صبرتُ ولكن أين مني التصبَّرُ

سلاماً أبا ابراهيم

في رثاء خالي الذي وافاه الأجل المحتوم في العاصمة الأردنية (عمَّان) ودفن بها في مقابر (سَحاب) 
الأبيات 30
صــبرتُ ولكـن أيـن منـي التصـبَّرُ وفــي القلــب آهـاتٌ ونـارٌ تسـعَّرُ
أكتِّــمُ حُزنـاً فـي الفـؤادِ وعَـبرةً علـى الرَّغـم منـي دمعُهـا يتحـدَّرُ
أبكِّـي دفينـاً غـاله المـوتُ نائياً بـأعلى ذرى (عمَّانَ) والقطرُ يمطرُ
بعيـداً عـن الأهليـنَ والصحبِ قاده إليهـا مـن المـولى قضـاءٌ مقـدَّرُ
فأســلم فــي (عمَّـانَ) للـه روحَـه وســار بــدربٍ كلنـا سـوف يعـبرُ
وووري قــبراً فـي (سـَحابٍ) مفـرَّداً عليـه سـوافي الريـح تعوي وتصفرُ
حـوى جسـداً قـد مسـَّه الضـُّرُّ نـاحلاً تمشــَّت بـه الأسـقامُ تخفـى وتظهـرُ
فللــه مــا قاسـاه مـن بُرحائِهـا وظـــلَّ علـــى لأوائهــا يتصــبَّرُ
طريــــحٌ وللآلام نهــــشٌ بصـــدره يصـارعُ منهـا المـوتَ والموتُ أحمرُ
لعـلَّ بهـا مـن رحمـة اللـه نفحـةً تمحِّـــصُ عنـــه ذنبَـــه وتُطهِّــرُ
وبالجمعـةِ الغـراءِ قـد حاز رُتبةً فلــم يلقــه فيهـا نكيـرٌ ومنكـرُ
هنيئاً لـه الجنَّـاتُ يرتـاد فيئَها ومــن تحتــه أنهارهــا تتفجَّــرُ
تحُـفُّ بـه الوِلـدان والحـورُ ضاحكاً لمــا شــاء مـن نعمائِهـا يتخيَّـرُ
نـداماه فيهـا الأنبيـاءُ وصـحبُهم وسـُقياه فـي الفـردوسِ شهدٌ وكوثرُ
عليـه سـلام اللـه إذ وُسـِّدَ الثَّـرى ومـا دام مقبـوراً وفي يوم يُحشَرُ
سلاماً-أبا ابراهيمَ- قد طال شوقُنا ومــا مـرَّت الأعـوامُ أو مـرَّ أشـهُرُ
ولكـن نـأيتَ اليـوم عنـا فأصبحت جوانحُنـــا مــن حُزنِهــا تتفطَّــرُ
نــودِّعُ منـك اليـوم أكـرمَ والـدٍ شـفيقاً علـى الأبناءِ يحنو ويغفرُ
عطوفـاً علـى القُربـى وللرَّحْمِ واصلاً فســيَّان مُثْــرٍ فـي نـداه ومُعسـِرُ
بشوشـاً مـع الأضـياف بَـرّاً بصـحبِهِ معينـاً علـى الحِـدثانِ للكسرِ يجبُرُ
رعـاني بـودٍّ منـذ أن كنـتُ يافعـاً ولســـتُ ســـوى إحســانِهِ أتــذكَّرُ
فكــم مــن أيــادٍ طـوقتني أكفُّـه عليهــا مـدى الأيـام يُعقـدُ خُنصـُرُ
ومــا أنــا مسـتوفٍ حميـدَ خصـالِه ومهمــا أعــدِّدْها فــإني مُقصـِّرُ
فنَـم فـي حِمى المولى قريراً بقربِه فلا شـيءَ بعـد اليـوم تخشى وتحذرُ
ولا تبعدن فالقلب مثواك إن نأت بقـبرك دارٌ فـي السـويداءِ تُقبرُ
لئن غبـتَ شخصـاً لستَ بالذكرِ غائباً وفضـلك فـي الأفـواه يُنـثى ويُنشرُ
وإن عزانـا فـي البنيـنَ فكلُّهم لخطــوكِ يقفــو والهُـدى يتـأثَّرُ
فحـقَّ (بـإبراهيمَ) (أكرمَ) (يوسفٍ) (سـعيدٍ) و(تـركيٍّ) و(أحمدَ) مفخَرُ
وخيـرِ بنـاتٍ قد نشأن على التُّقى بـبيتٍ علـى الآيـاتِ والـذكرِ يُعمَرُ
سـلاماً –أبا ابراهيمَ- إنَّ مُصابَنا كـبيرٌ ولكـن رحمـةُ اللـه أكـبرُ
عبد الحكيم الزبيدي
10 قصيدة
1 ديوان

عبدالحكيم عبدالله عيسى الزُبيدي : شاعر وكاتب وباحث.  

مؤسس ومدير موقع الأديب علي أحمد باكثير على الإنترنت

دكتوراه في الإدارة الطبية من جامعة أبردين بالمملكة المتحدة 2006

بكالوريوس في الإدارة العامة من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة 1991

بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة الإما را ت العربية المتحدة 1999

ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة أبوظبي الإما ا رت - – 2010

ماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة الشارقة الإما را ت - - 2011

عضو ندو الثقافة والعلوم بدبي

عضو جمعية حماية اللغة العربية بالشارقة

عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب

عضو ا ربطة الأدب الإسلامي العالمية

نال العديد من الجوائز التقديرية:

جائزة الشيخ راشد بن حميد النعيمي في الشعر 1995م

جائزة الشيخ  راشد بن سعيد آل مكتوم للتفوق العلمي 1999 – 2006م

جائزة سلطان بن زايد لأفضل بحث أدبي عن دولة الإما رات في أربعين عاما 2011م

جائزة التأليف المسرحي، دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة 2013م

اعترافات متأخرة )مجموعة شعرية(، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أبوظبي،2009م