القصيدة من تفعيلة الرمل
الأبيات 112
عاشِقٌ أنتَ | |
وهذي الأرضُ مِضْيافٌ | |
لكلِّ العاشقينْ | |
عاشِقٌ أنت | |
ولكنْ | |
غيرُ كُلِّ العاشقينْ | |
حُبُّكَ الأوحَدُ نَخْلةُ | |
وبقايا خَيْمَةٍ | |
بين التِّلالِ الحُمْرِ | |
صارتْ مَسْكَناً للوَحْشِ | |
يُؤْوي تحتها الذِّبُ صِغارَهْ | |
حُبُّكَ الأَوْحَدُ بَرْدٌ وشرارةْ | |
ورُؤى قَلبِكَ | |
بُرْكانٌ بأَرضِ الياسَمينْ | |
فإلامَ الحُزْنُ ياابْنَ العَمِّ | |
قدْ أَسْرَفْتَ في الشّوقِ | |
فما خُنتَ وماخانَ التُّرابْ | |
ما الكُويتيونَ إلا خُصْلةٌ | |
من شَعْرِ لَيْلَى | |
بَعْثَرَتْها الرِّيحُ في كُلِّ الشِّعابْ | |
ما الكُويتيونَ إلا نَبْضَةٌ في القلبِ | |
والقلبُ مُصابْ | |
ما الكُويتيونَ إلا بُرعُمٌ | |
قد شابَ من فرطِ الشَّبابْ | |
أينَ تَمْضِي | |
أَيُّها العاشِقُ في عِزِّ الظَّهيرةْ | |
تَمْلأُ الجَرَّةَ من هذا السَّرابْ | |
وَرُؤاكَ البِكْرُ | |
أَدْهى من تضاريسِ الجزيرةْ | |
لو نَذَرْتَ الأرضَ والأحلامَ قبراً | |
وتَرَبَّعْتَ عليها لاكْتَفيتْ | |
لو قَرَنْتَ الحُبَّ بالعِصيانِ | |
يومَ الزَّحْفِ سَيْفاً | |
وتَسَلَّحْتَ بأدْنى ماتُريدُ الحَرْبُ صَبراً | |
لَعَصَيْتْ | |
لو دَعَوْتَ النَّهرَ في بغدادَ | |
أن يصنعَ شيئاً | |
لاسْتَثَرْتَ الطُّوْزَ في قلبِ الكُويتْ | |
ياصديقي | |
هذه الصَّحْراءُ تَهْواكَ | |
ولكنَّ المتاريسَ التي تقتاتُ منها | |
خلفها يمتدّ عمرٌ آخرٌ | |
للقيدِ والجلاّدِ والحُمّى | |
وألوانُ الشِّقاقْ | |
خلفها تمتدُّ أعناقُ الكويتيينَ في المنفى | |
وأعناقُ العراقيينَ في قلبِ العراقْ | |
لا أرى المِتراسَ إلا غيمةً أُخرى | |
سَتُلْقي غَدْرها يوماً | |
كما خانَ الرِّفاقْ | |
أَعِناقُ الشرقِ والغربِ | |
سَيُحْيِي مارداً قد ماتَ دهراً | |
إنني ألمَحُ حتفَ الأُمَّةِ السَّمْراءِ يدنو | |
كُلَّما اشتَدَّ العِناقْ | |
يا أخي | |
ماذا لو اسْتَنْهَضْتَ أحبابَكَ في كُلِّ مكانٍ | |
وتَمَرَّدْتَ وأَعْلَنْتَ الطَّلاقْ | |
أَخُيولُ الرّومِ أَعْتَى | |
أم من اسْتَنْشَقَ طَوْزَ الصَّيْف | |
واستعْلى على الجمرِ | |
ومازالَ يُغَنِّي | |
إن بيتاً لستُ أرعاهُ بسيفي | |
ليس بيتي | |
وحبيباً لستُ أحميهِ بِجَفني | |
ليس منِّي | |
كيفَ أُمْسي عاشِقاً | |
ثم أُنادي | |
باسْمِ ذاكَ العشقِ من يسهرُ عنِّي | |
كيفَ يحمي دَمِيَ المَهدورَ | |
من يُهْدِرُ عزمي وصباباتي وفَنَّي | |
لستُ أنساكِ فلسطينُ | |
ولكنْ ليسَ ذنبي | |
إنْ تأخّرتُ قليلاً | |
فجوادي | |
كاد أن يغرقَ في الوحلِ | |
وسيفي | |
صارَ في قبضةِ غيري | |
هكذا أصبحتُ | |
لمّا أعلنَ الثُوّارُ | |
أن النَّصْرَ يأتي بالتَمَنّي | |
كيف أنساكِ | |
وقلبي لم يزلْ يحملُ قنديلاً وزيتاً | |
وضلوعي | |
خيمةُ العرسِ التي | |
ما اسْتَسْلَمَتْ للرِّيحِ | |
رغمَ الحُزنِ والجوعِ | |
وما أعلنَ أربابُ القرارْ | |
كيفَ أنسى طفلةً تحملُ مقلاعاً | |
وتُلْقي دَمَها للنورِ فخراً | |
بعدما ألقى دعاةُ السِّلمِ | |
ملحَ اللَّيلِ في عينِ النهارْ | |
إن عاشَ على التَّمْرِ زماناً | |
ورأى النخلةَ | |
حتماً يعرفُ اللَّيْمونَ في يافا | |
ومن ربّى على الموتِ صغاراً | |
كيفَ لا يعشقُ في غَزَّةَ أفعالَ الصِّغارْ | |
أيُّها القلبُ الذي يُدعى فلسطينُ | |
لقد بالغتَ في النَّبْضِ | |
ولكنْ دونَ جدوى | |
ذَهَبَ الدّم هباءً | |
بعدما خارَ الجَسَدْ | |
هَتَفَ الدّاعي ونادى | |
أيُّها العُرْبُ | |
فلا الماضونَ في تسبيحِهِمْ للسِّلمِ | |
لبّوا صرخةَ القُدْسِ | |
ولا البعثُ اتَّقَدْ | |
ويحَ ذاك العِقدِ ما أَبْخَسَهُ | |
نَثَرَ الدُرَّ تِباعاً | |
بلداً بعد بلدْ | |
أَيُّها الشَّعْبُ | |
إذا وافاكَ شيطانُ السَّلاطينِ | |
وقال النَّصْرُ بالرّومانِ يعلو | |
قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدْ |