لو أستطيع وهبتك الفهما

أصحاب الاحتياجات الخاصة

(لا يزال أصحاب الاحتياجات الخاصة  من الاطفال لا يجدون العناية والرعاية اللازمة في بلاد الشرق الاوسط.)

 عصيفره - تعز  6 أغسطس 1977 

الأبيات 39
لــو أسـتطيع وهبتـك الفهمـا وبنيــت فـي جثمانـك العظمـا
وســعيت، يـا ولـدي، بلا كلـل كيمـا تنـال البـأس والعلمـا
وحللــت عقــدتك الـتي منعـت عنـك الكلامـ، لتنظـمَ النغمـا
وبـــذلت حــتى لا تنــوحَ بلا حــامٍ، ولا تتجــر ع الســقما
ورقــدت يــا ولــدي بلا قلـق مـن أن تجـوع سـدىً وأن تظْمـا
أخشــى عليـك اذا قضـيتُ أنـا دنيــا عرفــت سـخاءها لؤمـا
ان الحيـــاة تنـــازع شــرس لا تحســـبنَّ مجالهـــا ســلما
الرحمـــة الكــبرى يصــوِّرها ربي! أبـاً فـي الكـون أو أمَّا
أرنـو اليكـ، وانـت فـي كبدي كبــدٌ، فيجــري مــدمعي جمّـاً
وأراك فــي مــرحٍ فـأمرح فـي وجـدي فاسـلو الكـرب والغمَّـا
أخلاقـــك المثلـــى تعلِّمنــي ان الـــبراءة نعمــة عظمــى
النــاس حولــك لسـت تعرفهـم فتخـــالهم، فتعــدّهم رحمَــا
كـــل صـــديق حيــث تلمحــه أيــن الصــديق أحبـه حتمـا؟
لا تنخـدعْ يـا ابنـي فكـم عسل اخفـــت حلاوة شـــمعة ســـمّا
لــم تبـد فيهـم غيـر مبتسـم كــالمؤمن الصــَّبَّار أو اسـمى
وتــرق فـي الايـام يـا ولـدي وتهــاب أن تســتحدث الأثمــا
واذا وجــدتَ العطـف لـذتَ بـه ظلا وريفـــاً، مثمــرا كرمــا
يجـري الصـغار وأنـت فـي هلعٍ الضـعف يـوحي الخـوف والهمَّـا
لــو كنـت تـدري كـم يمزقنـي وجعــي عليــك كصــارم أدمـى
وارى السـباق الى الحياة ولا اجــد الـذي أرجـوه قـد همّـا
فكــأن زهــدك للــورى مثــل ان القناعــة قـد حلـت قسـما
هـان الوجـود لـديك فابتسـمت شــفتاك لا ترضــى بــه وهمـا
فصــرفت عينــك عــن محاسـنه هـل يسـعد المتفلسـف الاعمىـ؟
ولــويتَ عنقــك عــن مبـاذله كــم قــد أذلَّــت سـيد قرمـا
يـا ابنـي الـذي يوحي بطيبته ان ارحـــم الانســان مغتمّــا
وأشــد مـن ازر الـذين مضـوا لا يقبلــون الضــيم والظلمـا
ان كــان ضـعفك موجعـا قـدري فلقــد رضــيت بمحنـتي حكمـا
لـو كنـت تـدرك كيـف جـانحتي تحنــو عليـك وتكتـم الكلمـا
او كيـف اسـهر حيـن تمـرض من بــردٍ تعــاني منــه أو حمـى
او ايــن ادفـن مـدمعي حزنـا وأنـا أرى العميـان والبكمـا
وأبــث فـي شـعري وفـي أدبـي ولهــي عليــك فأسـمع الصـمّا
لعرفـــت أشـــجاني تعــذِّبني وأنـا أداري في الحشا السهما
ورأيـت فـي هـذا الوجـود أبا يســعى وأنـت لتنهـضَ المرمَـى
لـو قيـل لـي فـي اليم عافية لـك خضـت لا أخشى الردى اليمّا
أو قيـل لـي فـوق الشعاف ترى لتسـلقت روحـي الربـى الشـمّا
أو قيـل فـوق النجـم أطلبهـا لركبــت حــتى أبلـغ النجمـا
لكننـا فـي الشـرق يـا ولـدي حيـــث البلاء نعـــده نعمــى
مــا قيمــة الانســان غاليـة فيهـــ، ولا الانســان مهتمّــا
مـا قيمـتي فيـه ومـا ثمنيـ؟ مهمـا أكـون، وأبتغيـ، مهمـا
علي محمد لقمان
10 قصيدة
1 ديوان
ولد علي محمد لقمان في عدن يوم 6 أغسطس 1918و توفي في أمريكا يوم 24 ديسمبر 1979 ونقل جثمانه الى صنعاء حيث دفن في مقبرة خزيمة في يناير 1980.

•درس في عدن وحصل في نهاية المرحلة الثانوية على شهادة كامبردج ثم واصل الدراسة في جامعة اليجره الاسلامية في الهند ثم في الجامعة الامريكية في القاهرة حيث حصل عام 1947 على بكالوريوس آداب (قسم الصحافة) بدرجة الشرف.

•عمل مديراً لصحيفة والده رجل النهضة في عدن المحامي محمد علي لقمان المسماة "فتاة الجزيرة" في عدن، وهي أول صحيفة عربية أسبوعية مستقلة في جنوب الجزيرة تأسست عام 1940 حتى تحولها الى صحيفة يومية واستقال من ادارتها في يوليو 1962. وأصدر صحيفته الاسبوعية "القلم العدني" عام 1953 واستمر يرأس تحريرها إلى أن حولها الى صحيفة يومية باسم "الاخبار" عام 1963.

•نشر 8 دواوين شعرية (أولها الوتر المغمور) وديواناً واحداً بلهجة عدن العامية (يا هوه الوراد) و خمس مسرحيات شعرية (أولها بجماليون) ورسالة سياسية عن الحكم الذاتي. كما نشر كتيباً باللغة الانكليزية  بعنوان "فتاة الجزيرة" وكتيباً يحوي ترجمات من الشعر الانجليزي نشره مكتب النشر البريطاني بعدن أثناء سنوات الحرب. وهو خال الشاعر د. شهاب غانم ووالد زوجته وقد نشر شهاب غانم أول كتاب عن حياة علي لقمان مع مختارات من شعره. وقد نشرت أعمال علي لقمان الشعرية السابقة بعد وفاته (مع إضافة ديوان عاشر هو "يا ليل في عصيفرة" كان مخطوطا لدى شهاب غانم) في مجلد واحد وأعماله المسرحية في مجلد آخر. 

•لعب دوراً رئيسياً في السياسة في عدن وكان الأمين العام للجمعية العدنية وخاض الانتخابات في عدن وفاز فيها، وكان في قيادة المعارضة في المجلس التشريعي.

•نزح عن عدن التي سماها في إحدى قصائده "المدينة الفاضلة" إلى تعز في الشطر الشمالي من اليمن في مطلع السبعينيات من القرن الماضي فرارا من النظام الشمولي. 

 

1980م-
1401هـ-