الأبيات 62
هل أخطأتُ طريقي
حين اخترتُ الحرفَ فضاءً وجناحا
أُطلق قلبي في ملكوت الذكرى
أبحث في نفقٍ لا ضوءَ بهِ
عن برقٍ مسجونٍ يرسم لليل صباحا
هل أخطأتُ طريقي
فانسكب الحرفُ على دربي شوكاً وجراحا
يا أُمّي
كنتُ جنيناً في جوف الوردْ
وكان الوردُ جنيناً في جوف الماءِ
وكان الماءُ جنيناً في جوف الرعدْ
كيف تخلّى عني الوردْ
تخلّى جسدي عن روحي
كيف تخلّى الماءُ عن الماءِ الرعدِ الوعدْ
تحملني الريحُ على أطراف أصابعها
ويواريني الليلُ على أطراف أصابعهِ
وكبوذيٍّ
يتسوّل لغةً من تابعهِ
أتعثّرُ
أغفو
أشكو
فيُـلبّيني صمتي بمواجعهِ
وينام على صدري كلَّ مساءْ
دثَّرني صمتي بلحافٍ من ماء الكلماتْ
وأخفى رأسي تحت سحابته
لم أندم عانقتُ الصمت
وأيقظتُ حروفي وطقوسَ شجوني فيهِ
وأطلقتُ لأجفاني ماءَ الحزنِ
وغيمَ الحسراتْ
نصفُ بلادٍ لا تكفي
نصفُ صباحٍ لا يكفي
نصف صديقٍ لا يكفي
ويخاتلني فرحٌ ينشر ضوءاً مكسوراً
فوق مسائي
أيّةُ أشباحٍ تسرقُ نصفي
أيُّ غرابٍ يصطاد إذا جاء الليلُ
غِنائي
عيناكِ غدي
عيناكِ ظلالٌ ترقصُ فوقَ بقايا
جسدي
يا واحةَ ضوءٍ بضفائرها
تنهلُّ
وتغسل قمصانَ الخوفِ
تُبلّـل بالذكرى كبدي
عيناكِ غدي
يتخلّى عني الأصحابُ
فأهجرهم
وأرى في الشمس وفي الشجر الأخضرِ
في الورد ملايينَ الأصحابْ
يهجرني الشعرُ
فأشعر أنّ حدائقَ روحي معتمةٌ
وجدارَ القلبِ بلا نافذةٍ أو بابْ
يتخلّى عني السلطانْ
فتخضّر الروحُ بوديان من وردٍ
ورياحينْ
وأرى قفصاً يتهاوى
وقيوداً حولي تتساقطُ
وأفرّ كعصفورٍ يتشوّق للشمسِ
وللنسماتْ
وتفلتُ روحي من جثثٍ
ووجوهٍ كالأحذية الملقاةِ
على العتباتْ
عبد العزيز المقالح
11 قصيدة
1 ديوان
عبد العزيز صالح المقالح، أديب وشاعر وناقد يمني، ولد عام 1937 في قرية المقالح في محافظة إب وهو رئيس المجمع العلمي اللغوي اليمني.

درس على مجموعة من العلماء والأدباء في مدينة صنعاء، تخرج من دار المعلمين في صنعاء عام 1960، وواصل تحصيله العلمي حتى حصل على الشهادة الجامعية عام 1970، في عام 1973 حصل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب جامعة عين شمس ثم درجة الدكتوراه عام 1977 من نفس الجامعة، وترقى إلى الأستاذية عام 1987. تميزت كتابته بشيء من الكلاسيكية، لكنها سرعان ما انفتحت على الحداثة. عرف عنه كتابته لقصيدة ان يحرمونا يا حبيب الغرام وتغنى بها الفنان اليمني احمد فتحي.

عمل أستاذا للأدب والنقد الحديث في كلية الآداب - جامعة صنعاء.

رئيس جامعة صنعاء من 1982-2001.

رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني.

عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة.

عضو مؤسس للأكاديمية الدولية للشعر في إيطاليا.

عضو في مجمع اللغة العربية في دمشق.

عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت.

المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح منذ عام 2001.

من مؤلفاته الشعرية:

بد من صنعاء، 1971م

مأرب يتكلّم، بالاشتراك مع السفير عبده عثمان، 1972م

رسالة إلى سيف بن ذي يزن، 1973م

هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي، 1974م

عودة وضاح اليمن، 1976م

الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل، 1978م

الخروج من دوائر الساعة السليمانيّة، 1981م

وراق الجسد العائد من الموت، 1986م

أبجدية الروح، 1998م

كتاب صنعاء، 1999م

كتاب القرية، 2000م

كتاب الأصدقاء، 2002م

كتاب بلقيس وقصائد لمياه الأحزان، 2004م

كتاب المدن، 2005م