هيهات لا يعتري القرآن تبديل

هذيان آشيل

ردا على مقالات كتبها متحاملا على الإسلام والمسلمين ومدعيا أن القرآن كتاب مثير للحروب

الأبيات 28
هيهــات لا يعــتري القــرآن تبـديل وإن تبــــدل تــــوراة وانجيــــل
قـل للـذين رمـوا هـذا الكتـاب بمـا لـــم يتفـــق معــه شــرح وتأويــل
هــل تشـبهون ذوي الألبـاب فـي خلـق إلا كمــا تشــبه النــاس التماثــل
فـاعزوا الأباطيـل للقـرآن وابتدعوا فـي القـول هيهـات لا تجـدي الأباطيل
وازروا عليــه كمــا شـاءت حلـومكم فــإنه فــوق هــام الحــق إكليــل
مـــاذا تقولـــون فـــي آي مفصــلة يزينهــا مــن فــم الأيــام ترتيلـ؟
مــاذا تقولــون فــي ســفر صـحائفه هــدي مــن اللـه ممـض فيـه جـبريل؟
آيــاته بهــدى الإســلام مــا برحــت تهــدي الممالــك جيلا بعــده جيــل
فأيـــة ملؤهـــا ذكـــرى وتبصــرة وآيـــة ملؤهـــا حكـــم وتفصـــيل
كلامـــه الصـــدق لا ميــن ولا كــذب وحكمـــه الحـــق لا ميــز وتفضــيل
فليــس فيــه لأعلــى النــاس منزلـة (عــدن) وفيـه لأدنـى النـاس (سـجيل)
ولا احتيــــال ولا غمـــص ولا مطـــل ولا اغتيــــال ولا نغـــص وتنكيـــل
(الإشـــتراكية) الســـمحاء مـــذهبه فـي الحكـم لـو لم تطل فيها الأقاويل
إن هـــو إلا هـــدى للنــاس منبلــج ضــاحي المســمى أغــر الاسـم تنزيـل
لئن مضـــت عنــه أجيــال وأزمنــة تــترى فهــل ســامه نقــض وتحويـل
قــد كــان أعـدل قـانون يسـاس بـه أمـر (الشـعوب) ففيم القال والقيل؟
ما بال "آشيل" في "الديبش" يسخر من ءايـــات محكمــه لا كــان آشــيل!؟
مــا بــال آشـيل يهـذي فـي مقـالته كحــاكم راعــه فــي النـوم تخييلـ؟
مـا بـال آشـيل يـزري المسلمين وهم غـــر العــرائك أنجــاب بهــاليل؟
أفكــارهم بهــدى القــرآن ثاقبــة فلا يخامرهــا فــي الــرأي تضــليل
وأمرهـــم بينهــم شــورى ودينهــم فتــح مــن اللــه لا قتــل وتمثيـل
كيــف التعصــب مــن قــوم شـعارهم رغـــم الكــوارث إغضــاء وتســهيل
لا يعــدم الحــق أنصـارا تحيـط بـه ســورا ولــو كـثرت فينـا الأضـاليل
هـذا (ابـن باديس) يحمي الحق متئدا كـــذاك يـــتئذ الشـــم الأماثيــل
إنـي أرى (عبـده) المرحـوم منـدفعا ينحـي على الرغم (هانوتو) وبرتيلو
(عبدالحميـد) رعـاك اللـه مـن بطـل ماضــي الشــكيمة لا يلويــك تهويـل
دمغــت أقــوال آشــيل كمــا دمغــت أبطــال أبرهــة الطيــر الأبابيــل
عليــك منــي وإن قصــرت فـي كلمـي تحيـــة ملؤهـــا بشـــر وتهليـــل
محمد العيد آل خليفة
44 قصيدة
1 ديوان
محمد العيد بن محمد علي بن خليفة من أشهر الشعراء الجزائريين الذين واكبوا الثورة التحررية والاستقلال، ويعد شعره مرآة لتلك الفترة من تاريخ الجزائر الحديث. لقبه الشيخ عبد الحميد بن باديس بأمير شعراء الجزائر، يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي: (رافق شعره النهضة الجزائرية في جميع مراحلها، وله في كل ناحية من نواحيها، وفي كل طور من أطوارها، وفي كل أثر من آثارها- القصائد الغر، والمقاطع الخالدة، فشعره- لو جمع- سجل صادق لهذه النهضة، وعرض رائع لأطوارها.)

ولد بعين البيضاء بولاية أم البواقي وسط عائلة محافظة متصوفة تنتمي إلى الطريقة التجانية تنحدر من بلدة كوينين من ولاية واد سوف. حفظ القرآن وبدأ تلقي علوم الدين على شيوخ بسكرة، ثم بجامع الزيتونة، وبعد ذلك على علماء الجزائر. درّس في عدة مدارس بمختلف ولايات الجزائر وتولى إدارتها خلال الحقبة الاستعمارية، كما أسهم في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931، ونشر شعره في جريدة البصائر لسان حال الجمعية وفي العديد من الجرائد الوطنية كجريدة الشهاب وصدى الصحراء ، وكان عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق. 

احتك بأعمدة الحركة الوطنية الإصلاحية مثل العلامة عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ محمد العقبي وكان لذلك أثر كبير على إنتاجه الشعري.

اعتقلته السلطات الفرنسية بعد اندلاع الثورة الكبرى بسبب شعره الإصلاحي الدعوي ومواقفه الوطنية، ثم وضع تحت الإقامة الجبرية ببسكرة إلى غاية الاستقلال.

بعد الاستقلال تفرغ الشاعر للعبادة وآثر الخلوة إلى أن وافته المنية بمستشفى باتنة سنة 1979م.

جمع ديوانه أول مرة تلميذه أحمد بوعدو سنة 1952 وعلق على قصائده الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وتمت طباعته ويحوي 6797 بيتا، تحت إشراف نجله أحمد طالب الإبراهيمي سنة 1967.

وتمت طباعة تكملة للديوان سنة 2003 لمحمد بن سمينة تحت عنوان العيديات المجهولة

بالتصرف عن محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته، تأليف أ/محمد ابن سمينة /ديوان المطبوعات الجامعية، ابن عكنون –الجزائر

 

1979م-
1399هـ-

قصائد أخرى لمحمد العيد آل خليفة

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

يقول الشاعر في إهداء الديوان:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

وفي خاتمة الديوان يشير إلى الفضل الذي يعود للأستاذ أحمد طالب الإبراهيمي نجل الشيخ البشير الإبراهيمي في طباعة الديوان، وكان حينها وزيرا للإعلام والثقافة، يقول:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

القصيدة في الديوان بعناون (أسطر الكون) ويفهم من البيت الرابع أنه كتبها وهو في العشرين من عمره