يا غادة الحيّ هاتي منك أفكارا
الأبيات 33
يـا غـادة الحـيّ هاتي منك أفكارا حتّــى أنظمهــا للقــوم أشـعارا
يـا غـادة الحيّ نور الفجر منبثق مـن وجهـك المزدهي بشراً وأنوارا
يا غادة الحيّ يا روح البلاد ويا معنـى الحيـاة أزيحي عنك أستارا
تقلّـص الوهم عن ربع الشّقاء ولم يـبرح عليـك حجـاب الوهم غرّارا
أراك غاضــبةً هـل ذاك مـن حنـقٍ علـى الزمـان وأرباب الخنا جارى
أم إنّ داء الـونى واليأس حلّ على أهليـك فاستأت مذ صار الذّي صارا
دعـي الأسـى وانظـري عطفاً إليّ ففي صـدري تريـن مـن الأيـام أسـرارا
أنـت الحقيقـة إن لـم تنطقي فأنا أروي لهـم عنـك أمثـالاً وأخبـارا
إنــي لآسـف أن ألقـى بنـي وطنـي يهـــاجرون زرافـــات وأنفــارا
شـطّ المـزار بهـم عـن عقر دارهم وقلّمــت لهــم الأيــام أظفــارا
غابوا عن الحيّ إجبارا وما برحوا يصــبون للحـي تحنانـاً وتـذكارا
يـا حبـذا يـوم تحـويهم منازلهم ويســتظلون وادي المنحنــى دارا
ويســتعيدون ماضـي مجـدهم علنـاً ويســـتقلّون بالأحكــام أحــرارا
مـا الحـرّ مـن للدواهي لان جانبه ومــالأ الحــاكم المحتـلّ مكّـارا
الحـرّ مـن ظـاهر المظلوم مضطرباً وجـداً ومـدّ يـد الإسـعاف مختـارا
الحــرّ مـن قـال قـولاً ثـمّ يعملـه لا مـن تـراه قليـل الخير ثرثارا
الحـرّ مـن ذاد عـن أوطـانه ولـه قلـبٌ تلامـس فيـه النّور والنّارا
بالنّور يهدي الّذي ضلّ السّبيل على جهـلٍ وبالنّـار يصـلي كـلّ من جارا
لا ترهـب الخطـب مهما اشتدّ واقعه فـالعمر كـالحظّ إقبـالاً وإدبـارا
إذا انتصـرت رعـاك المجد مفتخراً وإن قتلــت دعـاك النّـاس جبّـارا
وفـي مـدى حادثات الدّهر كن يقظاً لأنّ فــي الشـّعب أخيـارا وأشـرار
وللوشـــاية أعـــوان ذوو ســفهٍ لا يـأمن الجـار من إفسادهم جارا
والشـّعب إن لـم يكن للمخلصين به كرامـة مـاد ركـن المجـد وأنهارا
إليكــم مجلــس النّــواب مرجعــه فـأنكروا سـعي أهـل الذّلّ إنكارا
لا تنتقـوا نائباً ما لم يكن يقظاً لا يغفـل الطّـرف منـه كيفما دارا
لا تنتقـوا نائباً ما لم يكن علماً ثبـت الجنـان على الحدثان جبارا
لا تنتقـوا نائبـاً ما لم يكن أسداً علـى غـوائل أهـل الظلّـم مغـوارا
أولئك القــوم نــوّاب نؤيــدهم يحققــون لهــذا الرّبـع أوطـارا
ويرفعــون صــروح العلـم زاهيـة ويــدفعون عــن الأوطـان أخطـارا
لا ترتقـي أمّـةٌ فـي الشّرق غافلة مـا لم تجد بين أهل العلم ثوّارا
أعنـي بهم من يثيرون النّفوس ... علــى المطــامع لا يـأتون أوزارا
فهــذه مصـر بـالأحرار قـد نهضـت ألا تـرى فـي ربـى لبنـان أحرارا
إلـى الأمـام كرام القوم واتّبعوا فـي صـفحة المجـد بالإقدام آثارا
إبراهيم المنذر
117 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجع، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة: أديب لغوي، من أعضاء المجمع العلمي العربي. ولد وتعلم في قرية المحيدثة (بلبنان) وأنشأ مدرسة داخلية سنة 1910 م في (بكفيا) بلبنان، استمرت خمسة أعوام. واشتغل بتدريس العربية. ودرس الحقوق فتولى رئاسة بعض المحاكم. وانتخب نائبا عن بيروت في مجلس لبنان الني أبي سنة 1922 وظل 20 سنة. وعمل في الصحافة. وترأس جمعيات. وكان من المناضلين في سبيل العروبة.ونشر في الصحف والمجلات مقالات كثيرة.وله (كتاب المنذر - ط) في نقد أغلاط الكتاب، و (حديث نائب - ط) استعراض لسياسة البلاد من الاحتلال الفرنسي حتى سنة 1943 و (الدنيا وما فيها - ط) في موضوعات مختلفة، و (رواية - ط) في حرب طرابلس الغرب، وخمس (روايات - خ) تمثيلية، و (ديوان - ط) الجزء الاول منه. وتوفي ببيروت. (عن الأعلام للزركلي)

ولد إبراهيم المنذر يوم 7/ تموز/ 1875 وفي عام 1910 أسس مدرسة «البستان» الداخلية في «بكفيا» التي استمرت خمسة أعوام، ثم أقفلها بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914.

وتوفي يوم 25 - 8 - 1950

1950م-
1369هـ-