صفا العيش لي وامتدّ ريف ظلالي

صدى الصحراء

نشرت في العدد الأول من جريدة (صدى الصحراء) التي أصدرها السيد أحمد العقبي سنة 1924

الأبيات 30
صـفا العيـش لـي وامتدّ ريف ظلالي فمــا لتكــاليف الزمـان ومـالي
صفا العيش لي وازدان روض مواهبي وأينــع فضــلي واسـتبان كمـالي
ولانــت لــي الأيــام وهـي عصـية فمــالي لا أزهــو بنضــرة حـالي
ســـلامة أذواق ويمـــن مطـــالب وعــــزة أعــــراق وطيـــب خلال
وبـاتت نجـوم الليـل وهـي طوالع تــزف لـي البشـرى بنيـل سـؤالي
وترنـو إلـى وجهـي بإيماض نورها فيبهجهــا منــي بــديع جمــالي
وتــوّجني المقــدور تـاج كرامـة فـأنحى علـى بؤسـي وأسـعد فـالي
كتبـت فكـان الحـق طـوع أنـاملي وقلـت فكـان الصـدق وسـع مقـالي
وكنـت (صـدى الصحراء) أدعى لأنني بسـطت علـى الصـحراء نـور هلالـي
وواليــت بالإرشـاد رفـع عقيرتـي عســى أن يهـب النـائمون حيـالي
عســى أن يهـب النـائمون فـإنهم يغطــون مــن حقــب مضـَيْنَ طـوال
يخــالون آيـات الحضـارة بينهـم عجــائب غيــب أو طيــوف خيــال
وتمضي الليالي السود تجهد سيرها وهـم بيـن مسـلوب الشـعور وسالي
وهـم بيـن منهـد العزيمـة خـائر وآخــر مــن كـل المـواهب خـالي
أفيقـوا فهـذا الدين بين ربوعكم تنـــازله الأحــداث شــر نــزال
تحــاول نكبــاء الضــلالة نسـفه وترميــه أشــلاء الــردى بنبـال
فقومـوا مقامـات الـدفاع حيـاله ليــأمن هــذا الــدين كـل ضـلال
ولا تهملـوا أمـر الحيـاة فإنهـا حيــاة نشــاط بــل حيـاة جـدال
فـبينكم الغربـي وهـو أخو العلا يجـــد لإدراك العلـــى ويــوالي
طـوى الأرض بالخط الحديدي وانبرى يجــول مــع الأريــاح كـل مجـال
وأبـــدع طيــارا بــدون محــرك فهــل كــان هــذا يسـتقر ببـال
وشـق عبـاب البحـر والبحـر مزبد بغواصــه ينســاب غيــر مبــالي
يغـوص مـع الحيتـان في لج بحرها فتحســبه الحيتــان ضــرب وبـال
أجلـوا رجـال العلـم بين ربوعكم فقــدرهم وافــي الرجاحـة عـالي
ولا تقبلــوا فيهـم وشـاية خـائن ونفثــة مغتــاب وبغضــة قــالي
فتلــك عراقيــل يعـانون وعرهـا علــى أنهــم لا ينثنــون بحــال
ولا تغفلـوا شـأن الصـغار فـإنهم لمســتقبل الأيــام خيــر رجــال
وأشــبه شـيء بالمرايـا عقـولهم فصــوغوا لهـا منكـم أجـل مثـال
أبينـوا لهم طيب الفعال ليقتدوا بكمـ، فحيـاة الطفـل طيـب فعـال
وهبـوا إلـى الإصـلاح فـالله كافل لمــن هــب للإصــلاح حســن مــآل
محمد العيد آل خليفة
44 قصيدة
1 ديوان
محمد العيد بن محمد علي بن خليفة من أشهر الشعراء الجزائريين الذين واكبوا الثورة التحررية والاستقلال، ويعد شعره مرآة لتلك الفترة من تاريخ الجزائر الحديث. لقبه الشيخ عبد الحميد بن باديس بأمير شعراء الجزائر، يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي: (رافق شعره النهضة الجزائرية في جميع مراحلها، وله في كل ناحية من نواحيها، وفي كل طور من أطوارها، وفي كل أثر من آثارها- القصائد الغر، والمقاطع الخالدة، فشعره- لو جمع- سجل صادق لهذه النهضة، وعرض رائع لأطوارها.)

ولد بعين البيضاء بولاية أم البواقي وسط عائلة محافظة متصوفة تنتمي إلى الطريقة التجانية تنحدر من بلدة كوينين من ولاية واد سوف. حفظ القرآن وبدأ تلقي علوم الدين على شيوخ بسكرة، ثم بجامع الزيتونة، وبعد ذلك على علماء الجزائر. درّس في عدة مدارس بمختلف ولايات الجزائر وتولى إدارتها خلال الحقبة الاستعمارية، كما أسهم في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931، ونشر شعره في جريدة البصائر لسان حال الجمعية وفي العديد من الجرائد الوطنية كجريدة الشهاب وصدى الصحراء ، وكان عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق. 

احتك بأعمدة الحركة الوطنية الإصلاحية مثل العلامة عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ محمد العقبي وكان لذلك أثر كبير على إنتاجه الشعري.

اعتقلته السلطات الفرنسية بعد اندلاع الثورة الكبرى بسبب شعره الإصلاحي الدعوي ومواقفه الوطنية، ثم وضع تحت الإقامة الجبرية ببسكرة إلى غاية الاستقلال.

بعد الاستقلال تفرغ الشاعر للعبادة وآثر الخلوة إلى أن وافته المنية بمستشفى باتنة سنة 1979م.

جمع ديوانه أول مرة تلميذه أحمد بوعدو سنة 1952 وعلق على قصائده الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وتمت طباعته ويحوي 6797 بيتا، تحت إشراف نجله أحمد طالب الإبراهيمي سنة 1967.

وتمت طباعة تكملة للديوان سنة 2003 لمحمد بن سمينة تحت عنوان العيديات المجهولة

بالتصرف عن محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته، تأليف أ/محمد ابن سمينة /ديوان المطبوعات الجامعية، ابن عكنون –الجزائر

 

1979م-
1399هـ-

قصائد أخرى لمحمد العيد آل خليفة

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

يقول الشاعر في إهداء الديوان:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

وفي خاتمة الديوان يشير إلى الفضل الذي يعود للأستاذ أحمد طالب الإبراهيمي نجل الشيخ البشير الإبراهيمي في طباعة الديوان، وكان حينها وزيرا للإعلام والثقافة، يقول:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

القصيدة في الديوان بعناون (أسطر الكون) ويفهم من البيت الرابع أنه كتبها وهو في العشرين من عمره