قف نحيّي الرسوم والاطلالا

المدينة الفاضلة

 فبراير 1973

الأبيات 45
قــــــف نحيّــــــي الرســــــوم والاطلالا ههنـــــا أشـــــرق الوجــــود ومــــالا
لـــم تكــــن هــــذه المدينـــة وهمـــاً فاناجــــــي طلولــــــها او خيــــــالا
مــــــن رآهــــــا رأى مدينـــــة "افلا طـــون" فـــــي دولــــة الحكيــم ضــلالا
اقبلـــت فـــي فـــم الزمـــان ابتســاماً كيــــف لا يحمــــد الــــورى ال قبـــالا؟
وبـــــدتْ كالعـــــروس فــــي الليلــــة الأولـــــى بهــــاء وفتنــــة وجمــــالا
انمـــا العمـــر ليلـــة راقـــت الســـا عــــات فيهــــا شــــهداً وطــــابت زلالا
تتهـــــادى فـــي طيــــب غانيــــة حــو راء تختــــــال فـــــي الزفـــــاف دلالا
تتمنَّــــى البــــدور موكبهــــا الفـــوّا حَ والشــــــمس ثوبهــــــا الــــــذيَّالا
زيَّنـــــت جبهـــــة الزمـــــان كغــــار وتجلَّــــت فـــي وجنـــة الـــدهر خـــالا
لـــم نجــد فــي العواصــم الزهــر نــداً فيضــــــاهي ســــــماءها او مثــــــالا
لـــم تهـــن عنـــدها النفـــوس وكـــانت فـــــــي ســــــواها تكابــــــد الاذلالا
وهبـــــت ظلهـــــا امانـــــا وريفــــا لشــــــــريد وفكـــــــت الاغلالا
وحمـــــت عافيـــــا وضـــــمَّت يتيمــــا ورعــــت بائســــاً يعــــاني العضــــالا
وامـــــاطت عـــــن المظــــالم ســــترا كــــان يخفــــي القيــــود والأثقــــالا
وشــــفت فــــي رحابهـــا مـــن يـــديها كـــل جـــرح مـــن حبـــة القلــب ســالا
تنشـــــر الخيــــر للعبــــاد يمينــــا والمــــبرّات مشــــرقات شـــمالا
وأشـــــاعت ضـــــياءها فهــــو يهــــدي مــــــن أراد الحيـــــاة رزقـــــا حلالا
ارضــــعت ثــــم أنشــــأت ثـــم اعطـــت بســـــخاء الجــــواد نعمــــى تــــوالى
وعفــــــت عــــــن تنكــــــر وجحــــود يغفــــر الشهــــم للصغــــار الخبـــالا
والمــــــروءات نـــــادرات فلا تطـــــــ ـــــلب مـــن الخلــق اجمعيــن المحــالا
انمـــا يحفـــظ الاصـــيل اليـــد البيـــ ضــــاء لا يحفــــظ الهجيــــن الفعـــالا
عافــــت المــــنّ وهــــو لــــؤم فقـــد كـــانت مــــن الحاضــرات أســمى خصــالا
واحــــة أثمــــرت فمـــا جـــاع فيهـــا لاجىــــء خــــائف ولــــم يشـــك حـــالا
لقـــــي الثائـــــرون فيهــــا مقامـــا اريحيّــــــا والنابهــــــون مجــــــالا
وأصـــــاب الاحــــــرار فــــــي ظلـــــ ــــها أمنــــا ولاقــى المــتيمون الظّلالا
واطمـــأن الغريـــب لـــم يلـــق فيهـــا مشـــــــمئزين منـــــــه او بخّــــــالا
كفـــــرت بــــالظلام والظلــــم حكمــــا فــــي البرايــــا وبالنفــــاق مــــآلا
كـــل حكــــمٍ أتـــى بغيـــــر اختيـــارٍ كــــــان غمــــــاًّ ومحنـــــة ووبـــالا
وأقامــــــت حريــــــة زانــــت التـــا ريــــخ حينـــــاً وزانــــت الاجيـــــالا
واستقامـــــت تــــذود عـــن كـــل حـــقٍ وأبــــــت أن تداهــــــن الدجـــــــَّالا
أينـــع الفكـــر فـــي خمائلهـــا الغـــ نَّــــــاء مــــــا يملأ الزمــــــان جلالا
وجـــــرى الشعـــــــر مــــن ينابيـــــ ـعهـــا حـــرا ومــا كـان مطلقــا سـيَّالا
فــــــي بيــــــوت كـــــأنهنَّ حســـــان يتبخــترن فــي العقــول اختيــالا
أو ورود يفــــــوح منهــــــا أريــــــج يغمــــر البيــــد عطـــــره والجبـــالا
يـــــزهر الـــــرأي حيــــث حريــــة ال إنســـــان تزهـــــو فتلهــــم الابطــالا
فالقيـــــود الحريـــــر مثــــل الحـــد يـــد الصّــَلب كانــت علـى الصـدور ثقـالا
مـــا رأى الـــدهر فــي ســبيل المعــالي مثلهـــا فـــي رحـــى الكفـــاح نضـــالا
فتعــــــال انحــــن احترامـــــاً لمـــا ضيهــــا فمــــا انفـــك بــاهرا يتعـالى
لا تـــرى النقـــص فـــي مكـــان اذا لــم يــــك ذاك المكــــان حــــاز الكمـــالا
اقفـــــرت فهـــــي للغــــراب مطـــــار بئس نعــــب الغـــراب فـــي الأرض فـــألا
ينعـــــــــق البـــــــــوم حيـــــــث كان يرن العود شوقا ويستحث الوصالا
والنميـــر الـــذي ســـقى النــاس أضــحى بعــــد أن جــــف فــــي الينـــابيع آلا
فاســـمع الصـــوت فـــي الفـــراغ يــدوّي ربَّ صـــــــمت تخـــــــاله زلـــــــزالا!
والسوافـــــي تهـــــبُّ لـــــم تبــــــق اسحـــاراً رقاقــــا ولـــم تـــدم آصـالا
اشــــبهت "صـــالة" بـــدت بعـــد ليـــل كـــــل مـــــن فيــــه كــــالنجوم تلألأ
علي محمد لقمان
10 قصيدة
1 ديوان
ولد علي محمد لقمان في عدن يوم 6 أغسطس 1918و توفي في أمريكا يوم 24 ديسمبر 1979 ونقل جثمانه الى صنعاء حيث دفن في مقبرة خزيمة في يناير 1980.

