الأبيات 58
وقوفا تقول الحجارة
طعمُ الحياة لذيذ كطعم الممات
دفاعا عن الأرض
عن نخلة في السجون تقدم خاتم خطبتها
للذي إن دعته الزنازن لم يتردد
وإن دعته المشانقُ لم يتردد
شهيد الهوى
للذي لا يساوم في لحم اطرافها
للذي لا يخون دماء التراب
أيها المستحمون بالوحل
صوتُ الهوى في دم العاشقين كتاب من الحلم يفضحكم
العيونُ المليئة بالصمت خلف المشانق تفضحكم
جسدُ العاشق المتأرجح في زحمة الليل يفضحكم
أين
أين تولون أدباركم
ساعة الدم دقت
وطفل يسمونه العدل
طفل يسمونه الغد
ينمو
على شجر الدم تمتد اذرعه
وتصيرُ له عضلات من الصخر
ها هو ذا قادم
كلما ارتفعت في الميادين مشنقة زاد عنفا
وتخضر أحلامه في الزنازن
لا تفرحوا
إن موت المناضل نصر له
إن سجن المناضل وعد بوصل المطر
أيها المتعجلُ قتلي
لماذا يطاردني حقدُك الهمجي
ويرعبني ظلك المتوحش
إن سلاحي هو الحرف والكلماتُ الحزينةُ
في ساحة الحب أعزفُ لحنا من الورد
أعزف لحنا من الشوق
هل تتذكر ما الحب يا قاتل الشجرات العظيمة
للحب أشرعة وطيور من النور
أسرابها تتجول في ليل عينيك
تكتب من دمها في جدار العشيات
إن غاب وجهي
وغيبني حقدك الهمجي
فإن الأغاني ستذبل
أما أنا فسأبقى
وتبقى دمائي تدق نوافذ كل القلوب
تحاصر حقدك عبر جميع الجهات
وتمنعُ عنك التنفس والماء والغفوات
وإن لم تمت فزعا
سوف تقتلك الكلمات
يخلع الدمُ صك عبوديتي ومراسيم خوفي
وأنا المتدثرُ بالحزن يغسلني فرح خالدُ
كلما دقت الساعة الدم
أعلنت مبتهلا رافع الكف
إن صلاتي لله للشعب للفقراء دمي
كل قطرة دمع ترقرقُ من عين أرملة
تتحول مشنقة وقبورا
تدق بأحزانها ساعة الدم
فانتظري أينا الزبد الطفحُ
ولتعلمي أينا سوف يطرده الله من عطفه
وإذا مات من ستلاحقه لعنةُ الدم
من سوف ينمو على قبره شجرُ اللعنات
عبد العزيز المقالح
11 قصيدة
1 ديوان
عبد العزيز صالح المقالح، أديب وشاعر وناقد يمني، ولد عام 1937 في قرية المقالح في محافظة إب وهو رئيس المجمع العلمي اللغوي اليمني.

درس على مجموعة من العلماء والأدباء في مدينة صنعاء، تخرج من دار المعلمين في صنعاء عام 1960، وواصل تحصيله العلمي حتى حصل على الشهادة الجامعية عام 1970، في عام 1973 حصل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب جامعة عين شمس ثم درجة الدكتوراه عام 1977 من نفس الجامعة، وترقى إلى الأستاذية عام 1987. تميزت كتابته بشيء من الكلاسيكية، لكنها سرعان ما انفتحت على الحداثة. عرف عنه كتابته لقصيدة ان يحرمونا يا حبيب الغرام وتغنى بها الفنان اليمني احمد فتحي.

عمل أستاذا للأدب والنقد الحديث في كلية الآداب - جامعة صنعاء.

رئيس جامعة صنعاء من 1982-2001.

رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني.

عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة.

عضو مؤسس للأكاديمية الدولية للشعر في إيطاليا.

عضو في مجمع اللغة العربية في دمشق.

عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت.

المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح منذ عام 2001.

من مؤلفاته الشعرية:

بد من صنعاء، 1971م

مأرب يتكلّم، بالاشتراك مع السفير عبده عثمان، 1972م

رسالة إلى سيف بن ذي يزن، 1973م

هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي، 1974م

عودة وضاح اليمن، 1976م

الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل، 1978م

الخروج من دوائر الساعة السليمانيّة، 1981م

وراق الجسد العائد من الموت، 1986م

أبجدية الروح، 1998م

كتاب صنعاء، 1999م

كتاب القرية، 2000م

كتاب الأصدقاء، 2002م

كتاب بلقيس وقصائد لمياه الأحزان، 2004م

كتاب المدن، 2005م