قفوا للشاعر الغرد الهمام

الشعر والمعلّم

(أقام نادي المعلمين في عدن حفلة تكريم للسيد محمد عبده غانم مدير المعارف في عدن.. وقد نظم صاحب القصيدة هذه الابيات لمشاركة المعلمين في تحية السيد الشاعر المدير.)

الأبيات 39
قفـوا للشـاعر الغـرد الهمـام وقــاراً للكريــم مـن الكـرام
وحيــوا فيــه أسـتاذاً منـاراً بحمــد عــاطر كــالزهر نــام
ووفّــوا قــدره فينــا نجيبـاً فخيـر القـول فـي خيـر المقام
لئن كـان الوسـام عليـه زينـاً فـــإنّ بيــانه أســمى وســام
فـتىً يبنـي لنـا الأجيـال علماً فيبنــي أمــة الهمـم الجسـام
ولــم أر كــالمعلم فـي جهـاد ولا مثــل المعلــم فــي مـرام
يعيــش لغيــره فرحــاً طروبـاً ألا نعــم المعلــم فـي الأنـام
طـــبيب ليــس يعجــزه عضــال ونــور فاضــح غيــر القتــام
أب فــــي الصــــف أوام رؤوم وليـس سـواهما فـي النـاس حام
أميـــن فــي رســالته حريــص مثـــال للوفـــاء وللـــذمام
جـــواد لا يشــحّ بهــدي غــاو ومــن يبخــل بعلـم فـي أثـام
وكــم يشــقى بمعرفــة عليــم إذا الأفهــام كـانت فـي سـقام
ومــا قــامت شــعوب الأرض إلا علـــى أكتـــاف أعلام عظـــام
أبـا قيس، "أبا ليلى القوافي" أجرنــا فــالفواجع فـي زحـام
بكيــت بشــعرك الأحبـاب هجـراً ولاقيـــت الأحبــة فــي غــرام
وذقـت الشـهد فـي أبيـات شـعر وكـــم عســـل شــهي فــي كلام
وقفــت كمـا وقفـت قبيـل عصـر كـأن لـم يمـض عـام إثـر عـام
أهنىـــء أمــتي بمقــام حــر أبـي فـي المراقـي والمرامـى
وللألقــاب فــي الأيــام معنـى بأنــك فــوق ذي حســد مسـامى
ولــولا العبقريــة فــي قليـل لضـاع الكـون فـي كثـب الرغام
ذكــرت صــباي والـدنيا نضـال وبيـن يـديك فـي الدنيا زمامي
وعنـدي الـدهر لهـو غيـر فـان وقلــبي فـي الملاهـي غيـر دام
فلا قلمــي يعــاني مـا يعـاني مــن السـلوى ولا يشـكو حسـامي
ولا عينــي تــرى قـومي جياعـاً ولا نـــثري ينــوح ولا نظــامي
ولا أذنـــي تعــي بؤســي بلادي ولا صــدري يثــور مـن الضـرام
ولا أدري بشـــر فـــي خفـــاء يحــاك لنــا ورائي أو أمـامي
ولســت أحـس فـي روحـي سـهاماً وأهلـي يـا أخـي صـرعى السهام
لقــد علمتنــي أســرار عمـري فلـم أحفـل بغيـر هـدى أمـامي
فطـار النـوم مـن عينـي شريداً وفـي العرفـان تشـريد المنـام
رأيــت فـزادت الرؤيـا شـقائي مــن الســغب المهيمـن والأوام
تضــافرت الجهـود علـى عـذابي فلــم أظفـر بحقـي فـي السـلام
وأســفرت المصــالح عـن عـداء فكــــل كـــامن كالصـــل رام
وشــعبي نــائم فـي الأرض غفـل كــأن الفـوز مـن حـظ النيـام
فعلــم مـا اسـتطعت فـربّ علـم يعيــد القـوم للغـرض التمـام
وأرشـد أمـة فـي الجهـل حيـرى وهــل كالجهــل مـن داء عقـام
حملــت لــواء ماضــيها بشـعر يســيل كسلســبيل فـي انسـجام
وصــورت المعاقــل والنــواحي فكنــت دليــل شــعب فــي ظلام
واحييــت المفــاخر مـن تـراب وكـم تبـدو المفـاخر فـي عظام
ونحــن نعيــش فـي زمـن غريـب فعلمنــا الحلال مــن الحــرام
علي محمد لقمان
10 قصيدة
1 ديوان
ولد علي محمد لقمان في عدن يوم 6 أغسطس 1918و توفي في أمريكا يوم 24 ديسمبر 1979 ونقل جثمانه الى صنعاء حيث دفن في مقبرة خزيمة في يناير 1980.

•درس في عدن وحصل في نهاية المرحلة الثانوية على شهادة كامبردج ثم واصل الدراسة في جامعة اليجره الاسلامية في الهند ثم في الجامعة الامريكية في القاهرة حيث حصل عام 1947 على بكالوريوس آداب (قسم الصحافة) بدرجة الشرف.

•عمل مديراً لصحيفة والده رجل النهضة في عدن المحامي محمد علي لقمان المسماة "فتاة الجزيرة" في عدن، وهي أول صحيفة عربية أسبوعية مستقلة في جنوب الجزيرة تأسست عام 1940 حتى تحولها الى صحيفة يومية واستقال من ادارتها في يوليو 1962. وأصدر صحيفته الاسبوعية "القلم العدني" عام 1953 واستمر يرأس تحريرها إلى أن حولها الى صحيفة يومية باسم "الاخبار" عام 1963.

•نشر 8 دواوين شعرية (أولها الوتر المغمور) وديواناً واحداً بلهجة عدن العامية (يا هوه الوراد) و خمس مسرحيات شعرية (أولها بجماليون) ورسالة سياسية عن الحكم الذاتي. كما نشر كتيباً باللغة الانكليزية  بعنوان "فتاة الجزيرة" وكتيباً يحوي ترجمات من الشعر الانجليزي نشره مكتب النشر البريطاني بعدن أثناء سنوات الحرب. وهو خال الشاعر د. شهاب غانم ووالد زوجته وقد نشر شهاب غانم أول كتاب عن حياة علي لقمان مع مختارات من شعره. وقد نشرت أعمال علي لقمان الشعرية السابقة بعد وفاته (مع إضافة ديوان عاشر هو "يا ليل في عصيفرة" كان مخطوطا لدى شهاب غانم) في مجلد واحد وأعماله المسرحية في مجلد آخر. 

•لعب دوراً رئيسياً في السياسة في عدن وكان الأمين العام للجمعية العدنية وخاض الانتخابات في عدن وفاز فيها، وكان في قيادة المعارضة في المجلس التشريعي.

•نزح عن عدن التي سماها في إحدى قصائده "المدينة الفاضلة" إلى تعز في الشطر الشمالي من اليمن في مطلع السبعينيات من القرن الماضي فرارا من النظام الشمولي. 

 

1980م-
1401هـ-