•درس في عدن وحصل في نهاية المرحلة الثانوية على شهادة كامبردج ثم واصل الدراسة في جامعة اليجره الاسلامية في الهند ثم في الجامعة الامريكية في القاهرة حيث حصل عام 1947 على بكالوريوس آداب (قسم الصحافة) بدرجة الشرف.

•عمل مديراً لصحيفة والده رجل النهضة في عدن المحامي محمد علي لقمان المسماة "فتاة الجزيرة" في عدن، وهي أول صحيفة عربية أسبوعية مستقلة في جنوب الجزيرة تأسست عام 1940 حتى تحولها الى صحيفة يومية واستقال من ادارتها في يوليو 1962. وأصدر صحيفته الاسبوعية "القلم العدني" عام 1953 واستمر يرأس تحريرها إلى أن حولها الى صحيفة يومية باسم "الاخبار" عام 1963.

•نشر 8 دواوين شعرية (أولها الوتر المغمور) وديواناً واحداً بلهجة عدن العامية (يا هوه الوراد) و خمس مسرحيات شعرية (أولها بجماليون) ورسالة سياسية عن الحكم الذاتي. كما نشر كتيباً باللغة الانكليزية  بعنوان "فتاة الجزيرة" وكتيباً يحوي ترجمات من الشعر الانجليزي نشره مكتب النشر البريطاني بعدن أثناء سنوات الحرب. وهو خال الشاعر د. شهاب غانم ووالد زوجته وقد نشر شهاب غانم أول كتاب عن حياة علي لقمان مع مختارات من شعره. وقد نشرت أعمال علي لقمان الشعرية السابقة بعد وفاته (مع إضافة ديوان عاشر هو "يا ليل في عصيفرة" كان مخطوطا لدى شهاب غانم) في مجلد واحد وأعماله المسرحية في مجلد آخر. 

•لعب دوراً رئيسياً في السياسة في عدن وكان الأمين العام للجمعية العدنية وخاض الانتخابات في عدن وفاز فيها، وكان في قيادة المعارضة في المجلس التشريعي.

•نزح عن عدن التي سماها في إحدى قصائده "المدينة الفاضلة" إلى تعز في الشطر الشمالي من اليمن في مطلع السبعينيات من القرن الماضي فرارا من النظام الشمولي. 

 

1980م-
1401هـ-