجعتــه أم لا
ووا عظــم صــبري أيــن عهـد صـحابة أقــاموا هـدى القـرآن بينهـم فصـلا
تعـال (أبـا حفصـ) تـر العـدل ذاهبا كمـا شـاعت الـدنيا تـر الظلم محتلا
تــر الغــي مرفـوع المعـالم محكمـا تــر الرشــد مـدفوع المعـالم مختلا
تغيـــرت الآثـــار بعـــدك وانطــوت رسـوم الهـدى واخلولق الدين أن يبلى
وجــاء علــى الإســلام بعــدك معشــر تعـدوا حمـى الإسـلام وافـترقوا سـبلا
فلــم يحفظــوا للــه حصـنا ولا حمـى ولـم يرقبـوا فـي اللـه عهدا ولا إلا
غــرار لهـم فـي الحـق دعـوى عريضـة وإن سـمعوا الحـق اسـتخفوا بـه جهلا
فهــل كـان ديـن الحـق ديـن جهالـة؟ وهـــل كــان أهلــوه زعانفــة غفلا؟
فـدم يا "ابن باديس " كما كنت راشدا فـإني رأيـت الرشـد يستأصـل الـدجلا
وخــذ بيميــن الحــق تعــل عليهــم فــإني رأيــت الحـق يعلـو ولا يعلـى
وإن تــك قــد مســتك منهــم بليــة لــذلك فالــداعي جــدير بـأن يبلـى
حنانيــك لا تأخـذ بهـا الشـعب إنهـا جنايـــة أفـــراد ذوي همــم ســفلى
ولا تــأس فالتاريــخ يـا شـيخ حـافظ لأعمالــك الكــبرى وآمالــك الجلــى
ســيتلو علــى الأجيـال شـكرك مـومئا إليــك وأنبــاء الــورى سـور تتلـى
محمد العيد آل خليفة
44 قصيدة
1 ديوان
محمد العيد بن محمد علي بن خليفة من أشهر الشعراء الجزائريين الذين واكبوا الثورة التحررية والاستقلال، ويعد شعره مرآة لتلك الفترة من تاريخ الجزائر الحديث. لقبه الشيخ عبد الحميد بن باديس بأمير شعراء الجزائر، يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي: (رافق شعره النهضة الجزائرية في جميع مراحلها، وله في كل ناحية من نواحيها، وفي كل طور من أطوارها، وفي كل أثر من آثارها- القصائد الغر، والمقاطع الخالدة، فشعره- لو جمع- سجل صادق لهذه النهضة، وعرض رائع لأطوارها.)

ولد بعين البيضاء بولاية أم البواقي وسط عائلة محافظة متصوفة تنتمي إلى الطريقة التجانية تنحدر من بلدة كوينين من ولاية واد سوف. حفظ القرآن وبدأ تلقي علوم الدين على شيوخ بسكرة، ثم بجامع الزيتونة، وبعد ذلك على علماء الجزائر. درّس في عدة مدارس بمختلف ولايات الجزائر وتولى إدارتها خلال الحقبة الاستعمارية، كما أسهم في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931، ونشر شعره في جريدة البصائر لسان حال الجمعية وفي العديد من الجرائد الوطنية كجريدة الشهاب وصدى الصحراء ، وكان عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق. 

احتك بأعمدة الحركة الوطنية الإصلاحية مثل العلامة عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ محمد العقبي وكان لذلك أثر كبير على إنتاجه الشعري.

اعتقلته السلطات الفرنسية بعد اندلاع الثورة الكبرى بسبب شعره الإصلاحي الدعوي ومواقفه الوطنية، ثم وضع تحت الإقامة الجبرية ببسكرة إلى غاية الاستقلال.

بعد الاستقلال تفرغ الشاعر للعبادة وآثر الخلوة إلى أن وافته المنية بمستشفى باتنة سنة 1979م.

جمع ديوانه أول مرة تلميذه أحمد بوعدو سنة 1952 وعلق على قصائده الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وتمت طباعته ويحوي 6797 بيتا، تحت إشراف نجله أحمد طالب الإبراهيمي سنة 1967.

وتمت طباعة تكملة للديوان سنة 2003 لمحمد بن سمينة تحت عنوان العيديات المجهولة

بالتصرف عن محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته، تأليف أ/محمد ابن سمينة /ديوان المطبوعات الجامعية، ابن عكنون –الجزائر

 

1979م-
1399هـ-

قصائد أخرى لمحمد العيد آل خليفة

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

يقول الشاعر في إهداء الديوان:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

وفي خاتمة الديوان يشير إلى الفضل الذي يعود للأستاذ أحمد طالب الإبراهيمي نجل الشيخ البشير الإبراهيمي في طباعة الديوان، وكان حينها وزيرا للإعلام والثقافة، يقول:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

القصيدة في الديوان بعناون (أسطر الكون) ويفهم من البيت الرابع أنه كتبها وهو في العشرين من عمره