خذوا عن لساني ما يفيض به قلبي

القصيدة في رثاء العلامة سليمان خطار البستاني (22 مايو 1856 - 1 يونيو 1925) وكان قد توفي في نيويورك  ونقل جثمانه بوصية منه ليدفن في  مسقط رأسه "بكشتين" في إثليم الخروب في قضاء الشوف بلبنان ولسنا هنا في صدد ترجمته فهي مشهورة وديوانه منشور في هذه الموسوعة ويقع في 9950 بيتا وهي بحاجة إلى إعادة ترتيب حسب تسلسل مواضيعها لأن معظمها ترجمة للإلياذة

الأبيات 36
خـذوا عـن لسـاني مـا يفيـض به قلبي ومــا فـاض قلـبي مـرّةً بسـوى الحـب
خــذوا منـه آيـات المـروءة والوفـا فليــس الوفــا إلاّ لكـلّ امـرئٍ نـدب
ومــا الحـبّ حـبّ الغيـد قـرّح مقلـتي ولا نبلات الدّعــج رانــت علــى لبّـي
ولكـــنّ أوطـــاني محجّـــة خــاطري وكعبـة إيمـاني علـى البعـد والقرب
عشـــقت بلادي وهــي فخــري وســؤددي وبـالروح أفـديها لـدى الموقف الصّعب
ولكنّهـــا ضـــاقت بنخبـــة أهلهــا فسـاروا مسير الأسد في السّهل والهضب
ومـا فـاز شـعبٌ فـي الورى مثل فوزهم فكـان مثـال الجـدّ والسـّعي والكسـب
ونــالوا ولكــن للغريـب ولـم يكـن لأوطــانهم مــن خيرهـم قـدر الوضـب
كــذا عــادة الشـّرقيّ يحيـا لغيـره ويغـرس لكـن ليـس يجنـي سـوى الجدب
رعـى اللـه عهـد العلم عهداً مباركاً نقيّـاً شـريفاً طـاهر الـذّيل والهـدب
ولا كـــان عهـــد للسّياســـة إنّــه لأعقــد فـي الإشـكال مـن ذنـب الضـّب
دعــوا العلــم للأعلام يحيـون ذكـره بعيـداً عـن الإيهـام والختـل والكذب
وخلّــوا لمضــمار السّياســة أهلهــا يـراؤون مـا شـاء الرّيـاء بلا عتـب
وصـونوا لسـان العـرب مـن كـلّ عجمـةٍ تصـونوا بلاد الشـّرق من صدمة الغرب
وإن أغمضـت عينـاي في الغرب فادفنوا رفـاتي فـي لبنـان فـي تربـه الرّطب
ولمّـا نعـى النّاعي سليمان في الضّحى سـمعت بـأذني رنّـة السـّهم فـي قلبي
وأكـبرت خطـب العلـم فيـه وهـل درى بنـو العـرب ما يلقون من ذلك الخطب
هــوى كهــويّ الطّـود فارتـاع قـومه وقــد ذكــروا آيـات منطقـه العـذب
عليــمٌ وعــى فــي صـدره سـبع ألسـنٍ ولـم يـك فـي برديـه شـيءٌ من العجب
وذلـك أسـمى الخلـق فـي حيـن أنّنـا إذا ما علمنا النّزر طرنا إلى السّحب
حنانيـك يـا دهـري أمـا آن أن نـرى بـذا الشـّرق أعمـالاً تؤولٌ إلى الخصب
أمــا آن أن يحمــي حمانــا رجـاله ويرقـى بهـم فخراً إلى السّبعة الشّهب
هنالــك وادي النّيـل والنّيـل فـائضٌ وأهلــوه للعمــران بالرّجـل والرّكـب
تضـــاربت الأحـــزاب فيــه وإنّمــا إلـــى هــدفٍ فــردٍ تســير بلا خــبّ
ولسـت تـرى منهـم فًـتى يهجـر الحمـى ويضـــرب آبــاط المســالك للكســب
بنــي وطنـي لا الظّلـم يـوهن عزمنـا ولا نفقــد الآمــال بـالطّعن والضـّرب
ولسـنا نبـالي إن بـدا السـّيف دوننا وديـــس حمانــا بالمطهّمــة القــبّ
فإنّــا علــى عهـد الوفـا للسـاننا ولـو طـال عهـد الصـّدّ بالهمّ والكرب
وليـس شـريفاً فـي بني العرب غير من يفــدّي بغــالي روحــه لغـة العـرب
لعينيـــك بســتانيّنا نحــن عصــبةٌ مهذّبــة الوجــدان مشــحوذة القضـب
نســير علــى آثــارك الغــرّ كتلـةً موحّـــدة الآراء كالجحفـــل اللّجــب
وإن شــمت روح اليــازجي فقــل لـه بنـو العـرب لا يمشون جنباً إلى جنب
ولكنّهـــم يحيـــون عهــد لســانهم علـى رغـم ما عانوا من الضّغط والرّعب
ســليمان نـم فالـدهر بـالهم مثقـلٌ ونومــك خيــرٌ مــن مخاتلـة الصـّحب
ملأت مجـــال العمــر بحثــاً وخــبرةً وخلّفــت مــن آثــاره نخبـة الكتـب
وعــدت إلـى لبنـان ذا اليـوم جثّـةً تحـــنّ إلـــى أرضٍ مقدّســة التّــرب
إبراهيم المنذر
117 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجع، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة: أديب لغوي، من أعضاء المجمع العلمي العربي. ولد وتعلم في قرية المحيدثة (بلبنان) وأنشأ مدرسة داخلية سنة 1910 م في (بكفيا) بلبنان، استمرت خمسة أعوام. واشتغل بتدريس العربية. ودرس الحقوق فتولى رئاسة بعض المحاكم. وانتخب نائبا عن بيروت في مجلس لبنان الني أبي سنة 1922 وظل 20 سنة. وعمل في الصحافة. وترأس جمعيات. وكان من المناضلين في سبيل العروبة.ونشر في الصحف والمجلات مقالات كثيرة.وله (كتاب المنذر - ط) في نقد أغلاط الكتاب، و (حديث نائب - ط) استعراض لسياسة البلاد من الاحتلال الفرنسي حتى سنة 1943 و (الدنيا وما فيها - ط) في موضوعات مختلفة، و (رواية - ط) في حرب طرابلس الغرب، وخمس (روايات - خ) تمثيلية، و (ديوان - ط) الجزء الاول منه. وتوفي ببيروت. (عن الأعلام للزركلي)

ولد إبراهيم المنذر يوم 7/ تموز/ 1875 وفي عام 1910 أسس مدرسة «البستان» الداخلية في «بكفيا» التي استمرت خمسة أعوام، ثم أقفلها بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914.

وتوفي يوم 25 - 8 - 1950

1950م-
1369هـ-